الحلقة الرابعة عشر

100 30 24
                                    

فراشـة بولنـدا
       الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90




البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰


مستشفى كراكوف•

كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً عندما بدأت الأفكار تتسلل إلى عقل «لاسي» شعرت بالضياع والقلق وهي تفكر في كيفية مواجهة «تالا» كان الجميع غائبين، ولم تستطع تحمل فكرة مواجهة هذا الأمر بمفردها.
اقتربت من غرفة «تالا» ببطء، وترددها يثقل خطواتها. سمعت صوت «تالا» تتحدث مع الممرضة من داخل الغرفة. توقفت قليلاً، ثم عادت إلى الخلف، غير قادرة على مواجهة الموقف. عادت مرة أخرى، مشبعة بالقلق والتوتر، محاولة تأجيل اللحظة الصعبة.
أدركت «لاسي» أن تأخيرها قد يزيد من شكوك وقلق «تالا»، فقررت التقدم بصلابة وخطوات ثابتة. استنشقت نفساً عميقاً، محاولة تهدئة أعصابها. طرقت الباب بلطف، ثم دخلت الغرفة بابتسامة مشرقة وعيون مليئة بالفرح.
فور دخولها، لم تستطع «لاسي» تمالك نفسها. اقتربت بسرعة من «تالا» واحتضنتها بشدة. كان الاحتضان كأنما تداخلت الغيوم ببعضها.

لم يكن هناك في ذلك الوقت فراغاً للكلام، فقد كان الشوق يتدفق بينهما، يملأ اللحظات الصامتة بأحاسيس عميقة. بعد لحظات من الاحتضان، بدأت «تالا» الحديث، ووجهت سؤالها الأول:
_هل الجميع بخير؟"

جاء جواب «لاسي» متقطعاً وبصوت منخفض، محاولة إخفاء توترها:
_نعم، نعم، الجميع بخير."

لكن «تالا» شعرت بشيء غريب في نبرة صوت «لاسي» استمرت في طرح الأسئلة، محاولة فهم ما يحدث حقاً."

قالت «تالا» بنبرة مخيفة:
_هل هناك شيء؟ ماذا بكِ، لاسي؟ أخبريني."

«لاسي» تبتسم ابتسامة رفيعة ثم تقول:
_لقد أخبرتك، الجميع بخير. هل أنتِ بخير؟"

نظرت «تالا» إلى وجه «لاسي» بترقب وقالت:
_أنا بخير بالطبع. حدثيني عن الجثث التي كانت في غرفتي قبل قليل؟"

أجابت «لاسي» بقلق:
_جثث؟! ماذا تقولين؟ هل أنتِ مجنونة؟ لقد شاهدت كابوساً بالطبع."

قالت «تالا» وهي تنظر إليها بجدية:
_لا تكذبي، ارجوك. لقد شاهدت ذلك المشهد قبل أن يغمى عليّ، ثم استيقظت ولم أجد شيئًا في غرفتي. سألت الممرضة أيضًا، لكنها لم تخبرني بشيء."

ردت «لاسي» بلطف محاولة تهدئة الأمر:
_عزيزتي تالا، لم يحدث شيء في الغرفة. لقد كان كابوساً من أحلامك المزعجة بالتأكيد. لا تقلقي، كل شيء على ما يرام."

قالت «تالا» بحدة:
_لماذا علي أن أصدق ذلك؟"

ردت «لاسي» بتوتر:
_حقاً، عليك أن تصدقي هذا الشيء."

«تالا» بنبرة متسائلة:
_حسناً، أين أبي؟ لماذا جاكوب ليس هنا؟"

أجابت «لاسي» بسرعة:
_لقد كانوا هنا قبل قليل، الآن الساعة الواحدة صباحاً."

قالت «تالا» بقلق:
_لا أعلم لماذا أنا هنا، لكنني متأكدة أن هناك شيئًا ما سيئاً."

ردت «لاسي» وهي تحاول التهدئة:
_أيتها المجنونة، يكفي تساؤل، ارتاحي الآن. غدًا سيجتمع الجميع في غرفتك. سأذهب الآن لأحضر فنجان قهوة. هل تحتاجين شيئًا من الخارج؟"

قالت «تالا» بنبرة امتنان:
_شكرًا لكِ أيتها المتوحشة، لا أريد شيئاً، سأخلد للنوم، جسدي متعب جداً."

خرجت «لاسي» من الغرفة وهي تتحدث مع نفسها وتقول:
_تبا لي، لقد كذبت. لقد كذبت، كنت مجبرة على ذلك. يا إلهي، لماذا لم أخبرها بالحقيقة؟ حقيقة، أي حقيقة؟ هل أنا غبية؟ كيف أخبرها بالحقيقة."

ثم أكملت قائلة:
_حسناً، إلى أين أذهب الآن؟ هل أذهب إلى مركز الشرطة وأخبرهم بذلك؟ نعم، نعم، سأذهب إلى هناك. لم أعد أحتمل هذا الهراء بمفردي."

فراشة بولنداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن