الحلقة السابعة

156 55 62
                                    

فراشـة بولنـدا
       الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90





البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰





قال «كايل» بصوت يحمل وعداً صادقاً:
_سنكون معاً، أعدك بذلك."
ثم أضاف بلطف، معبراً عن اهتمامه براحتها:
_الآن اذهبي إلى المنام، لقد تأخر الوقت."

ردت «لاسي» بصوت يحمل نغمات الامتنان والسكينة:
_حسناً، سأذهب. ليلة سعيدة."

قال بهمس، كأنه يغطيها ببطانية من الدفء والحب:
_ليلة سعيدة لكِ أيضاً، يا صغيرتي."

مع بزوغ فجر جديد، تفرق الجميع عائدين إلى ديارهم، حاملين معهم ذكريات الليلة الماضية. السيد «كايل»، بنظرات تحمل وعداً بالحديث، يلمح للسيد «ليساندر» عن موضوع جلل سيتم مناقشته عند الطريق. وفي الأثناء، تنبض قلوب «تالا» و«لاسي» بالإيمان والرجاء، إذ تقترح «تالا» زيارة الكنيسة لتجديد الروح والتأمل.
وكأن القدر يلعب لعبته، عند وصولهم إلى المنزل، يجدون الأب «سايس مور»، القس الذي يحمل في قلبه حكمة السماء، والبابا، الذي يمثل الرعاية الروحية، يتواجدان هناك في ذلك الوقت. إنه لقاء يجمع بين السماء والأرض، بين الإيمان والحياة الدنيا، ويفتح الباب للحوار الروحي والتأمل العميق.

قال بصوت يعبر عن الحنان والاهتمام:
_أهلاً بك يا صغيرتي تالا، كيف حالك يا سيدة لاسي؟"

ردتا بصوتين يملؤهما الاطمئنان والرضا:
_نحن بخير أيها الأب (سايس مور)، شكراً لك."

سأل بنبرة مليئة بالقلق والعناية:
_هل تكرر ذلك الحلم مرة أخرى يا عزيزتي تالا؟"

أجابت بصوت يحمل نفحة من الارتياح:
_لا، لم يتكرر ذلك الحلم مرة أخرى."

قال بصوت يعبر عن الحرص والحماية:
_لا تتركي الصليب، ليكن معك دائماً يا صغيرتي."

وقفوا في خشوع للصلاة، مرفوعة أصواتهم بالدعاء والأماني، حتى انحسرت الأصوات وعم الصمت. تلك الأماكن الهادئة، التي كانت مليئة بالضجيج بالأمس بذكرياتهم وأصواتهم الجميلة، أصبحت اليوم تصدح بصمتهم المزعج. الإزعاج هو تلك المشاعر التي تنبئنا بأنهم لن يعودوا مرة أخرى، ولذلك نحاول الابتعاد عن ذكرياتهم رغم الشوق العميق.
بقيت «تالا» جالسة في زاوية الكنيسة الخالية، بعد أن غادرت «لاسي» ثم انسلت خارجاً إلى الطريق المؤدي إلى المنزل، وهناك، بمحض الصدفة، التقت بالسيد «ليساندر»

قال بصوت ينبض بالود والترحيب:
_مرحباً، يا صغيرتي."

ردت بإعجاب وابتسامة تعلو وجهها:
_أهلاً بك، يا سيد الجمال والأناقة."

قال بصدق ونظرة تقدير:
_أنتِ، فراشة المدينة وجمالك الساحر لا يضاهى أبداً."

قالت بإعجاب، وكأنها ترى انعكاس الضوء في عينيه:
_لا زلت تتمتع بعيون جميلة كضياء الشمس."

فراشة بولنداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن