فراشـة بولنـدا
الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰عندما وصلت إلى باب المنزل، وما إن عبرت العتبة حتى ألقت نظرة خلفها، كأن جزءاً من روحها ما زال هناك، معلقاً بين الداخل والخارج. وروحاً مشتتة تتأرجح بين الفرح والحزن، كميزان قديم فقد قدرته على الاستقرار. لم تستوعب بعد ما الذي أصابها، تلك الصدفة العجيبة والوقت الذي انصهر كقطعة ثلج تحت شمس الظهيرة.
هل سيعود الزمن المفقود؟
هل ستتشابك الأيدي مجدداً؟
أم أن ذكراه ستتلاشى كسراب في صحراء النسيان؟
ابتسمت بمرارة، ومع كل خطوة داخل البيت، كانت تشعر بأن جزءاً منها يترك خلفها. وجدت أباها، ذلك الرجل القلق الذي يحمل العالم على كتفيه، جالساً على الأريكة، ينظر إليها بعيون تسأل ألف سؤال ولا تجد جواباً.
قالت بصوت يكاد يكون همساً، وهي تحاول أن تجد في عينيه ذلك الفهم الذي لطالما كان ملاذها:
_أنا آسفة يا أبي، لقد تأخرت قليلاً."
_لا تقلقي يا ابنتي الغالية، فصحتك تهمني أكثر من أي شيء آخر.
توقف عن الحديث ثم أكمل الأب متسائل بنظرة متفحصة:
_ولكن، ما هذا الكتاب الذي تحملينه بين يديك كأنه كنز ثمين؟"
ابتسمت «تالا» وفي عينيها بريق البراءة وصوتها خافت:
_إنه لا شيء يا أبي، مجرد كتاب عادي اقتنيته من المكتبة برفقة لاسي"،
ردت بنبرة تخفي وراءها ألف قصة وقصة. وبينما تخبئ الكتاب خلفها، كأنها تخفي جزءاً من روحها.
ثم سألت بعفوية:
_هل تحتاج شيئاً قبل أن أذهب للاستحمام؟"
ابتسم «أرماند» بتلك الابتسامة التي تخفي وراءها عالماً من الأسرار، كأنه يعلم ما تخبئه ابنته ولكنه يختار الصمت قال لها:
_لا تقلقي، يا عزيزتي، فالراحة تسبق العمل. ولكن، بعد أن تغسلي عنك غبار اليوم، هل تستطيعين إعداد وجبة العشاء؟ فقد أصبحت جائعاً كالذئب"،
نظرت «تالا» إلى والدها بعيون محملة باليقين والتساؤلات، تلك النظرات التي لا تخفى على أبٍ حكيم:
_بالتأكيد سيكون العشاء جاهزاً بعد قليل، يا أبي"،
أما «أرماند» فقد رد بابتسامة خفيفة تلوح في الأفق كنجمة وحيدة في سماء الغسق:
_لا تتعجلي، يا ابنتي. الوقت لا يزال في صالحنا"،
قالها بصوت يحمل خبرة السنين وصبر الجبال.
أنت تقرأ
فراشة بولندا
Mystery / Thrillerفي هذه الرواية المستوحاة من أحداث حقيقية، يقودنا الكاتب في رحلة استكشافية عميقة إلى عالم، الحـب الــذي لا يـكـتـمـل لا يـنـتـهــي !!