الحلقة التاسعة

128 41 21
                                    

فراشـة بولنـدا
       الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90




البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰




سألت «تالا» بقلق واضح في صوتها:
_ماذا بك يا لاسي؟!"

ردت «لاسي» بتوتر، وكأن الكلمات تتسابق مع دقات قلبها:
_ليس هكذا، ليس بهذه السرعة."

أصرت «تالا» بكل فضول ارادت ان تلتفت:
_ماذا بك؟ ماذا رأيتي؟"

قالت «لاسي» وهي تحاول استعادة نفسها:
_هو هناك بالفعل، لقد توجه الى هنا."

ضغطت «تالا» والإحباط يتراكم في صوتها:
_قولي ماذا بك، من هو."

نظرت «لاسي» الى وجه «تالا» وهي تقول:
_حسناً، سأقول لك، لكن كوني هادئة جداً."

قالت «تالا» وهي تحاول تهدئة الأجواء:
_بالتأكيد سأكون كذلك."
انزلي يدك عن وجهي
_أخبريني: ماذا هناك؟"

قالت «لاسي» بصوت منخفض، وكأنها تنقل سراً عظيماً:
_التفتي قليلاً نحو اليسار فهو يقترب."

تساءلت «تالا» وهي تلتفت:
_من هو؟"
ثم صرخت بصوت هادئ ومخيف، فرح وحزين في آن واحد:
_جاكوب! جاكوب! لاسي، هل هو حقاً؟"

أكدت «لاسي» وسقطت دموعها مزيجاً من الفرح والحزن:
_نعم، هو بالتأكيد."

أغمضت عينيها «تالا» وهي تقول:
_يا الهي، إن كان ذلك حلماً، فلا تخفيه، أرجوك."
وعندما فتحت عينيها قالت:
_ليس حلماً، هو جاكوب،"

رأته يقترب وهو يقول:
_مرحباً يا تالا، أنا محظوظ جداً، عند أول وصولي أراكِ هنا."

وهي متوترة جداً وعيونها تشع فرحاً، ردت:
_مرحباً بك يا جاكوب، لقد أسعدني وجودك."


قال «جاكوب» بصوت يحمل شوقاً:
_وأنا سعيد أيضاً، لقد اشتقت إلى نور وجهك الجميل."

وقفت «لاسي» هناك، غارقة في بحر من السعادة الصامتة، والابتسامة تلوح على شفتيها كنسمة ربيعية خفيفة. كانت تفكر في سرها، في تلك المشاعر العذبة التي اكتشفتها للتو، وهي تشاهد الأحداث تنكشف أمامها بطريقة لم تكن تتخيلها قط. كانت لحظة من الوقت توقفت فيها الحياة لتعطي فرصة لتستوعب الفرح الذي طال انتظاره.

تحدثت مع نفسها بعفوية وهي تنظر إليهم، تهمس بكلمات تعبر عن دهشتها وسعادتها الغامرة باللحظة:
"لقد تحولت إلى كائن خفي، فهم لم يروني مطلقاً."


في غمرة الحديث الذي يتخلله الضجيج الخافت للمدينة، وجد «جاكوب» نفسه مأخوذاً بابتسامة عفوية جميلة.


وبصوت يملؤه الحيرة والإعجاب، تساءل:
_لم أتعرف بعد على صاحبة الابتسامة الجميلة."

فراشة بولنداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن