فراشـة بولنـدا
الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰مسرح الجريمة في غرفة «تالا»
استيقظت «تالا» ونظرت حولها بقلق. كانت الغرفة مليئة بالأضواء الساطعة، وأشعة الضوء قوية جداً، ما جعلها تشعر بأنها ليست في منزلها. تساءلت بصوت منخفض:
_أين أنا؟"
رأت جهاز ضربات القلب بجانبها، مما أكد لها أنها في المستشفى. شعرت بألم شديد في رأسها، وصاحت بصوت منخفض:
_هل هناك أحد؟"
نظرت يميناً وشمالاً، محاولَةً فهم ما يحدث، لكنها لم تستطع رؤية بوضوح. أغمضت عينيها، ثم عاودت النظر مجدداً. بدأت الصورة تتضح ببطء، ورأت جثة شخص ما على الأرض مع قطرات دم عند رأسه.
نادت بصوت منخفض من شدة الخوف:
_هل أنت بخير؟ هل تسمعني؟"
لم تجد أي رد، فجمعت شجاعتها ونادت بصوت أعلى من السابق: _ساعدوني! هنا رجل على الأرض!"
أرادت أن تنهض من السرير لكنها لم تستطع. كررت النداء مرة أخرى:
_هل هناك أحد؟ ساعدوني!"
حاولت مرة أخرى التحرك بسرعة وبقوة، مما أدى إلى سقوطها من السرير. اصطدم رأسها بخزانة حديدية.
فتمتمت بصوت خافت:
_يا إلهي، ماذا فعلت؟"
شعرت بألم جديد في رأسها وزادت حيرتها وخوفها. حاولت البقاء واعية وتذكرت الحاجة إلى طلب المساعدة.
ارتجفت يداها من الخوف وتصاعدت ضربات قلبها بسرعة. صرخت من هول المنظر جثة امرأة في زاوية الغرفة، تبدو وكأنها ممرضة بزيها الأبيض وقبعتها الزرقاء. بقع الدم الكبيرة بجانب جسدها تؤكد أنها فقدت حياتها. تجمدت للحظة، غير قادرة على استيعاب ما تراه أمامها.
صرخت بصوت مرتفع:
_هل هناك أحد؟ ساعدوني!"
شعرت بالرعب يتسلل إلى كل جزء من جسدها، وحاولت جمع قواها من جديد. صوتها المرتعش لم يكن كافياً لطمأن نفسها. بينما كانت تحاول مرة أخرى النهوض، سمعت خطوات سريعة تقترب من الغرفة.
حتى اسودّ كل شيء حولها رغم إضاءة الغرفة الساطعة، لكن استطاع السواد أن يتدرج شيئاً بعد شيء. أدركت أنها لحظة وداع لا ريب فيها، لأنه لم يعد هناك أي شيء، لا شيء سوى ذلك السواد البارد والمرعب. سواد، سواد، ثم فجأةً وميض.
سمعت «تالا» أصوات قادمة تقترب أكثر، أصوات تشبه حديث الممرضات. لم تشعر بشيء سوى السمع، كل شيء آخر كان ضبابياً. فجأة، اقتربت إحدى الممرضات.
تحدثت بنبرة مملوءة بالقلق والاهتمام:
_دكتورة، هل أنتِ بخير؟"
جاء صوت آخر أكثر طمأنينة، ربما كان صوت الطبيبة المسؤولة، وهي تقول:
_نعم، تالا تتنفس، إنها بخير."
ثم أضافت بنبرة مخيفة قائلة:
_من هذا الرجل؟ توقفوا، لا تلمسوا شيئاً! هناك ممرضة على الأرض كأنها مقتولة."
قالت إحدى الممرضات بنبرة خوف:
_الرجل ما زال يتنفس، لكن توجد في يده شفرة حادة."
فقدت «تالا» السمع وغرقت في صمت عميق، غير واعية بالأحداث المحيطة بها. وصلت فرقة الشرطة بسرعة إلى الغرفة، متخذة الإجراءات اللازمة لتأمين المكان والتحقيق في الأمر.
تم نقل جثة الممرضة بحذر إلى قسم التشريح لتحديد سبب الوفاة والتأكد من أي أدلة إضافية.
قال ضابط الشرطة بصوت حازم بعد الانتهاء من التحقيق:
_الآن يمكنكم إسعاف الرجل، يبدو أنه بخير، لديه ضربة في الرأس لكن لا توجد إصابات أخرى. سيكون على ما يرام."
تقدم الطاقم الطبي نحو الرجل وأجروا الفحوصات اللازمة، مؤكدين أن حالته مستقرة. نقلوه بسرعة إلى غرفة الطوارئ لتلقي العلاج المناسب.
في تلك الأثناء، بدأ المحققون في جمع الشهادات والأدلة، وصل السيد «أرماند» إلى المستشفى، وعلامات الفزع بادية على وجهه. عندما رأى رجال الشرطة حول غرفة «تالا» تقدم بسرعة.
متسائلاً بصوت مفزوع:
_ماذا يجري بحق السماء!!"
أوقفه أحد أفراد الشرطة عند باب الغرفة، قائلاً:
_توقف سيدي، لا يمكنك الدخول."
رد «أرماند» وهو يتقدم نحو الباب بإصرار:
ابتعد عني، إنها غرفة ابنتي دعني أدخل."
تدخل ضابط الشرطة بنبرة محترمة، قائلاً:
_حسناً، اسمحوا للسيد بالدخول. هل المريضة ابنتك؟"
رد «أرماند» وهو متوتر جداً:
_نعم، بالتأكيد. ماذا حدث هنا؟"
أجاب ضابط الشرطة بنبرة غريبة:
_حالة قتل. لا نعلم ماذا حدث بالتأكيد."
نظر «أرماند» إلى جسد «تالا» محاطة بالممرضات، وقال بفزع:
_ابنتي، ابنتي، هل هي بخير؟ تالا، ابنتي!"
رد المحقق بنبرة هادئة:
_ابنتك بخير. كانت ملقاة على الأرض بالقرب من جثة رجل مصاب في رأسه وجثة أخرى في زاوية الغرفة ميتة."
تساءل «أرماند» بنبرة مرتجفة:
_من قتل من؟ يا إلهي، ماذا يحدث؟"
أجاب المحقق وهو يجمع أوراق بين يديه:
_سيدي، يمكنك الحضور معنا إلى مركز الشرطة للتحقق من الأمر."
رأى «أرماند» السدية التي تحمل جسداً، فتقرب منها قائلاً:
_توقفوا. من الذي على سدية الإسعاف؟
ثم أضاف:
_يا إلهي، إنه السيد جاكوب!!! جاكوب، ابني، هل أنت بخير؟"
توقف المحقق ونظر إلى «أرماند» قائلاً:
_هل تعرف من هذا الرجل؟"
رد «أرماند» بنبرة تأكيدية:
_بكل تأكيد، إنه صديق ابنتي وعشيقها. ماذا حدث له؟"
قال المحقق بنبرة غاضبة:
_سيدي، هو المشتبه الوحيد في قتل الممرضة!"
رد «أرماند» بنبرة غضب:
_هذا جنون بالفعل! مهلاً، توقفوا!"
قال المحقق بنبرة باردة:
_سنتأكد من الموضوع في المركز. لا تعيق عملنا، أرجوك."
رد «أرماند» وهو يتقدم نحو المحقق، قائلاً:
_حسناً، سأذهب معكم، لكن ليخبر أحد لاسي لتحضر هنا جنب تالا."
أنت تقرأ
فراشة بولندا
Mystery / Thrillerفي هذه الرواية المستوحاة من أحداث حقيقية، يقودنا الكاتب في رحلة استكشافية عميقة إلى عالم، الحـب الــذي لا يـكـتـمـل لا يـنـتـهــي !!