كان حبنا أسرع من إعداد وجبة خفيفة، ولكنه بلذاذة لقمها الهاوية إلى أفواهنا عند قرقرة معدتنا تعلمنا بجوعها في آواخر ليلة باردة....
الوقت الآن مشؤوم نوعا ما، إنها الواحدة وعشرون دقيقة بعد منتصف الليل، الخامس من مارس، التذاكر نحو باريس جاهزة كما أصحابها الآن، ارتدى معطفه في جو من السكون وهي متكئة بظهرها على الحائط تنظر نحوه بتعمق شديد بينما تحادث نفسها قائلة:
- أستطيع استغلال الأمر، هو سيفعل أي شيء للحصول على المورڤين، بما في ذلك قتل أحدهم.
أغمضت عينيها وأراحت نفسها بعد تنهيدة طويلة، بقيت هكذا لفترة من الوقت حتى شعرت به يخرج من الباب قبلها وقد همست بتعب:
- لا بد أنه سيكون من الصعب التعامل معه حقا.
تحركت وراءه واستلمت الملف المنشود من الطبيب ، وضعته في حقيبتها بشكل عشوائي وسريع لتلحق بمن ركب سيارة الأجرة.. وهاهما الآن في طريقهما إلى مطار ليوناردو دافنشي.
...
لاحاجة لبعض التفاصيل العادية التي تحصل لأي شخص..لقد قلت لأي شخص وليس لدانييل وڤيولا..هي تختم جواز كل منهما بينما تمسك بيده خشية أن يسقط فقد كان يرتجف منزلا رأسه وكل ما يفعله هو الصمت..تكلم أحد الضباط مخاطبا ڤيولا بقوله:
- يا آنسة..هل هو بخير؟ يتوجب عليه رفع رأسه حتى نتأكد من هويته.
- هو لا يرغب بهذا ، ثم هل يوجد أحد لايعرف من يكون دانييل؟
- هو إجراء قانوني يُفرَض على الجميع.
- لكنه لا يفرض علي تحديدا، أنا ضمن فريق جنائي يا سيد.
- هذا الكلام يكون في بلدك فقط، أنتِ في روما ولن تتخطي هذه الحدود دون أن أرى وجه هذا الرجل.
نظرت المعنية نحو دانييل بانزعاج وأردفت بسرعة:
- هلَّا تريه وجهك ؟ قبل أن أخلع عينيه لأن هذا الوغد بات يزعجني جدا..اللعنة ألا يوجد مواثيق بين شرطة باريس وروما؟ ماهذا الهراء؟
أردف بهدوء شديد وقد اقترب من أذنها يهمس :
- فقط لنخرج من هنا وسترين ما يسركِ آنستي الجميلة، ليرى وجهي ونعبر هذا الحاجز ، حينها سيكون ما جال في خاطرك عن استغلالي في قتل أحدهم..حقيقة أمام مرآك أيتها الفاتنة.
نظرت نحو الأرض تفكر .. هل حقا اختلس النظر في عقلها وعلم بما كانت تفكر به؟ صحت من شرودها على سحبه ليدها، كان سهلا لقد تجاوزا ذلك الحاجز وها هما في ممر الصعود إلى الطائرة، في مقاعدهما استقرا وأعينهما ببعضهما التقيا، قالت بتعجب :

أنت تقرأ
غابة الورود
Mystery / Thrillerحيث كل شيء يبدو طبيعيا ظاهرا كما الشمس في النهار..تتحرك الذئاب خلسة بين طيات الظلام..وبمكر غدّار تتشرّب غذاءها بمتعة مؤذية..وهي تشاهد نجوما منطفئة في سماء الماضي السحيق.. هكذا نصف بألطف طريقة بطل روايتنا ( دانييل سيرافيوس) كان من المفترض أن يكون أ...