..عندما تبكي السماء..

24 1 0
                                    


كان عذابا كان عذابا، أيها الفؤاد استقم، هاهو ما آل إليه طريق عشقك، أما لست سوى أعمى يتمنى النظر؟ وأبكم يتمنى السمع؟ إذا ذق ما رميتني به وبأي هاوية أسقطتني، ولم يكن غيرك ، مشيت بلبِّ فارغ وقلب هائم، قلب هائم إلى آخر لحظاته.

- باتريك أين غرفته؟ أسرع أريد أن أراه

- سوف يحدث صدقيني تمهلي فقط.

نادى أحدهم من الأمام بصوت عال باسم باتريك ولم يكن سوى إيثان، يقف أمام زجاج لغرفة شبه مظلمة لا يسمع فيها سوى صوت جهاز تخطيط القلب، فور اقترابهما والتقاء عينيها بجسده، انحدرت دموعها دون صوت.

- إيثان افتح الباب.

- إنه غير مسموح آنستي، لقد خرج طبيبان من غرفته قبل قليل.

- وكأنني أهتم لكلام فارغ كهذا.

دخلت بسرعة وأوصدت الباب خلفها، نظرت نحوهما بهدوء لينصرفا بقلة حيلة، بينما اقتربت منه تجلس على طرف السرير، مررت يدها بتردد على صدره وبمجرد ملامستها لمكان الرصاصة انهالت دموعها بأسى بالغ على حاله،  استشعرت نبضه الضعيف، ونطقت بهمس:

- كل هذا كان بسببي، كله بسببي، أعتذر دانييل، أنا آسفة.

- هل أنت هنا؟

_ هل أنت مستيقظ؟!

- لم أنم أساسا.

- ك كيف تشعر؟

- بخير بدونك، لماذا جئتي هممم؟

- لأنني علمت بما حدث معك؟ ثم لماذا تتكلم بهذه الطريقة الوقحة؟

- ومن أنت حتى تحاسبيني؟

- لماذا تتكلم هكذا دانييل؟

استقام  بجزءه العلوي وبات ييناظرها بصمت وراء نظرات عميقة تتسل عبر دماءها

- هل تتذكرين ذلك الوقت؟ حين، فعلت هكذا؟

أردف ليمسك رقبتها وقد ابتسم بجانبية حين شعوره باختناقها بينما قابلته هي بالسكون دون أي حركة

- حمقاء، ألم تتعلمي من الدرس السابق؟ ألا تجلسي على طرف السرير في الليل؟ 

نهض وأنهضها معه، وبهدوء إلى ركن الغرفة كان يبتعد معها بعيدا عن الجدار الزجاجي، في الظلام الدامس اختفيا معا، لامست دموعها يده القابضة على عنقها، وقد أردف بهمس:

- لماذا أصبحتي كالخرساء ؟ هل أكل القط لسانك؟ مهلا صحيح الهواء لا يصل إلى رئتيكي نسيت، إذا هل تشعرين الآن بالخوف؟ هل تشعرين بالألم؟ أخبريني بما تشعرين به، أحب سماع صوتك أيتها الفاتنة، ألن تفعلي؟

غابة الورودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن