" صحيح أنا خطر قليلا.. لا يمكنني السيطرة على نفسي..لا تقلقي يدي ستكون دافئة لأجلكي فقط.. حتى لو أنني أدمرك الآن.. هل سوف تسامحينني؟..تعرفين بأنني لا يمكنني العيش من دونك"
(Pied piper)
بينما استيقظ على ارتعاش جسده من البرد، كان صوت طرق سلاسل الحديد يقترن بحركة يديه، حين استوعب أنه خلف القضبان، بات ينادي على اسمها بعلو ، يرغب بتفسير فقد راح عقله حين استدراك موقفه الآن، ضرب على القضبان بقوة أصدرت صدى مزعجا تبعها صوتها الذي قال:
- لا يجب أن أروضك صحيح؟
- لماذا أنا هنا؟
- هل ترغب أن أعيد لك ذاكرتك؟ لا بد أنك بت مختلا فعلا، ألا يكفي انفصامك؟
- تعلمين أنني أكره هذا الكلام، وبكل بساطة تقولينه بهذا البرود؟
- كما قتلت والداي، أجل وأمامنا الكثير يا سيرافيوس.
- أخبرتك لم أفعل، لم أفعل.
- وما سر البصمات؟ ستخبرني أنها تتطابق مع شخص آخر من الثماني مليارات؟
- لا تكوني سخيفة هكذا، ألا تثقين بي؟ ألا تملكين بي ثقة تجعلكي فقط تعيدين النظر وتصرفينه لصالحي؟
- لا ، لا أملك ثقة بك ، ثانيا لم قد أقوم بجعل الأمر بصالحك إن كنت القاتل بالفعل؟
- لأنني بريء!!
- لا أستطيع رؤية هذا بتاتا. عيناك خالية من أي مشاعر، ومسايرتك في أنك لست كذلك كان عبئا زاح عني.
- أنت تقولين ، أن حبك كان زائفا؟
- لا أقول هذا، سأقول أنني أحببتك بكل ما يملك، لدرجة أنني الآن أقاوم دموعي، لكن بطريقة لئيمة أصبحت أكرهك.
- أنتِ، تكرهينني؟!
استقام فجأة لكن سلاسل الحديد جذبته أرضا بعنف آلم مكان إصابته، تمتم بهمس:
- صدقيني ، إنني بريء، إنني بريء.
اقتربت هي بدورها من أمام القضبان وبهدوء أردفت:
- الأدلة التي أحضرها لنا اليوم إدوارد لا تدل على ذلك.
- إدوارد بيريوس؟
أردف بصدمة وجلس ليقابل وجهها، شعر بنخزات مؤلمة تلدع أيسره، بينما ببرود نطقت:
- أجل هو بحد ذاته، يرغب الرئيس بمكافأته على إيجاده لتلك الأدلة الحساسة.
- هل انقلب الأمر الآن وأصبحتي مع ذلك الساقط؟ أفيقي من غفلتكي أيتها الحمقاء، تصدقينه وتكذبينني؟
- كان مقنعا أكثر منك، كما أن الرئيس ألغى قرار إعدامه، لذا لا تستغرب إن رأيته يطوف بالجوار، ولا تحاول تحرير نفسك بأي طريقة، أعرف هماجتك لذا طلبت منهم ربطك بسلاسل الفولاذ.
- .....
- لن أجلس هنا أكثر، آسفة الأرضية باردة لأنك كما تعلم هو الشتاء، لا أستطيع التحكم بالتدفئة.
- وإن كنتي تتحكمين بها؟
- سأجعلها أكثر برودة حتى يتجمد جسدك.
رحلت دون إرفاق كلمة أخرى .. لماذا أصبحتِ بهذا العنف فيولا؟ لا بد أنني زرعت وردة في حلم لا يمكن أن يتحقق.
...
نقرات متتالية خفاف على رأسه جعلته يستيقظ ، مبتلعا ما يسكن جوفه بهدوء وهو يناظر من أمامه ببرود قد أخذ راحته وهو يجلس أمامه بانتصار نطقت به ملامحه الخنثاء!!
- سيرافيوس لا تعلم كم يروق لي شكلك وأنا أراك مكبلا أمامي هكذا، تبدو مثل كلب مطيع هههه.استجمع أنفساه يجهز ذاته لحرب الأعصاب التي سيدخلها، وفي بدايتها قال:
- إدوارد هل عليك الالتصاق بي دائما؟؟ هل أنت فئة خاصة تخرج عن طور البشر؟
- أوه لماذا تتحدث بهذه القسوة يا...دان.
شدّد على كلمته الأخيرة، وأكمل بعد ثوان:
- أليس هذا ما سمتك به، حبيبتك؟ التي صدمتك بانقلابها عليك والغدرة التي فعلتها بك؟ يا إلاهي كيف لك أن تحب مثلها أيها الغبي؟
استقام الآخر مسندا ظهره على الجدار وأنفاسه تخرج بنفاذ صبر تلوح بها مشاعره ذهابا وإيابا حتى تفقده السيطرة .
- بما أنك لعين وُلِدَ من صلب لعين فلا أستغرب عهَرَ ما تقول.
- اعترف فقط أنك تشعر بالاستفزاز لا بأس بقول هذا، كما تعلم الاعتراف بالحق فضيلة.
حرك الذي أمامه يده بقوة، فإذا بالسلاسل قد لسعت فك الآخر بقوة جعلته يمسكه بألم مقتربا من دانييل بعد جذبه للسلاسل جاعلا منه يجثو على ركبتيه ، ودون تردد صفعه بقوة نتج عنها بصقه للدماء ، ضحك الجاثي بسخرية ، صمت بعدها، بمرفقه ضرب معدة إدوارد مسببا انكماشه، استغل الأمر فإذا به قد لف أحد السلاسل حول عنقه وجذبه بقوة ازرقّ منها وجهه، كانت الجلبة كفيلة بقدوم الحراس وتدخلهم، وبصعوبة حرروه، كانت بعد أن أطلق أحد الحراس النار على قدم سيرافيوس، أخرجو إدوارد وقد كان يلتقط أنفاسه الضائعة بمشقة، و ابتسم دانييل بينما راق دماءه على الأرض، كانت ابتسامة باهتة، تزين ظلامه، وتبين انطفائه، بهدوء همد، وبنور خفت، كان قد وضع، آخر النقط..
...
أنت تقرأ
غابة الورود
Mystery / Thrillerحيث كل شيء يبدو طبيعيا ظاهرا كما الشمس في النهار..تتحرك الذئاب خلسة بين طيات الظلام..وبمكر غدّار تتشرّب غذاءها بمتعة مؤذية..وهي تشاهد نجوما منطفئة في سماء الماضي السحيق.. هكذا نصف بألطف طريقة بطل روايتنا ( دانييل سيرافيوس) كان من المفترض أن يكون أ...