نفحات باهتة...

17 2 0
                                    

جميعنا نرى ونشاهد ونقرأ، قرأت الكثير عن من قبلي من الزعماء، كان لديهم الكثير من الأعداء لدرجة أنهم لا يستطيعون كتابة يومياتهم مثلي، لا أرى أنني نلت القسط الكافي من الأحداث الحارقة في حياتي، أرى أنني أستحق المزيد، في حال عدم حدوث شيء، فهذه دلالة على انتهاء قصتي  وابتداء حياتي السعيدة، وربما هذه المشاعر اللطيفة التي يكسوها الوئام تخالجني بسببه...بسبب ذلك الكيان الملتهب الذي ذهب ولم أره لثلاث ليال متتالية، هل ربما سئم مني وتعب من مقاومتي؟ أو أنه مجرد نذير شؤم؟...أنا دانييل سيرافيوس وكتبت هذه السطور في ليلة شهر أكتوبر في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة مساء وأنا بجوار عشيقتي نتأمل منظر الغيوم من نافذة الطائرة التي أقلعت بنا إلى روما...

قطرات المطر كانت ترتاح على وجنتيها..وتنحدر بهدوء واقعة على الأرض.. محطتها الأخيرة، لقد كانت هادئة تنظر إلى السيارات تمر أمامها والقلق واضح عليها منذ أن عرفنا أن حارسها في المستشفى، حسنا أنا أشعر بالغيرة ولكن أنا هادئ، بالطبع فهي لم تذرف الدموع لغيري ، لقد نسيت إحضار المظلة ولم يكن أي من رجالي قريبين من هنا، نحن في مرحلة حساسة الآن ونحتاج إلى أن نكون راكزين في عملنا، أعتقد أن هذا ما كنت أقوله وأنا أتأمل وجهها، كان يجب أن أكمل وصفي، لقد كانت قطرات المطر تنحدر على وجنتيها وعلى وجنتي، لكن لا أظن أنني شعرت بها، هي حقا فاتنة حتى أنني بدأت أفكر في تحنيطها، أرغب في التعبير عن هذا أمامها ولكن أخشى من ردة فعلها في كثير من الأحيان، لأنني لا أكذب!!! حقا أتخيلها كتمثال إغريقي قديم ، موضوع في متحف واسع ، لا أحد ينظر نحوها سواي، ولا من مخلوق يلمسها سواي، ليفهمني أحد..لست شريرا أو قاتلا..حسنا بلى أنا كذلك ... ولكن هي ضحيتي بشكل مختلف، أنا أقول الكلام هذا بداخلي الآن، ولم أنتبه إنني أبتسم باتساع شديد وأنا ألمس خصلاتها،لست ضعيفا ولكن من كان أمامي هي أنثى...فاتنة فاتنة فاتنة

لقد أوقفت هي سيارة الأجرة حين رأتني شاردا وسحبتني إليها بنفاذ صبر، لقد أعطته العنوان وفور تحركه نظرت نحوي بانزعاج وقالت:

- هل هو وقت هذا الآن؟ ألا يوجد احترام لوضعنا الحالي؟

- هل انزعجتِ؟

لم ترد وإنما اكتفت بنظري نحوي لثوان قبل أن تلتف إلى نافذة السيارة، حسنا أكره هذه التصرفات وبشدة، ليس لديه الحق في أن تعرض عن كلامي، لم أخطئ، جعلتها تلتفت لي مجددا بعد أن أمسكت وجهها وقلت بعد تفكير:

- ألا تعتقدين أننا وقعنا في الحب بسرعة؟ لم تكن قصتنا مثل باقي القصص الطويلة والمملة، نحن معا منذ البداية بطريقة غير مبتذلة.

تنهدت وكأنها شعرت بالذنب ، جيد جيدا أعتقد أنها الآن ستمنحني قبلة على وجنتي؟

غابة الورودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن