جحيم تومينو

23 2 0
                                    

أنا أعرف كيف كان يشعر تومينو، لا بد أنه كان منبوذا جدا صحيح؟ أعتقد أن اللعنة في قصيدته المشئوومة ستصيبني عما قريب، لقد قرأت شعره الياباني بصوت عال، ستصبح روحي ملكا للشيطان، ولن يكون هذا جحيم تومينو بعد الآن، بل سيكون جحيم دانييل.!

على تلك الورقة البيضاء، رسم نقوشا حمراء، بدماءه الذي راق، ومن قدمه قد ناخ، بينما يهمهم بألم مع مرور الوقت يشعر بتنميل قدمه، ويفقد إحساسه فيها، استشعر ضوء القمر المطلِّ من النافذة الصغيرة العالية، كانت ليلة شديدة البرودة ، تناهى إلى أذنيه صوت خطاها، كيف عرف بهويتها؟ هو لا يخفى عليه حتى نفسها الخافت، كانت بيدها مفاتيح زنزانته، قد فتحت الباب وبيدها حقيبة صغيرة، جلست قبالته دون صوت بينما هو بقي يناظر ضوء القمر، أخرجت ملقطا وكانت قد أدخلته بحذر مستخرجة الرصاصة من ساقه، لم يصدر أي ردة فعل بالرغم من قطعة الحديد التي تسحق أنسجته ببرود تام، كانت قد حاولت جهدها في تضميد المكان بطريقة لا تسبب قطعه، لقد دخل صوته إلى خلدها، صوته الهادئ الذي تعلم أن ما سيحدث بعده ليس بالجيد، فكان قد قال:

- عشرة.

تجاهلت الأمر، قد تكون تراهات يتفوه بها لا غير، مع أنها تعلم علم اليقين أنها ليست كذلك.

- تسعة.

- دعني أكمل عملي بهدوء.

- ثمانية.

شعرت بالرعشة المفاجئة في أطرافها، لكن لن تظهر أنها تتهرب، لم تكن تعلم أن الأمر يصبُّ في مصلحتها.

- سبعة...ستة

- ما رأيك أن أكمل عنك؟؟ خمسة؟؟ أربعة؟؟ وثلاثة.

ابتسامة غريبة زارت عينيه فبل شفتيه،ابتسامة لم ترق لها البتة.

- اثنان.

- .... كنت أتماشى معك في هذا، لم أعدَّ معك

- واحد.

بخفة أُغلق وراءها الباب، وقُفِل، جعل هذا وجهها ينظر نحوه بتوتر ، قد أرجع هو رأسه إلى الوراء وضحك بخفة، تنهد بعدها بعمق.

- فيولا، مرحبا بك.

صمت للحظات وأكمل:

- لماذا أنت صامتة همم؟هذا لا يروق لي، على كل حال هل تعرفين أين أنت؟

- دانييل كف عن العبث.

- علمتي طوال حياتك أنني لم أعبث معكي مطلقا، بل كان هو!!

- وأنا أنصحك بأن تخلد إلى النوم.

غابة الورودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن