اللحظات التي نعيشها الآن..ستكون خلال ثوان مجرد ذكرى....
العاشرة وثلاثة وعشرون دقيقة مساء، ليلة السابع من مارس.
نحن في طريقنا للعودة إلى مأوانا، التعب واضح عليها مع نثرات باهتة من النعاس، تناهى رنين هاتفي إلى مسامعنا لذا أجبته بهدوء:
- أجل يا إيثان؟ أجل في الحديقة الخلفية..تماما.
اكتفيت بهذا وأغلقت الخط وها أنا ذا أركن سيارتي وأنزل منها برفقتها.
- هل تشعرين بالإرهاق؟
- نوعا ما.. لاتقلق،هل إيثان بخير؟
-سأفترض أن سؤالك موجه بضمير يعود إلي.. أجل أنا بخير.
تنهدَتْ وصاحَبَتهَا ضحكة خفيفة، بينما تبسمْتُ أنا ابتسامة خفيفة، بدأت أشعر بذلك الألم.. لكنني سأقاومه..على الأقل لهذه اليلة..قلت بنبرة عاطفية نوعا ما:
- عزيزتي ما رأيكِ بالتعرض لبعض الهواء البارد في الحديقة؟
- لا مانع طبعا، لكن ليس من عادتك الخروج لها، خصوصا أنها الحادية عشر إلا ربع.
- بل هي العاشرة وخمسة وأربعون دقيقة.
- أنت محق..بالطبع هي كذلك .
شابكت أناملها مع خاصتي..ما أعلمه جيدا أن العشَّاق يشبكون أياديهم معا تعبيرا عن الحب، كان ذلك بالطبع غير سببي، بل لأن ارتجافي أصبح واضحا، حاجتي لذلك العقار المشؤوم تزداد..إنني صامد، توجهت معها إلى الباب المؤدي لحديقة القصر الخلفية..وقلت:
- أغمضي عينيك لثوينات .. فقط ثوينات.
- حتى تسمح لك الفرصة بابتلاع بعض المورڤين؟.
- ڤيولا أسدلي جفنيكِ.
- كما تحب. .لنهدأ قليلا.
أغمضت جفنيها، والآن أفتح الباب بهدوء، وهاقد شعرتُ بغشاء مظلم يعتلي تفكيري، ليكن الجميع بخير... ليكن الجميع بخير.
فتحت الباب وسحبتها للخارج، رمت أوليڤيا بعض الورد...بل الكثير منه، وقالت بسعادة:
- مبارك زواجكما أيها الأحمقان!
ارتفع جفنا ڤيولا على نحو سريع ونظرت حولها بتفاجئ وابتسمت بسرعة تقول:
- هكذا إذا هو الأمر؟ يا إلاهي كم هو لطيف.
اقترب إيثان وباتريك مبتسمين ومقدمين لدانييل خاتمي الزواج وباقة ورود بينما سحبت أوليڤيا الأخرى خلف الفناء وقالت بسرعة:
أنت تقرأ
غابة الورود
Mystery / Thrillerحيث كل شيء يبدو طبيعيا ظاهرا كما الشمس في النهار..تتحرك الذئاب خلسة بين طيات الظلام..وبمكر غدّار تتشرّب غذاءها بمتعة مؤذية..وهي تشاهد نجوما منطفئة في سماء الماضي السحيق.. هكذا نصف بألطف طريقة بطل روايتنا ( دانييل سيرافيوس) كان من المفترض أن يكون أ...