لا حاجة لتلتقيني حتى تعرفني، فما عبر البحار غير السفن، لا حاجة لتحادثني حتى تدرك ما لدي، فما قاد السفن غير البشر، لا حاجة لتستغلني في تحقيق ما تريد، فما أهلك البشر غير البشر...
نحن نذهب من مدينة نيويورك إلى لندن وباريس..ومن المكسيك إلى كاليه والبرازيل، هذا هو المارياتشي أيها الرفاق..ما يُكتَب الآن وما يُخَطُّ فهو بقلمي أنا دانييل، لذا من فضلكم هذبوا مسامعكم وأدبوا أرواحكم فلا أكتب شيئا من العدم ودون فائدة، وحتى إن شعرتم بذلك وهذا مستحيل فلا يوجد كائن كان إلا وقد وقع لسحر حروفي ، هذا مؤكد فحتى القلم بين أناملي يرتجف حياء وشرفا لملامسته لي، فمابالكم بالبشر؟!! لا بأس أعلم أنني أرهقكم ،لذا سوف أستكمل معكم ماحدث بالطبع، أستأنف لحظات الهبوط هذه بينما هي نائمة بتعب واضح، لا ألومها ..أجل..كانت لحظات هادئة مع إشراقة شمس السادس من مارس..
...
هذه لحظتنا في دخول عريني، إنني أحملها بين ذراعي وهي مستسلمة تماما، كانت خيوط الشمس قد تمكنت من السماء فباتت مزعجة، كنت أستعجل في إخراج مفاتيحي وأنا أهاتف إيثان قائلا:
- أجل يا رجل كل شيء بخير، أعلمني حينما تعود مع باتريك وزوجته من روما، لقد استقال من عمله وڤيولا لا تعرف بعد.
- حسنا أنت مصر على فعل هذا ؟ سوف تجعلها تستقيل من عملها أيضا؟
- إنني أستدرجها ببطئ وهذا صعب علي، لست دوما في مزاج جيد.
في هذه الأثناء كان قد وضعها على السرير وأغلق الأستار وأكمل يقول بعد خروجه من الغرفة وإغلاقه الباب:
- لا أرغب بقولها يا إيثان، ولكن في بعض الأحيان أشعر بأنني أرغب بفعل شيء سيئ لها...
- حاول أن تهدأ .. حين شعورك بعدم الاستقرار غادر المكان الذي هي فيه.
- كيف وهي تقتحم كل مكان رغبة في مساعدتي؟ إنني لم أمنحها حتى فرصة للتفكير في مشاعرها..منذ موت والديها وكل ما تفعله هو...
- أجل؟ إنني أستمع إليك.
- سأغلق الآن ولا حاجة لك في الاستماع لي.
أقفلت الخط في وجهه...شعرت بالرغبة في هذا ولا أحتاج أن أبرر ما فعلت، هو صديقي ويعرفني جيدا، يبدو أنه يتوجب علي أخذ قسط من الراحة أيضا.. من راحتي الخاصة...لا زال لدي بعض المورڤين وبدأت أتألم بشكل مسعور لذا أستأذن حضراتكم..ارتاحوا أيضا.
...
الثالثة وأربعون دقيقة عصرا..
أنت تقرأ
غابة الورود
Mystery / Thrillerحيث كل شيء يبدو طبيعيا ظاهرا كما الشمس في النهار..تتحرك الذئاب خلسة بين طيات الظلام..وبمكر غدّار تتشرّب غذاءها بمتعة مؤذية..وهي تشاهد نجوما منطفئة في سماء الماضي السحيق.. هكذا نصف بألطف طريقة بطل روايتنا ( دانييل سيرافيوس) كان من المفترض أن يكون أ...