« القَصر ، اليل »
وقفت عهد تمشي مع ندى حتى وقفوا بالخارج ولفت عليها ندى : متى بترجعين للعجلان ؟
رفعت كتوفها عهد : معرف
حضنتها ندى تودعها ومشت للخارج وقفلت الباب عهد تمدد يدينها بتعب ومشت للدور العلوي ومرت من عند مكتبته ، تراجعت للخلف بهدوء وفتحت الباب يلفحها ريح مسك العود و عتيق الرفوف والكتب ، مشت تمرر يدينها بين الكتب وجلست على طرف الطاوله تقرا احد صفحات كتابه اللي تركه على الطاوله ، ارتجفت من فتح الباب وناظرته مباشره وناظرت الكتاب اللي بيدها بينما هو يقرّ بناظره عليها شبه جالسه على الطاوله ونزع شماغه يتركه على الكنبه و بشته يتركه ايضاً ، تقدم لها يفك كبك ثوبه : ديوان الامير خالد الفيصل ؟
ماردت تناظر وتقرا الابيات حتى وقف عندها ورفعت نظرها لقربه وتقدم بشكل جنوني حتى تقاربت انفاسهم وتوقف تسمع هي صوت الكبك اللي تركه خلفها على الطاوله وابتعد عنها يمشي للرفوف ، بلعت ريقها من شعورها وكيف هي تجمدت محلّها تستنكر استسلامها وشلون هو يلعب بمشاعرها واحاسيسها كلها !
نطت من الطاوله تمرر اناملها في شعرها وزفر يجلس على الكرسي : ما انتهينا من الكلام
وقفت محلها وهي تتمسك بامقبض الباب ولفت عليه ببطئ يربكها الهدوء اللي بينهم و ظلمة المكان اللي يضويها ابجوره في زاويه الغرفه : ماتكلمنا عشان ننتهي
شمّر اكمام ثوبه يفك ياقته لانه فعلا يختنق من بعادها ويلتهف لها كلّها : ممكن تجلسين ؟ ونتناقش نقاش عقّال ؟
زفرت تناظره بحده وجلست لانها تكره الاوامر منه وحطت رجل على الاخرى ترجع ظهرها على الكنب ، فتح مجموعه اوراقه يطلع قلمه وناظرها : عندي ابيات كتبتها وفيه شطر مالقيت له تكمله
ناظرته تجهل طلبه حتى نطق : ابيك انتي اللي تكملينها
عقدت حواجبها : عشاني قريت ديوان شعر خليتني شاعره ؟
خلف بهدوء: يكفي ان زوجك شاعر
سكنت ملامحها تصد وناظر الاوراق يقرا الابيات تحت مسامعها حتى وصل للبيت يلي استصعب كماله : مفترض إني أجيك بضيقتي وأشكي همومي وأستريح ومفترض إنك تكون بدنيتي ..
سكت هو من وصل نقطته ورفع نظره عليها يشوفها بالفعل مُنصته وساهيه بالتفكير بالابيات وناظرته بالصدفه ينطقون بنفس الوقت و النبره : ملجاي ..
ناظرته ترتخي ملامحها وصدت تحك باطن يدها يرتجف صدرها من طواري و الف طاري يجول في خاطرها وناظرها يستوعب كثير تلامس الارواح لدرجه ينطقون بنفس الكلمه ، ومباشره كمل ابياته مايناظر الاوراق :
ومباشره كمل ابياته مايناظر الاوراق : مفترض إني أجيك بضيقتي وأشكي همومي وأستريح ومفترض إنك تكون بدنيتي ملجاي لا ضاق الفسيح ومفترض أشياء كثير نعيشها أحلامنا وأسرارنا ، إحساسنا وأدوارنا ، ومفترض إني أجيك بلا غرض وآخذك في صدري نسم ..وماتعترض
ناظرته بهدوء تعقد حواجبها من شعورها وبرود ملامحه يناظرها يترك ابيات كتبها في ورقه ويناظر قصيده جسّدها الله في أنسان ، فعلاً يفترض الف افتراض يتمناه يصير يفترض ويفترض وهو معها في الف سؤال وحيره ويعجز كيف يجيب جَمر قلبها و يطفي جحيم داخلها ، ناظرته هي تصرخ داخلها تتعذب منه ومن قربه تتعذب تكون معه و يختلف شعورها في كل مره تواجهه ، مشاعر تحكّمها وتمحي حقد سنينها العِجاف وتبدا تنطفي شرارة الجمر والأنتقام لجل يبرز بياض الرماد ، تدريجياً فعلاً تشعر انها تنقاد تحت حكمه وهيبه شعوره من ينظر لها بالشوق و الالتهاف يتحرك بداخلها الف شعور
وقفت تنهيّ حبل افكارهم وطلعت من عنده تمشي لغرفتها ومسح على حواجبه يتعب في محاولاته معها ويزيد شوقه لقربها وسوالفها وحلو تضاحيكها ، قفلت باب غرفتها تسند راسها عليه بتعب من علاقهم ماتدري وش تصنفها ، ابرد من الجليد و احرّ من الجحيم ، لهفه عشّاق وكره الاعداء ، جنازة شعور وربيع القلوب
تركت نفسها تمشي للسرير وفعلاً مباشره غفت من تعبها ..
« المستشفى »
طلعت من المستشفى بتعب وفتحت الباب تركب بجنب رياض وناظرته زيّه العسكري : ياسلام
ضحك يرقص بسخريه وضحكت منه ونطق : بقولك شي بس لاتعلمين احد
ضحكت منه تضرب كتفه : الله صرت تخبي المواضيع عني ؟
ابتسم وناظرها : جايك خطّاب وابوي يبي يفاتحك اليوم
سكنت ملامحها بخوف وضحك مباشره من انقلاب ملامحها : معليك قريب منا مابه خوف !
جمان ميلت راسها تمثل عدم الاهتمام : مين ؟
غمز لها رياض : بيقولك ابوي عشان تعطينه ردة فعل حقيقيه
تنهدت بتوتر وضحك يرفع على صوت المسجل ..
« الاحساء ، القصر »
وقفت في الحمام بعد ما غسلت وجهها تناظر ملامحها ورفعت يدها ببطى تفك لفافتها ، نزلتها عن جبينها تناظر الجرح اللي سببه حسين وزفرت بتعب من كان يبين بوجهها بشكل واضح ، ربطت شعرها تنزل منه بعض الخصل على وجهها ومشت تطلع ونزلت تحت تشم ريحه الاكل وناظرت المطبخ تشوفه واقف فعلاً يطبخ الفطور وعقدت حواجبها تضحك ولف عليها يرفع حاجبه باستغراب : وش يضحك ؟
ضحكت بعالي صوتها ولف كامل جسده من سمع ضحكتها اللي ماقد مرّت على مسامعه ، ضحكه ملائكيه تعكس الجمر بشكل واضح يشع من مبسمها نجم سهيل على اصوله !
مسكت بطنها تستغفر ربي : استغفر الله
خلف : وش فيك ؟
نطقت بسخريه تقلد نبرة صوته : خلي الخدم يسوونه اجل ؟ تبسم بخفوت يناظرها ولف على الصحون ومشت تتمتم بالسخريه عليه وجلست على طاوله الطعام تلعب مع ليلى : انتبهي يتغداك نمره
ابتسمت تهز راسها بقل حيل : احد يربي نمر ! غريب
صرخت من تثاوب برّاق عندها وفجأه عجل خطاه خلف من سمع صرختها وشافها فوق طاوله الطعام بحضنها ليلى وبراق يدور حول الطاوله واردفت : شيل نمرك يامتخلف !
ابتسم يكتف يدينه يناظر كيف انعادت الادوار وصار يسخر عليها وناظرته تلمح ابتسامه انتصاره : خذ نمرك !
طق اصبعه خلف يناظر برّاق : برّاق !
ناظره برّاق يمشي له وابتسم خلف يمسح على راسه ومشى للمطبخ وهمست عهد لليلى تناظر ابتعاده : ومسمي نفسه النمريّ على نمره ؟ مجنون
نزلت تجلس على الكرسي تناظر ليلى : اسمه برّاق يخوف
ابتسمت من لعبت ليلى على الطاوله وتقدم خلف يجلس على الطاوله وجابوا الخدم الفطور تناظر الاكل ورفعت حاجبها بهمس: طلعت راعي طبخ
ناظرها خلف : ماسمعت
هزت راسها بالنفي تاكل وابتسم بخفه لانه سمعها وبدوا ياكلون وناظر جبينها اللي فكت عنه الفافه يعرف انها بدات تتعافى او تستعجله لانها تبي تطلع وتتحرر وناظرته تلمح عيونه اللي عليها ونطق : متى ودك ترجعين ؟
ناظرته تشوف هو كيف متقبّل وضعها ورغبتها في الابتعاد ورفعت كتوفها : اليوم
هز راسه يناظر الاكل ودق جوالها ووقفت : شبعت
مشت تطلع من عنده وناظرها تغادر وردت : هلا نجد
نجد : صباح الخير
عهد : صباح النور
نجد : اسمعي لا تعصبين
عهد : وشو ؟
نجد زفرت بقلق : ابوي شحن اغراضك لقصر خلف يقول خلاص بتجلس عنده
كحت مباشره عهد من شرقت يسوّد وجهها ونطقت ببحة صوتها : وليه القرار ذا بدون شوري !
نجد بتوتر : هو قاله، يقول اكيد انها مبسوطه هناك وقال وش عاد بها تجلس عندنا
عهد : هو طردني يعني ؟
ضحكت نجد بخفه ونطقت عهد بحده : مايضحك نجد !
نجد تحاول تخفي ضحكتها : والله مالي دخل دقي عليه
قفلت عهد بوجه نجد من غضبها ودقت على رماح اللي رد : هلا باعهد الرماح !
عهد بغضب : ابوي من قالك تشحن اغراضي ومن قالك اني بجلس عند خلف ؟
رماح ضحك : شلون مابتجلسين عنده ؟ هذا زوجك وانا ابوك وبيتك ومفروض جالسه عنده من زمان !
سكتت عهد تمسح على ملامحها بغضب : ابوي الله يهديك مـ
رماح : اقول يالعهد ! عز الله انك في ذرى رجّال
سكتت تهز راسها بقل حيله : مع السلامه
رماح ابتسم : الله يحفظك
قفلت عهد تنزل جوالها ومشت ترقى فوق تفكر بايلي بيصير ..