« المستشفى »
كانت تمشي ذكرى في الممرات بإستعجال لقسمها ومابين حديث أفكارها مسكت ذراعها صاحبتها لين ولفت عليها ذكرى : خوفتيني وش فيك
لين : ماتسمعيني اناديك
بلعت ريقها ذكرى تستوعب أنعزال عقلها عن الواقع ونطقت : وش بغيتي
لين : الدكتور نايف يبيك
ذكرى مباشرة : نايف دكتور الجراحه ماغيره ؟
لين : اختصريها وقولي ولد عمي
عقدت حواجبها ذكرى وبلعت ريقها تسكت ونطقت لين : ذكرى ؟
ناظرتها ذكرى بإستيعاب وهزت راسها بتكرار : تمام تمام سمعتك
مشت ذكرى تشد على قبضتها برعب تقابله بعد يلي صار ووقفت امام مكتبه وارتفع صدرها تتنفس بهدوء وهمست بينها وبين نفسها : ماتتكلمين عن اللي صار بس الشغل
دخلت ذكرى وهو مثبّت ناظره على اوراق بين كفوفه وتوقفت محلها تلاحظ أنشغاله وكتفت يدينها بإنتظاره ينتهي ونطق مايناظرها : ذكرى ؟
بلعت ريقها ذكرى تشوفه يشير على الكرسي وجلست هي وصارت جريئة لحتى تنطق : بخصوص اوراق النقل حقت الممرضه هي طلبت مني أوصلها لك و عـ
نزل القلم يناظر عيونها مباشرة ينطق : مادعيتك أكلمك عن الشغل
سكتت مباشره تاركه يدها اللي كانت تشرح معها في الهواء ونزلت كفها تستجمع قواها بعد كلمته وتدري بالأكيد انه بيتكلم عن حادثه يوم زواج سياف ونجد ونطقت :اللي صار ذاك اليوم .. ماصار خلاص
نايف: الا صار
هزت راسها بالنفي توقف: انا عندي شغل
نايف: اجلسي
مشت ذكرى تتجاهل أمره ووقف بصوت عالي غاضب ينطق: ذكرى !
وقفت محلها تمسك قبضه الباب بتردد ولفت تناظره: تبي تتكلم عن اللي صار ذاك اليوم ؟
تقدمت له تمشي بهدوء وبغضب يمتزج مع إرتجاف صوتها :هذاك اليوم انت كنت بتقتل نفسك لولا دخولي اللي صادف هالشي وتدري وش ؟ ليتني مادخلت وانقذتك تستاهل على ضعف نفسك اللي خلتك تسوي كذا
فتح ثغره لجل يتكلم واشارت عليه بإصبعها تقاطع نطقه: أنت كنت بتموت بشكل مُشين ومُنذل ومشكوك فيه لولا دخولي عندك و بـ
نطق نايف مباشره يرفع صوته: أنتي انقذتيني من حالتي الدنيه !
سكتت ذكرى تناظر رجى عيونه بالتحرر من دُجنه ليل يحل عليه ونطق يكمل: كنت اقول اني دكتور وتمر علي مناظر وان قلبي قاسي بس أكتشفت لا .. انا كنت ارمي مُهملات أنسانيه داخل جوفي حتى تخزنت وصارت اكتئاب حاد !
هز راسه نايف: حتى الاكتئاب حاربته وماصدقته حتى وصل بي الامر بذيك الغرفه حامل السلاح ..
تذكرت مباشره ذكرى كلامه بذاك اليوم وكيف هو نطق بصريح لسانه " انا دكتور متعوّد " !
لكن بيّنت الأيام ضعفه وحاجته لنور الشمس وحُريه حُرٍ طليق ،
تشوف هي بعيونها أرتجاف يده وبعثره مشاعره ونطق نايف: وفاة جدي وحقيقه ابوي وهيله .. وابتعاد اقرب شخص لقلبي يطلع من حياتي فجأة !
فهمت ذكرى انه يقصد فلاح وسكتت تشد على قبضتها تحاول هي بنفسها ماتبكي ونطق بهدوء: أنتي انقذتيني ذكرى .. برائتك صراخك وغضبك علي وخوفك علي حسسني ان لهالحياة معنى و الوان
بلعت ريقها تصد نظرها عنه ونطق نايف: أنا أبيك على سنة الله ورسوله زوجة
ناظرته مباشره بذهول يعتريها وناظرها نايف هي تلمح جديّة منطوقه ولفت تطلع لأنها بدت تحس الغرفه تخنقها بعد أعترافه ومشاعرها كلها تختنق فيها وعجلت خطاها لأحد الغرف ودخلت تتنفس ومسكت عنقها تشعر بغصّتها وصفعة مشاعرها
عدّل رياض نسفته وهو امام شباك سيارته وتنفس الكثير من الهواء لجل يهدى ، مشى لأمه وجمان ووقف عندهم : البنت أسمها نجلاء
هزت راسها جمان : هذي المرة العاشرة اللي تذكرنا بإسمها
حك جبينه ومشوا الحريم ومشى رياض مع ابوه ودخلوا على مجلس مساعد وتبسّم سلمان من الفخامه همس : ماشاءالله تبارك الرحمن
وقف مساعد و أبتسم : يامرحبا
أبتسم سلمان يصافح مساعد وجلس بجانبه ونطق سلمان : كيف حالك يبوفهد
تبسّم مساعد : على ماتحبّ ياسلمان شلونك أنت
كان رياض جالس ويستمع بترقبّ حتى اخيرا تطرق سلمان للموضوع : والله يبوفهد جيناك طامعيين في نسبكم وقربكم ، بولدي رياض
ناظر مساعد رياض وعقد حواجبه يتذكر الأسم : رياض ؟
بلع ريقه مباشرة رياض يشعر بخفقان قلبه ولف مساعد يهمس لفهد : هذا صديقك أحمد وانا ابوك ؟
ناظر فهد رياض بعيونه وميّل راسه رياض برجاء يطلب فهد بعيونه ، تجمّدت كل خلية بجسم رياض من همهم فهد بالتفكير وسكّر عيونه ينفي جميع الأحتمالات ان مساعد بيوافق وابتسم فهد ينطق : لا بابا مو هو
ابتسم مساعد يهز راسه وناظر رياض يبتسم له : مشبّه عليك ياولديّ
ابتسم رياض بإرتباك شديد : تصير ياعم
بلع ريقه رياض يهدى وسأله مساعد : وين تشتغل يارياض ؟
سكتت رياض بورطه ولف عليه سلمان يناظره ومثّل رياض يبتسم : ضابط
عقد حواجبه مساعد يفكر وناظر رياض فهد وكيف يبتسم له وتنهد رياض بإرتباك ..
« المدرسة الأبتدائية »
وقفت نجد تلبس عبايتها ومن أنتهت رفعت جوّالها تتصل عليه وسرعان ماردّ : العَذيّة ؟
أبتسمت تصد من زميلاتها اللي لاحظو خجلها ونطقت : خلصت بتجيني ؟
سياف : عند البوابه
أبتسمت تهز راسها وقفلت جوالها تنطق أحد زميلاتها : مطيرٍ عقلك والله !