12

3.8K 79 5
                                    

فزّت من نومها خايفه ولفت حولها تشوفه ينام على بطنه عاري الكتوف وضمّت المفرش على صدرها تتذكر أحداث امس ، غمضّت عيونها تعض شفتها تبتسم من تذكرت جموحه فيها وهيامه اللي تعدّى كل موجود ووقفت تلبس بلوزته اللي كانت عليه ليلة امس تشم ريحة عطره ومشت تنزل تحت ، دخلت المطبخ لجل تسوي الفطور وطلعت البيض والطحين ونثرته على وسيع الطاوله وعجنت عجينتها ومن انتهت وضعتها على الصحن وشالته تحطه بالفرن ، طلّت من على الدرج تشوفه نازل بكتوف عاريه وشاف بلوزته عليها : سلبتيني كل شي حتى عقلي
ابتسمت بغرور تصد عنه ونطق بخفوت : وراضي بالسالبّ
ابتسمت هي لأنها سمعته وناظرت المُعجنات وشافها تتحاشاه وتصدّه ومشى فوق لجل يتروش ..

« الأحساء »
زفر سعود بحيرة يقلب عكازه بين كفوفه ، يحتار بالكثير من الاسئله بعد مارجع من المحكمه ودخل عليه عناد اللي جاي من برا البيت ونطق : لقيت القاضي ؟
هز راسه سعود بالنفي : طالع أجازه
بغضب رمى عناد نظراته على الكنب يجلس : ياخذ أجازه واخوي مابين الحياه والموت ؟
سعود تنهد بوجع : أخوك ياعناد معد به حيله ، اهل المقتول ماقبلوا التنازل واخوك راسه عنيد
زفر عناد تعبه ومسح على حجاجه وهمس : كم باقي له ؟
ناظره سعود بأسى يتثاقل الكلمه : ثلاث أيام
غمض عيونه عناد يترك راسه على الكنبه ، هز راسه يوقف : بروح له
سعود : حمد ؟
هز راسه عناد ياخذ نظارته عن الكنبه ومشى يطلع من البيت يتجه للسجن ..

« السجن المركزيّ »
بعد إجراءات التفتيش المكثفة انفتح الباب الحديدي يلي صوته يلويّ صدر عناد ودخل يشوف حمد جالس على الكرسي مكبّل اليدين ومنزل راسه ورفع راسه من شاف عناد وقف مباشرة : عنادّ !
ابتسم عناد بخفة يحضن حمد وغمض عيونه يشدّ عليه ونطق العسكري : خلاص
ناظر عناد العسكري بحدّة يتراجع عن حمد اللي جلس يضحك حجاجه ويتسّع مبسمه بالرضا ، ناظره حمد يشبك يدينه يتركها فوق الطاوله : وش حاله ابوي ؟
سكت عناد فقط ينظر له ، وألتمس مباشره حمد الحزن من نظرات عناد ، ولجل يقطع حبل الصمت عناد : ماهو بطيّب حال لكن .. بخير
زفر حمد بتعب ، تعب يجاريه عَتب من نظرات عناد وفتح ثَغره عناد من نوى بالفعل ينطق ، لكن سبقه حمد بالكلام با إبتسامه تسابق منطوقه : شخبارها لَدن ؟
سكت عناد ، يلمح تضييع حمد الواضح للموضوع ونطق يجاريه : بخير
حمد هز راسه : زين ، باقي ثلاث إيام عناد
سكت عناد يضيق صَدره وكمل حمد : والي سويته ماهو بهيّن و أستاهل مايجيني
عناد : قتلت إبن الكلب عشانه تحرّش في لَدن يستاهل النذل !
أبتسم حمد : بس قتلته ..
سكت ينتفض صدره من يتذكر حال أخوه ذيك اليله وكيف كان منظره با احمر الدم على ثوبه ، عناد : لَدن تبي تجيك
هز راسه حمد بالرفض بتكرار : ولا تفكر !
عناد : لها شهرين تحاول فيني ولاتدري أنه بعد ثلاث ايام ..
سكت عناد ينبتر حكيه لانه يغصّ بالكلام ، مد حمد كفه يعانق كف عناد وبخفوت : باقي ثلاث أيام و أروح عند اللي ارحم منا كلنا
صد النظر عناد يلتويّ قلبه ، وتنحنح العسكري يقصد كفوفهم ووقف عناد يناظر حمد اللي وقف معه وابتعدوا عن الطاوله ومباشرة حضنه عناد ، ناظرهم العسكري ومن نوى ينطق بحدّه نطق عناد : اذا ماتبي وظيفتك أنطق !
سكت العسكري وشد حمد على حضن عناد وقبّل عناد راس حمد وتنهد يشوف إبتسامه حمد اللي يكسيها الأمل ، ومشى يقفي ظهره يروح للخارج ولف يشوف السجن من برا يدري أنها اخر مره يزوره ..

« الرياض »
نزل خلف من الدرج يقفل كبك ثوبه وبشته يتركه على متونه ، إستنشق رِيحة العود وأبتسم يجهل مصدره حتى دخل للصاله يشوفها تحاول تحرك قطعة للعود على الجمر وتنفخ بثَغرها الزاهي ، وقف يناظرها ووقفت بكفّها المبخره وتقدمت له تلمح ساهي حَدق عينه في طلّتها وتقدمت تدخل المدخن بين صدره و البشت ، بصوته الخادر الخافت نطق : انا في حلم ولا علم ؟
رفعت نظرها له من قريب : حلم
أبتسم بخفوت ، ومن انتهت قربت المدخنه من ثَغرها تنفخ فيها ، ناظره لذيذ ثَغرها يلي ينفخ الجمر ونطق : لولا الجمر مابيّنت ريحة العود
ناظرته بهدوء وابتسمت تلف ولف فستانها معها يضرب في ثوبه وابتسم بهدوء يعض شفّته ولف لجل يطلع ..

« الأحساء ، قَصر سعود »
مرّت ليالي اصعب من مرور قيض اصيف الصيف ، دخل سعود متلطم ووراه عناد اللي متلطم ولابس نظارته الشمسيه ، دخل سعود غرفته ودخل عناد للصاله و مباشرة إرتخت كتوفه لأنه شاف لَدن اللي ماتدري عن شي وماتدري عن وقوع السيف الأملح مكانه ، وقفت هي مبسوطه : تخيّل صاحبتي عند اهلها عرس وعـ
أنبتر حَكيها ، لأنها شافت عناد بحال مو حاله ومن شال نظارته تشوف إحمرار مدامعه شهقت تغطي فمها ونطق هو : لَدن
عقدت حواجبها تحاول تستوعب حتى إردف : حمد اليوم موعد قصاصه
شهقت لَدن ، وفقط حسّت بدنياها من ظلّمت وطاحت فاقده للوعي وسمّى عليها عناد وتقدم يشيلها ، مباشره طلع فيها يحرك سيارته للمستشفى

« المستشفى »
كان جالس على الكرسي يلي أمام سريرها وهي تفقد الوعي بسبب شديد صدمتها ، غفى من غير شعور عناد ودخلت المُمرضه ترتب المكان ، لفت تشوف عناد اللي متلطم بعيون يبللها الماء بسبب بكائه ورفعت جوالها تصوره ورجعت تحطه بالابكوت ، مشت تطلع ورفعت جوالها ترسل الصوره بقروب البنات وكتبت : كيوت
مباشره ردت جمان : تعالي لقسمي !
لميس : واه الحنان المطلوب !
فتحت ندى جوالها اللي كانت تشرب القهوه وشرقت بالقهوه تكح وفزت دلع : وش فيك !
مدت ندى توري الصوره لدلع اللي شهقت تغطي فمها : لَدن !
فزت دلع لغرفته : قومي البسي عبايتك
ندى : وش تبين !
زفرت ندى بورطه لأن لَدن تكون صديقة دلع ووقفت من رمت عليها دلع عبايتها ولبست عبايتها تلحق دلع وركبوا السيارة ، توقفوا عند المستشفى ونزلت ندى تدق على ذكرى اللي ردت : هلا ندى
ندى تناظر حولها : وينك
ذكرى : شايفتك بجي
لفت ندى من وقفت عندهم ذكرى تستغرب وجودهم : شفيكم ؟
دلع : وين اللي صورتيها وين غرفتها ؟
عبسّت ذكرى من عجلة دلع : الدور الثاني ، ليه وش فيها ؟
دلع : صاحبتي
هزت راسها ذكرى : واو عالصُدف
مشت دلع تسبق ندى ونطقت ندى تناظر ذكرى : اللي معها زوجها ؟ مايصير ندخل عليهم
هزت ذكرى راسها بالنفي : لا شفتهم بالسجّلات .. إخوها
هزت راسها ندى ومشوا لغرفه لَدن ، توقفت دلع تعدل طرحتها وندى اللي تعدل حِجابها ودخلت ذكرى قبلهم تشوف عناد اللي صحى وجالس يناظر جواله : لو سمحت أخوي
ناظرها ينصت ونطقت : في زياره للمريضه ممكن تتفضل برا
عقد حواجبه يناظر لَدن اللي ساكته وتنزل دموعها بهدوء ووقف يهز راسه ومشى لجل يطلع ، ومن طلع دخلت دلع وماناظرت ندى في وجهه تدخل خلف دلع ، إبتسمت دلع بهدوء : الحمدلله على السلامة
مباشره أنتفضة شفّة لَدن وشهقت دلع تحضنها وهمست لَدن مابين شهقاتها : راح حَمد !
مباشره ذرفت دمعه دلع تبكي وغطت فمها ندى من إستوعبت لانها تدري بحال حمد ، صدت ندى لان قلبها يرق لكذا منظر ومشت تطلع برا الغرفه تشوف اخوها يغطي وجهه بشماغه وساند راسه على الجدار ينام ، وقفت تنتظر حتى طلعت عليها دلع اللي تمسح دموعها ونطقت دلع : يمكن بكرا خروجها
ندى بضيق : ياحبيبتي يالَدن ماتستاهل
زفرت دلع ضيقها ونطقت ندى : ناقصها شي محتاجه شي ؟
رفعت كتوفها دلع : معرف
ميّلت شفايفها ندى ومشوا يبتعدون وشال عناد الشماغ عن وجهه من عرف الصوت الواضح الهادي ، ناظرها تقفيّ وتأكدت شكوكه من كان مشبه عليها ، يحتار عن معرفتهم في بعض ووقف يدخل على لَدن اللي يسوء حالها بكل ثانيه ، جلس عناد على الكرسي : ابوي كلمني
سكتت هي تدري ان سعود يبيهم يرجعون للبيت وحك جبينه عناد : من هم ذولا ؟
ماناظرته لَدن : صحباتي
كشّر هو : وش يرجعون له ؟
رفعت كتوفها بهمس : معرف إسم ابوهم .. دخيل فواز العجلان
سكت عناد يجمد وجهه

يابعد ساس القصيد وياخَلف جدانهWhere stories live. Discover now