Chapter 5

253 15 18
                                    

         
           ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆

#شمال مملكة روديوس

تتمايل سفينة "العاصفة السوداء" على أمواج البحر الهائجة، وترتفع أشرعتها المظلمة كأجنحة غراب عملاق، يقف القبطان الشاب ماكس على سطح السفينة، وعيناه تلمعان ببريق حاد  تحت قبعته المزينة بالريش.

صعد غابرييل إلى أعلى نقطة في السفينة، يستخدم منظاره منتظرا اللحظة المناسبة لإعطاء إشارات للطاقم بالتقدم وما أن فعل حتى أصدر القبطان ماكس أوامره بصوت عالٍ مخترقا صخب الريح العاتية

"اتخذوا مواقعكم يا رجال! العدو قادم!" يصرخ، ويتردد صدى صوته فوق هدير المدافع.
بدأت إيزابيلا في التحرك بخفة على سطح السفينة، بينما عقدت حاجبيها متمتمة بصوت منخفض ماذا عن النساء؟!
تلمع خناجرها في الضوء المتسلل من بين الأشرعة، جاهزة للانقضاض على أول من يجرؤ على التقدم.

على الجانب الأخر السفينة المعادية، "النسر الأحمر"، تظهر من بين الضباب كوحش بحري مخيف، تبدأ المعركة بإطلاق مدافع ثقيلة، تحدث دويًا يهز مياة البحر وتطلق كرات حديدية تشق الهواء كمذنبات ملتهبة.
يشير القبطان ماكس بسيفه نحو السفينة المعادية
"أطلقوا النار!" يأمر وتطلق "العاصفة السوداء" وابلًا من النيران، تصاب سفينة "النسر الأحمر" في أحدى جوانبها، وتظهر خشبها المحطم.

يتسلق القراصنة حبال الصاري ويقفزون من سفينة إلى أخرى في جرأة لا تصدق، يطلق إيفان رصاصة تلو الأخرى، كل واحدة تجد هدفها بلا خطأ، وتسمع صدى ضربات السيوف التي تتلاقى في اشتباكات معدنية حادة، يظهرون مهارات قتالية فائقة، يتحايلون ويضربون بلا رحمة.

فجأة...يظهر ظل طويل خلف القبطان ماكس، إنه قائد "النسر الأحمر"، يشهر سيفه الطويل  ويزمجر بصوت خشن
"إذا، نلتقي أخيرا، ماكس"
يرد ماكس بابتسامة جانبية وثقة لامعة في عينيه
"إلى الموت أو إلى المجد، لك أن تختار.."
يركضان نحو بعضهما في اشتباك حاسم، تتقاذفهما الأمواج العاتية، ويتبادلان الضربات بسرعة ودقة، يتحرك ماكس بخفة ومكر، مستغلًا كل فرصة ليضعف دفاعات خصمه.

في لحظة حاسمة، ينزلق قائد "النسر الأحمر" على سطح السفينة المبتل، ويجد نفسه تحت رحمة سيف ماكس، تتوقف الأنفاس، وكأن الزمن قد تجمد في انتظار قرار القبطان.
"الشرف للشجعان..حتى في الموت"
يقول ماكس ويخفض سيفه ويمد يده ليساعد خصمه على النهوض
"لن ننهي هذا بالدماء اليوم"
ينظر إليه قائد "النسر الأحمر" بنظرة مليئة بالاحترام المتبادل، ويقبل يده الممدودة، فقد كان هذا دليلا كافيا بين القراصنة على الولاء.

{𝑫𝑹𝑶𝑾𝑵𝑰𝑵𝑮}Where stories live. Discover now