⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆ ⋆في أروقة القصر الضخم كانت الفوضى تعم المكان...خادمات القصر يتسابقن في الممرات الباردة يحملن أكواما من المناشف وأواني الماء الساخن الذي يتصاعد منها البخار بغزارة...
كانت زوي تسير في أروقة القصر، تتنقل بين ظلال تلك الأشباح المسرعة التي تخترق هواء القصر، لتتجاوزها بعض الخادمات بسرعة فائقة جعلت الهواء يتطاير مخلفا وراءه دوامات حركت خصلات شعر زوي المنسدل خلفها كأمواج بحر هائج..
لم تكن زوي تفهم سبب هذا الاضطراب المفاجئ، هذه العاصفة التي اجتاحت ردهات قصر رومانوف لأول مرة منذ أن عرفته... وبينما هي تغوص في بحر التساؤلات، اعترض سمعها همس خافت يشق طريقه بين صخب الأصوات التي تحيطها..
كان صوت أحدى الخادمات تحادث رفيقتها بكلمات متقطعة يشوبها الذهول والخوف وهي تقول
"م ممن قد...يجرؤ على..تسميم ج جلالته؟!.. ألا يدرك..عاقبة فعلته؟!"
عندما اخترقت تلك الكلمات أذني زوي، تسمرت في مكانها، وامتلئت عيناها بنظرات تعلوها الدهشة..اندفعت نحو الخادمتين بخطوات واثقة وسريعة، كأنها تطارد الحقيقة نفسها
"أنت... ماذا تعنين بتسميم الإمبراطور؟ هل هذا ما يحدث حقا؟!"أطرقت الخادمتان رؤوسهما وبصوت مرتجف محمل بالندم أجابت إحداهما
"نحن آسفات سيدتي..س سنعود إلى عملنا فورا"
لكن زوي، بعيون تشع منها العزم قالت بصرامة
"لن تغادرا حتى تخبراني بكل ما يجري... هل انهارت إمبراطورية رومانوف؟ هل... هل قتل ذلك الشخص؟ واللعنة ما الذي يحصل هنا منذ الصباح الباكر!.."اتسعت أعين الخادمتين مصدومتين من كلماتها الجريئة، وسرعان ما استجابت إحداهما وكأنها تمنعها من مواصلة حديثها بصوت عالٍ
"لاااا..ليس الأمر كذلك سيدتي! لقد عاد الإمبراطور من معركته الأخيرة على الحدود مصابا بسهم مسموم... ويبدو أن الأطباء غير قادرين على تحديد نوع السم لإسعافه"شعرت زوي بالارتباك يغزو أفكارها، كان جزء منها يشعر بالارتياح لسماع خبر سقوط آسرها..لكن جزء آخر كان يغرق في بحر من التساؤلات والشكوك..وكان يتردد في ذهنها سؤال واحد وكانت إجابته واضحة للغاية بالنسبة لها... نعم.....
مثل هذا الخبر يجب أن يسعدها لكن...لما هي لا تستطيع الشعور بأي شيء؟! كان الأمر كما لو أنها أصبحت فجأة فارغة من الداخل...»»»»»»»»»»»»»»»»
بعد مرور عدة أيام..
صراخ حاد مدوي هو كل ما تستطيع سماعه..يتبعه أنين خافت يبدو وكأن صاحبه يقبع ألمه فيه رافضا الإقرار به..
YOU ARE READING
{𝑫𝑹𝑶𝑾𝑵𝑰𝑵𝑮}
Adventure"ألا تري أن قسوتك تفوق الحدود؟! أنت تجعلني أكره فعل الخير لأي شخص مرة أخرى..هذا هو مدى كرهي لوجودك حولي!" "أنا لا أهتم بمثل هذه الأفكار، قد أصبحت تنتمين بالفعل إلى هذا المكان" أفكار؟؟ أي أفكار؟! واللعنة..إنها مشاعري أيها الوغد المتعجرف، تمتمت وأنا أ...