{𝑫𝑹𝑶𝑾𝑵𝑰𝑵𝑮}

Chapter 1

ليتني لم أنقذك في ذلك اليوم لو كنت اعرف لأعنتهم على قتلك....
____________________
فتاة في العشرينيات من عمرها، ذات شعر بني طويل وعينين عسليتين، تجلس على العشب الأخضر القصير بالقرب من النهر، تدندن ببعض الأغاني بصوت منخفض، ترفع رأسها وتتأمل السماء الواسعة، وتضع قدميها في مياه النهر الخلابة، وعلى بعد خطوات قليلة منها يجلس بعض الأطفال، يبدو أنهم أصدقاء جيدين، فهم يمرحون معًا ويرمون الماء على بعضهم البعض بينما يضحكون، رغم ضجيجهم العالي إلا أن وجودهم هو ما يضفي على الأجواء هذه الحيوية
حدقت بهم مبتسمة وهي تحرك قدميها ذهابًا وإيابًا في الماء حتى تم القاء بعض الماء على وجهها.
"كاااااااااارل "
لاحظها الفتى فصاح بخوف لأصدقائه
"اهررربوا جميعااااا إنها زوي"
ماذا؟ ماذا يعني ذالك؟ لقد كنت دائما لطيفة معكم أيها الأوغاد
بدأ الأولاد بالركض، فقمت وركضت خلفهم وأنا أضحك، أعلم أنهم يستمتعون باللعب معي بهذه الطريقة
"مهلا...مااركوس كاارل توقفوا!"

كارل فتى يتيم، توفيت والدته عندما كان في الخامسة من عمره، والده يعمل طوال اليوم، لذلك تبنته والدتي جزئيًا، على الرغم من أنه وغد شقي ويوقعها في مصائب كثيرة مثل عدد شعر رأسها، إلا أنها تحبه كثيرًا، وبصراحة، أنا أحبه أيضًا، على الرغم من أننا نلعن بعضنا البعض أحيانًا... حسنًا طوال الوقت، لكننا في النهاية نحب بعضنا البعض، وهذا هو المهم، بالنسبة لي، ليس لدي أب، حسنا، كيف أصيغها؟ قيل لي إنه شخص سيء تخلى عن والدتي ولم يهتم حتى بأنها حامل، شخص كهذا لا أحتاجه في حياتي حقا

والدتي شخص قلق للغاية، لم تسمح لي أن أتعلم الصيد أو استخدام أي أسلحة رغم حاجتي لذلك، بأعتبار أن القرية بجوار غابة تعج بالكثير من الحيوانات بعضها مفترس، لكنها على الأقل سمحت لي بجمع الأعشاب من الغابة سواء الطبية، أو المستخدمة في الطعام، أو حتى مستحضرات التجميل، فأنا أقوم بدراسة علم الأعشاب.
هنا في القرية، يعرف الجميع بعضهم البعض، ويتعلم الجميع في المدرسة نفسها، وهي الوحيدة في القرية على أي حال، نشتري من نفس السوق ونعمل في وظائف مشتركة محدودة لنكفي أنفسنا، هناك مجموعة مسؤولة عن الصيد ومجموعة أخرى مسؤولة عن الطبخ والجيلي وغيرها، وهكذا نحن نكمل بعضنا البعض.
أسرعت بالركض خلفه وعندما اقتربت أكثر استطعت أمساك بيده وسحبه للأعلى
" كارل متى ستتوقف عن حماقتك؟ أنت ترش الماء علي الآن بينما أنا في لحظة تأملي في خلق الكون؟ أنا أختك الكبرى كيف تجرؤ "
قلت بغضب مزيف، لأنني أحب أن أخيفه قليلاً ثم لا أفعل شيئًا في النهاية، والشقي الصغير يعلم أن لدي قلبًا رقيقًا.
ويبدو أننا ركضنا مباشرة نحو منزلنا، هذا رائع..أنا ممتنة، فقد جعلني أصل إلى المنزل دون أن أشعر بمسافة الطريق، قاطعني صوت والدتي وهي توبخني وتحمل بعض الخضراوات التي اشترتها
"زوي، اتركيه وشأنه..إنه مجرد طفل لطيف، بدلا من ذلك..هل قمت بجمع الأعشاب المطلوبة، يافتاة؟ "
أومأت بسرعة وبحثت عن الحقيبة الصغيرة في كل جيوبي
"نعم يا أمي، لقد فعل... هاها، اللعنة، أعتقد أنني تركتها على ضفة النهر."
أتراجع عن كلامي يا كارل، لست ممتنة
"انظر بعناية يا كارل، هذه نهاية الشخص الذي يخرج من منزله في الصباح الباكر لأداء المهام دون تناول الطعام، بالطبع ينسى ولا يركز على أي شيء مثل السيدة هنا"
سمعت الشيطان الصغير يضحك، فنظرت إليه وقوّست وجهي محاولة أن أبدو مخيفة له، لكنه استمر في الضحك! أااه، على الأقل قدر مجهودي العضلي يافتى