كان الليل قد أسدل ستاره الكثيف، يغطي الأرض بظلمة حالكة لا ينيرها سوى ضوء القمر الخافت المنعكس على دروع الفرسان اللامعة.. كانت الخيول تسير بصمت مخيف عبر الغابة الكثيفة، تلتهم الأرض بسرعة وهدوء، كأنها تعرف ما تخبئه الأقدار تحت هذه السماء المرصعة بالنجوم.
في المقدمة كان هامسل يجلس على حصانه الأسود الفخم، يمسك بلجامه بإحكام بينما تتابعه فرقة من أمهر الفرسان، يتحركون بصمت عبر الغابة الكثيفة، خطواتهم تلامس الأرض بشكل مدروس ومتقن.. عينيه، المعتادتين على رؤية القسوة والانتصار، الآن تحملان شيئا آخر... شيء من الجنون.. وجهه يكتسي بملامح باردة كأنها منحوتة من الجليد..عينيه تتوهجان بتصميم مرعب.. خلفه، كان فرسانه المدربون بعناية يتبعونه دون كلمة، أجسادهم متأهبة كأشباح الحرب، وجوههم صارمة تحمل نفس العزيمة التي تتدفق في عروق سيدهم
"لن يهرب من يدي هذه المرة..."
تمتم هامسل بصوت خافت، لكن نبرة التهديد كانت واضحة يدرك بأن تصرف ليون لم يكن مجرد تمرد بل كان تحديا صريحا له
إهانة لا يمكن أن يغفرها..تذكر هامسل تلك اللحظة التي أدرك فيها أن المرأة التي أحكم قبضته عليها طيلة السنوات، قد انزلقت من بين يديه كحبة رمل..لم يكن بإمكانه أن يتقبل أن أحدهم قد تجرأ على لمسها، على انتزاعها من عالمه المظلم وتركه يتخبط في ظلامه وحده..
كان غضبه يتخطى حدود المنطق، يتغذى على كل ما يقف في طريقه.. تلك المشاعر الذي اعتقد أنه روضها جيدا تحولت الآن إلى نیران تحرق كل شيء في طريقها.. لم يكن يدرك متى تحول حبه لها إلى هذا الجنون المرعب
كانت أفكاره تتأرجح بغضب داخل عقله وعينيه تقدحان بشرر وحشي
"عندما أجدها.. لن تعود الأمور كما كانت..لقد تخطت حدودها وستعلم الآن عاقبة التمرد علي.. سأجعلها تتمنى كما لو أنها لم تغادر قط..وهي..من ستترجاني هذه المرة لكي أعود ذلك الرجل الذي كان يقدم لها كل شيء "استدار إلى قائد فرقته، أحد الفرسان المخضرمين الذي كان يثق به ثقة عمياء
"لن أرتاح حتى أرى ليون عند قدمي يترنح تحت سيفي وهو يستجدي الرحمة التي لن أمنحها له!"
YOU ARE READING
{𝑫𝑹𝑶𝑾𝑵𝑰𝑵𝑮}
Adventure"ألا تري أن قسوتك تفوق الحدود؟! أنت تجعلني أكره فعل الخير لأي شخص مرة أخرى..هذا هو مدى كرهي لوجودك حولي!" "أنا لا أهتم بمثل هذه الأفكار، قد أصبحت تنتمين بالفعل إلى هذا المكان" أفكار؟؟ أي أفكار؟! واللعنة..إنها مشاعري أيها الوغد المتعجرف، تمتمت وأنا أ...