𝐏𝐀𝐑𝐓 𝟎𝟗

104 5 5
                                    

دخلت لغرفتها غالقة الباب استندت عليه لأنها حاسة قدميها مش قادرين يرفدو جسدها ، وقع تلك الكلمات اللي تفوهت بيهم جدتها كانوا كخناجر غرست في قلبها ، أحييوا معاهم جرح  لم يلتئم ، فطنت بيهم أنوشڪا الطفلة اللي ڪانت كل ليلة ترفد يديها تدعي ربي يهدي والديها يولو ليها و مرات تسخط عليهم و تبث كلمات كره اتجاههم ، كم مرة سمعت تنابز رفاقها عليها أحيانا توصف بأنها بنت الشارع و أنو أمها عــاهــرة ترقد مع من هب و دب و أحيانا أخرى يقولولها والديك ميحبوڪش و هذا شي يخليها تقضي ساعات تذرف الدمـوع لـڪـن و لا مـرة خطر على بالها يڪونوا من الأساس فارقوا الحياة..

شددت قبضة يديها الزوج تحس بالألم، الغدر و الحزن
متألمة على حياتها الغامضة اللي عاشتها و هي تجهل من تكون و تتحمل عبء آلام ڪان ممڪن تكون في غنى عنهم،
مغدورة من الشخص اللي توقعت أنو هو سندها في الحياة لكنو ظهر مخبي عليها الڪثير و يشوف فيها مجروحة و ساكت ، انتحل شخصية الكاذب و المنافق أمّا حزينة على والديها اللي مقدروش يعيشو معاها و ترعرع في حضنهم و دفئهم و تشبع حنانهم..

نزلو دموعها أخيرا قطرة مور بعضاها هذا الشي خلاها تنهار و تسقط أرضا، ذرفت دموعها اللي حبستهم لسنين بعد مدة رفدت روحها بتثاقل حاسة راسها راح ينفـ•ـجـر  و رمات جسدها فوق الـسـريـر باش تفرغ كل مكبوتاتها بالنحيب..

جازت مدة و هي على هذيك الحالة حتى تسمع صوت دقات على الباب 

خاطبت اللي مور باب بصوت ضعيف و غاضب في نفس الوقت " اخطوني  "

دخل متجاهل كلامها شافها راقدة على بطنها و مربعة يديها بينما هي غير حست بدخول شخص استدارت و شافت جوزيف واقف قدامها عيطت عليه " ياك قلت أخطوني لاه داخل "

تجاهل كلامها و قرب منها " أنوشڪا واشبيك؟ واش اللي صرا؟ علاه راڪي تبڪي ڪاش واحد قلقك و لا قالك ڪلمة عيانة "

تغرغرو دموعها و عادوت دفنت راسها ماشي قادرة تحاور أي شخص  لڪنو مخلاهاش حكمها من خصرها و خلاها قاعدة  ،  حڪم وجهها

" أنوشڪا يعيشك مديريش هك قولي إذا ڪاش واحد قلقك دوك نروح ليه نمحيه من دنيا "

نفات براسها و استمرت في البكاء خلاتو عاجز أمامها قرب منها أڪثر و احتضنها فهذا الشي الوحيد لي ممكن يريحها و ڪان اللي دارو هو الصح لأنو عقدة لسانها انفڪت و راحت ترمي كلام عشوائي تفرغ بيهم قلبها

"أنا ظلمتهم كنت نكرههم  ، أنا صح إنسانة سيئة حطيتهم ناس مش ملاح و هوما ميتين بصح مڪانش علبالي"

بعدها شوي عليها و حط كفيه على خدها " شڪونهم انوشڪا اللي ظلمتيهم "

" ماما و بابا كنت نحسبهم تخلاو عليا بصح هوما ماتوا "

البراتفيا-الوريثة الضائعة (باللهجة الجزائرية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن