18 - إتخاذ القرار

6 3 0
                                    

شهقت أرمينيا الصغيرة فور أن دخل كلًا من آيدن وإيزابيلا باب القصر وركضت نحو إيزابيلا التي ابتسمت وجلست على ركبتها تعانق أرينيا الصغيرة بقوة رغم شعورها بالخدر في جميع أعضاء جسدها بسبب طول الطريق .

تقدمت الملكة فورًا نحو ابنها وعانقته بقوة فبادلها متنهدًا.

(آيدن) : "أنا بخير.. توقفي عن البكاء ارجوكِ!"
فصلت الملكة العناق مبتسمة بحزن ثم كوبت وجهه بين كفيها.

(شارلوت) بعيون دامعة : " لقد كنتُ قلقة بشدة.. ظننتك سوف تعود لحالتك تلك قبل سنوات !".

ثم أردف مبتسمة بخفة نحو إيزابيلا : "لكن انظروا إليها.. إنها المرة الثانية التي تساعده على تخطي وضعه ".

ابتسمت إيزابيلا بخجل على ما قالته الملكة ولم تعلق.

(ويليام) مبتسمًا بينما يربت على رأس إيزابيلا :" أهلًا بكِ مجددًا يا ابنتي ! ".

" هذه الفتاة التي افقدت إبن أخي عقله اذًا !"

التفت الجميع نحو صاحب الصوت ولم يكن سوى كارلوس الذي كان يرتدي ملابس شرقية صيفية على عكسهم جميعًا.

النساء في مارڨل تردين الفساتين في الغالب والرجال بدلات رسمية لمن هم في المناصب الملكية.

لكنه كارلوس،الأمير الذي لم يبالِ برأي أحد وذهب للعيش وحده في دولة أخرى بعيدًا عن مملكته ومسقط رأسه.

هذا ما فكرت فيه إيزابيلا التي كانت ترى الأمير كارلوس المعروف لأول مرة في حياتها.

(جيزيل) ضاحكة : "رد فعلها يبدو مشابهًا لردود فعلنا حين رأينا ملابسك يا عمي !".

ابتسم والدها بينما اشاح آدم بوجهه وبدا كأنه يحاول عدم الضحك وتمالك نفسه بسبب التعبير المنزعج الذي أظهره عمه.

(دانييل) قادمًا من الردهة : "غير مسموح لأحد في الحديث عن ملابس عمي كارلوس هكذا! لديه ذوق رفيع كما تعلمون".

قالها ساخرًا مما جعل جيزيل تضحك أكثر وآدم يبتسم بسخرية بينما كارلوس نظر لدانييل بنظرات حزن وعبوس.

(كارلوس) :"كيف تجرؤ يا فتى ! .. لقد ربيتك على يدي..".

(ماركوس) بسخرية : "صحيح وربيت آدم وجيزيل كذلك ".

(ويليام) :" نسيت آيدن ".

(ماركوس) مقهقهًا :" نعم وآيدن ".

انغمست العائلة في الحديث والضحك بينما كانت إيزابيلا تحادث أرينيا مبتسمة وقد حملتها وجلست على اريكة منفردة.

كل هذا كان تحت مرأى الوحيد الذي لم يكن مشاركًا في الحديث واقفًا ويتأمل عائلته.. ويبدو أن والدته انضمت إليه.

(شارلوت) ناطرة نحو إيزابيلا :" مالذي تفكر فيه ! ".

(آيدن) ينظر حيث تنظر والدته بشرود : " سوف أتزوجها".

وسعت الملكة عينيها لأعترافه فجأة ووضعت يديها فوق فمها،

عقد آيدن حاجبيه لرد فعلها واردف بهمس محرج : "ماذا..".

(شارلوت) مبتسمة بسعادة وبصوت خافت : " فاجأني وضوحك هذا..كما أنني حقًا سعيدة.. سأرى احفادي وأخيرًا !".

(آيدن) باستغراب :" لا تمانعين ارتباط اسمي باسمها اذًا؟".

(شارلوت) مبتسمة بلطف :" بالطبع لا ! من يهتم في القانون حين يتواجد الحب؟ يمكنك تغيير القانون لو أصبحت ملكًا".

صمتت الملكة حين تقدم آدم نحو آيدن وقال مضيقًا عينيه : "اذهب وارتاح.. وجهك يبدو منتفخًا بطريقة مرعبة ولا أريد أن تهابك أختي الصغرى او ما شابه ".

ابتسم آيدن وشعر برغبة في التربيت على كتفه وتقدم منه بالفعل لولا دفع آدم له بأصبعه كأنه حشرة ما.

(آدم) بازدراء :" لا تجرؤ وتقترب مني حتى..! سأرمي ملابسي في القمامة في أسرع وقت لو فعلتها في الحقيقة".

(آيدن) مبتسمًا بسخرية :" ياللسخف ".

(شارلوت) بابتسامة واسعة وهي تأمل أن تعود علاقتهما كما كانت :" اذهب وارتاح يا بني.. سآخذ إيزابيلا لغرفتها كذلك !".

أومأ آيدن قبل أن يلقي نظرة على آدم وانحنى مستئذنًا قبل أن يغادر كما فعلت إيزابيلا بعد مدة قصيرة.

فور أن دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه فتح الستارة وتنفس بعمق ثم التفت متجهًا للحمام ليأخذ حمامًا دافئًا لولا رؤيته لظرف.

ظرف احمر وضع على طاولة بجانب باب الحمام،

مرر يده في شعره الأسود بوجه منزعج وهو يفكر في عدم تعكير مزاجه بقراءتها، لكن فضوله تمكن منه في النهاية وقرر فتحه فالتقطه وسحب كرسيًا وجلس عليه.

فور ان فتحه بلع ريقه لأن الخط كان مكتوبًا بالأحمر مجددًا وبدأ بقراءتها متأملًا ألا يكون كُتب بالدم مجددًا.

" تركك لحصانك الأبيض الجميل في الحديقة دون أية حماية لهو إهمال كبير منك يا ولي العهد! في الحقيقة ازعجني صوته العالي وقررت قتله فحسب بعد أن وضعت وجهه في برميل مليء بالمياه لفترة وبقي يضرب بقدميه راغبًا في العيش..شكرًا على اية حال..
استمتعت في قتله جدًا".

اغمض عينيه يدعك صدغه بتعب ثم نادى احد الحراس الذين يقفون في رواق جناحه وأمره بالذهاب ورؤية حصانه الأبيض وبعد دقائق عاد الحارس وأخبره بأن حصانه ليس موجودًا فقط شعره الأبي الملطخ بالدماء مما جعل آيدن يجلس على كرسيه مجددًا وينظر للأرض بضيق.

ذهب نحو الحمام مغلقًا الباب بقوة تاركًا خلفه الحارس الذي ينظر ببلاهة لما حدث ثم خرج مغلقًا الباب ووقف في مكانه.

بينما في الخارج ظل الجميع مجتمعون في القاعة الكبرى بسبب تلقي الملك رسالة من الأميرة أديلين تحوي دعوتها له وللملكة لمملكة قريبة من مملكتهم وأخبارهم بمعلومات حول من يقوم في سرقة المناجم، تحدثت الملكة مع آيدن ورفض الذهاب،

لذا قرر الملك والملكة الذهاب رفقة الأمير ماركوس أما البقية والأمير كارلوس الذي قرر البقاء بسبب تعبه وعدم قدرته على السفر مجددًا اليوم،

وبينما اتجه الجميع لغرفهم لاحظ آدم حديث شيئًا لم يلاحظه غيره،اتجه عندها لشقيقته وقبل ان تدخل أخبرها أن تنام مباشرة وألا تسمح لأي أحد بدخول الغرفة ورغم استغرابها من طلبه إلا أنها اومأت له بإيجاب ابتسم وربت على شعرها بلطف.

دخلت جيزيل غرفتها فتنهد هو ووضع يديه في جيوب بنطاله ينظر للفراغ ببرود.

الرسالة الأخيرة Where stories live. Discover now