10 - استفزاز

7 3 0
                                    

قراءة ممتعة 🤍.
_____

" الآنسة في حالة جيدة تمامًا.. هي فقط مازالت تحت تأثير صدمة وعدم استيعاب ما حدث معها وتحتاج بعض الراحة".

هذا ما قاله الطبيب للواقفين أمام غرفة إيزابيلا بوجوه قلقة قبل أن يغادر منحنيًا باحترام للملكة والأميرين.. فقد قرر آيدن بعد انتهاء الحفلة الخروج من غرفته والاطمئنان على إيزابيلا وقد صادف رؤيته لوالدته وشقيقه في الردهة التي يمشي بها وحين أخبرهما بوجهته اصرّا على الاطمئنان على وضعها كذلك.

(شارلوت) بأسى : " هذه المسكينة.. لا أفهم لمَ يستهدفونها وفي يوم مهم ومزدحم كهذا ! ".

(آيدن) مبتسمًا بخفة :" ارتاحي في غرفتكِ يا أمي.. انا واثق بأنكً منهكة تمامًا الآن ".

(شارلوت) متنهدة : "انت محق.. لكن علي اولًا الذهاب لرؤية جيزيل.. كانت تبدو شاحبة وهي تتجه نحو غرفتها !".

تمتمت بكلماتها الاخيرة متجهة للرواق ما بعد الدرج وتبعها بعينه دانييل دون وعي منه.

(آيدن) مبتسمًا بجانبية :" لمَ لم تطلب أن توصل سلامك لجيزيل فحسب؟ ".

(دانييل) بامتعاض : "هذا ليس مضحكًا".

فتح آيدن فمه في نية للرد لولا سماعه صوت تصفيق والتفت برأسه نحو مصدر الصوت.

كان آدم الذي يرمقه مبتسمًا ابتسامته الساخرة كالعادة حين ينظر نحو آيدن.

(دانييل) يمسح وجهه بكفه بنفاذ صبر متمتمًا بخفوت :" هذا ما كان ينقصنا الآن".

(آدم) مبللًا شفتاه بابتسامة ساخرة  :

"أعجبتني الحركة البطولية التي عرضتها أمام الشعب لحماية تلك الصهباء !.. اعتقد بأني انضممتُ إلى معجبيك الكثر".

(آيدن) بهدوء : "لا أملك المزاج لسماع ثرثرتك..".

مشى بعد ذلك متجاهلًا إياه لكنه توقف فور أن تحدث مجددًا.

(آدم) مقهقهًا بخفوت : " هل تحبها حقًا رغم مكانتها العادية؟ ".

ثم أردف مبتسمًا :" ماذا لو كانت تواعد احدًا؟ انا على سبيل المثال؟ ".

(آيدن) متقدمًا نحوه بغضب  :" توقف عن التفوه بالهراء وإلا شوهت وجهك بالكامل يا آدم.. !! ".

(آدم) مبتسمًا : "أرِني ما لديك".

(دانييل) واقفًا بينهما ويديه على صدر كليهما :

"هذا يكفي.. كف عن استفزاز آيدن بهـ".

لم يكمل دانييل كلامه بسبب اللكمة التي وجهها آدم لفكه مبتعدًا عنه بينما يمسح ترابًا وهميًا من بدلته بملامح مشمئزة.

(آدم) :" لا تجرؤ على لمسي بيديك القذرة ".

ثم أردف يشير نحوه بتحذير :" كما أحذرك من الاقتراب من شقيقتي… أعلم بأنها من تحاول التقرب منك لكن لا تجرؤ على خداعها بالاعيبك الماكرة !".

رمقه دانييل بنظرات حاقدة وهو يمشي متجهًا لجناح عائلته وقبل أن يتحدث آيدن لمح النظرات الغريبة في عيني شقيقه.

(دانييل) متمتمًا بخفوت بغضب : "هذا الوغد..".

(آيدن) زافرًا يقول بهدوء : كان عليك تجاهله فحسب.. هو يعشق التنقيب عن المشاكل ".

رمقه دانييل بغضب قبل أن يتجه لغرفته دون أن ينطق بكلمة.

سمع آيدن صوت تأتأة في مكان ما خلفه جعله ينتفض قليلًا حتى استدار ووجد شقيقته الصغرى تقف عاقدة يديها لصدرها ترمقه بينما تهز رأسها بحسرة.

(أرينيا   ) :" هل ستنال قسطًا من الراحة أنت ايضًا ام ستبقى تقف كالحارس أمام غرفتها مع التأكيد للجميع ضرورة الذهاب والراحة ؟".

(آيدن) مبتسمًا وقد قرفص حتى يصل لمستوى طولها : "هل كنتِ تتنصتين علينا؟".

(أرينيا   ) نافية برأسها : "اردتُ فقط رؤية معلمتي.. هل استطيع؟".

(آيدن) مربتًا على شعرها برفق : " أجل ولكن ليس الآن.. هي بحاجة للنوم  ".

هزت أرينيا رأسها بتفهم قبل أن تسأله بنبرة امرأة بالغة.

(أرينيا ) واضعة يديها على خصرها : " آدم كان يقول الحقيقة.. انت تحب معلمتي صحيح؟ ".

طرف آيدن بعينيه متفاجئًا من سؤالها ونظر حوله ثم أومأ لها مبتسمًا مما جعلها تشهق واضعة يديها فوق فمها.

(آيدن) بحيرة :" هل الأمر مفاجئ لهذه الدرجة؟".

(أرينيا ) : ظننتك ستنفي الأمر بسبب حرصك على إخفاء أمر مراقبتك لها طوال ذلك الوقـ…!".

وسع آيدن عينيه بدهشة ووضع كفه فوق فمها وهي تقهقه.

(آيدن) بعدم تصديق :" كيف علمتِ بهذا بحق الإله ؟".

(أرينيا ) تبعد كفه عنها معدلة شعرها بغرور :

" سمعتك ذات يوم تحادث الرجل الذي كنت تلتقي به بين كل حين وتسأله عنها..! في الحقيقة لطالما لم تعجبني حركتك هذه.. الم تفكر في احتمالية أن يحبها؟ المعلمة إيزابيلا جميلة جدًا كما تعلم".

(آيدن) مقهقهًا بخفوت :" الحديث معكِ لا نهاية له..".

(أرينيا) متنهدة : "إلا إذا كنت صريحًا معي ".
ابتسم آيدن ولم يعلق.. بقي ينظر إليها متأملًا حتى التفت الاثنان نحو خادمتان تركضان نحوهما بهلع .

(خادمة) تنهج بتعب :" سمو الأميرة.. كنا نبحث عنكِ! ".

(أرينيا   ) تزفر ثم تربت على كتف آيدن قائلة بحزم طفولي :

" أنا أثق في قدرتك على ان تكون قويًا لتحميها.. بالتوفيق ".

ذهبت بعد ذلك مع الخادمتان نحو جناحها والذي يكون جناح والديها تاركة شقيقها مقرفصًا يرمق ظهرها وهي تمشي بعدم استيعاب لحركات شقيقته التي لا تنفك تفاجئه .

الرسالة الأخيرة Where stories live. Discover now