الخاتِمة

8 2 0
                                    

قراءة ممتعة 🤍.
________

فتحتُ عيناي بإنزعاج حين تمردت الشمس مجددًا وطردت الغيوم من حولها حتى تستطيع إيصال أشعتها القوية لي.

صوت تلاطم أمواج البحر امامي وأنا اجلس على الشاطئ مع صوت صراخ الأطفال بمرح هنا وهناك جذب انتباهي ورفعتُ رأسي لأنظر حيث يلعب دانييل و ديانا وتبدو ديانا غاضبة منه لأمر ما مما يذكرني كثيرًا بأرينيا في صغرها.

دانييل..

لازلتُ غير مصدق لما حدث ذلك اليوم.

مرت عشر سنوات على ما حدث  وبين حين وآخر أنظر لنفسي في المرآة واتساءل.. هل مر الأمر بسهولة علي أم لازلتُ أمثل التخطي فقط؟ هل الوقت استمر أم توقف في ذلك اليوم البائس؟.

اغمضتُ عيناي مجددًا وصمتت الأصوات حولي حين اخذتني ذاكرتي لذلك اليوم.. تحديدًا بعد استيقاظي من غيبوبتي التي استغرقت طويلًا.

فور أن وصلني خبر وفاة دانييل بين يدي الطبيب اتخذتُ من غرفة شقيقي الأصغر مسكنًا لي أعذب نفسي وضميري،

والداي وعمي عادوا في يوم استيقاظي وفور أن علم أبي بوفاة دانييل أصيب بسكتة قلبية..

عمي ماركوس فور أن أخبره حارسه بما حدث وأن دانييل هو من قتل زوجته سابقًا رحل وقال لنا جميعًا ببرود أنها المرة الأخيرة التي سيدخل فيها قصرنا..

منذ ذلك الوقت لم أصادف عائلة عمي سوى لمرات معدودة فقط،أرينيا ؟ أرسلها عمي كارلوس يوم وفاة دانييل إلى مكان إقامته مع البعض من حراسه الخاصين و خادمة شخصية لها ولم يخبرها أحدنا بوفاة دانييل إلا بعد سنوات ..

عمي كارلوس كان الأقوى بيننا جميعًا.

الوحيد الذي استطاع الوقوف أمام الشعب وإخبارهم بموت دانييل بينما جميعنا في حالتنا الضعيفة تلك والوحيد الذي كان يبتسم ويلطف الأجواء هنا وهناك.. بيلا كذلك بالطبع..
اما امي فقد كانت أضعفنا بالفعل.

كانت ترفض تناول الطعام وأحيانًا يصيبها الأرق.. كنتُ أسمعها تبكي وادخل إليها وأعانقها أحيانًا او اتجاهل الأمر واذهب لغرفتي مستجيبًا لضميري.

بيلا..
وحدها من استطاعت إخراجي مجددًا من خوفي وتوتري..

جعلتني انصاع لها وأفتح باب غرفة دانييل بعد ثلاثة أيام فقط من عِقاب نفسي داخلها.

وما فعَلَته هي وقتها كان عكس ما تخيلته بالضبط.. قالت بأنه يسمح لي البقاء في غرفته حتى أمل، اشترطت أن أتناول وجباتي بأنتظام وأنا لم أرفض لطاقتي المستنزفة وقتها.

ورغم حالة أمي المتدهورة كانت تزورني بين حين وآخر وعندها يأكلني الندم أكثر لرؤية وجهها الشاب وعينيها المتعة والتي اعتدتُ على رؤيتهما جميلتان مشرقتان .

الرسالة الأخيرة Where stories live. Discover now