16 - الأميرة الأسعد

4 2 0
                                    

فور أن وصلا المنزل صادف أن والدة إيزابيلا قد عادت للتو برفقة زوجها من مكان ما وقابلت آيدن أمام المنزل.

لقائهما كان مليئًا الترحيب به وشعرت الطبيبة بالسعادة لمقابلة الأمير الذي كان صغيرًا في آخر مرة رأته مجددًا.. رغم أنه مرت سنين على آخر مرة رأته إلا انها تذكر شكله جيدًا.. !.

كان في الماضي ذكيًا ووسيمًا وهادئًا جدًا بالنسبة لسنه وها هو الآن أمامها وقد بات رجل بالغ رزين وأوسم بكثير .

هذا ما فكرت فيه والدة إيزابيلا مبتسمة نحو آيدن الذي يأكل على طاولة الغداء.

حيث جلس هو بجانب إيزابيلا وخلفه تمامًا يقف حارسه الشخصي رومان.. وامامه والدة إيزابيلا وجدتها وعلى رأس الطاولة والدها الذي يبدو سعيدًا بوجود آيدن.

(الأم) : "اذًا.. وهل تنوي الزواج من إحداهن..سنك مناسب لذلك كما تعلم !".

رمقتها إيزابيلا بنظرات تحذير وهي تعلم ما سيؤول إليه الحديث حتى قطع الصمت آيدن الذي قال يومأ بخفة : " في الحقيقة.. لازلتُ أنتظر موافقة فتاة ما..".

أنهى جملته ينظر إلى إيزابيلا التي تظاهرت بالنظر للسقف.

(الأم ) مبتسمة : "كنتُ اعلم منذ البداية بأنك تحبها يا بني.. متى ستتقدم لخطبتها على أية حال؟".

أيدها زوجها ينظر لآيدن بينما اختنقت إيزابيلا بطعامها وبدأت تسعل وترمق والدتها بصدمة لحديثها براحة مع آيدن هكذا حتى أعطاها آيدن كوب ماء مبتسمًا لرد فعلها.

(آيدن) محمحمًا بثقة : " أيمكنني فعلها الآن ؟ أعتقد بأنني سآخذها معي اليوم للقصر بصفتها خطيبتي".

(إيزابيلا) بوجه محمر أثر اختناقها :" ما هذا بحق خالق الكون؟  رأيي مهم في هذا كما تعلمان !!".

(الأم) بملل : "وماذا سيكون رأيكِ مثلًا ! بالطبع ستوافقين بعد أن كنتِ تكتبين اسمه في صغركِ على الحائط حتى حفظته !".

ثم أردفت بسخرية :" اذكر ايضًا كيف تشاجرتِ مع ابنة صديقتي لأنها قالت بأنها معجبة بالأمير وظننتِها تقصد آيدن بينما كانت تقصد دانييل في حديثها فقط ! ".

(إيزابيلا) بانزعاج وتذمر :" أمي.. أبي قل شيئًا بحقك !!! ".

هز والدها كتفيه بوجه مستمتع بينما بدأت في تناول الطعام بامتعاض متحاشية النظر لآيدن.
(آيدن) بهمس مستمتع :" لم أعلم بأنكِ احببتني لهذه الدرجة ! ".

شعر آيدن بشيء يشد أذنه فتأوه بخفة ونظر لصاحب اليد التي امتدت ولم تكن سوى الجدة التي ترمقه بحدة.. فور ان لمحها أشار لرومان الذي تقدم منهما بيده أن لا بأس فعاد لمكانه.

(الجدة) بغضب : "ابتعد عن حفيدتي الوحيدة.. أيها الشقي ! ".

(إيزابيلا) تحاول ابعاد جدتها بتردد :" جدتي.. هذا هو الأمير آيدن إبن الملك.. ويليام.. تذكرينه؟".

(آيدن) مبتسمًا بخفة:" حسنًا..أمركِ يا جدتي".

(الجدة) تفلت أذنه بنظرات غاضبة :" لستُ جدتك.. لم امنحك موافقتي بعد أيها السارق النذل".

رمقها آيدن بعدم فهم بينما تنهدت العائلة بأكملها بسبب إصابة الجدة بالخرف، إذ لم يستغربوا لأنها بعد دقائق بدأت تتحدث مع آيدن بلطف وسعادة غريبة.

بعد مدة كان آيدن يقف أمام باب الخروج منتظرًا إيزابيلا.

وفور أن حضرت نظر لها الجميع وذهبوا لغرفهم في آن واحد مما جعلها تعقد حاجبها باستغراب.

(إيزابيلا) مقتربة من مكان وقوفه : "ماذا هناك !".

(آيدن) بهدوء : "كنت انتظركِ.. لنصف ساعة".

(إيزابيلا) بعدم استيعاب :"لم ستنتظرني ؟".

رمقها بصمت حتى همست موسعة عينيها : "أنت .. مهلًا أنت لم تكن جديًا في ما قلته على الطاولة.. صحيح؟".

(آيدن) : "بالطبع كنتُ كذلك !".

(إيزابيلا) بتردد :" حسنًا إذًا.. لا أرغب في المجيء".

(رومان) بانزعاج :" نفذي أوامر الأمير فحسب".

(إيزابيلا) بغضب : "لا تتدخل أنت !".

(رومان) : " لا تصرخي في وجهي يا إمرأة !".

مسح آيدن وجهه بخفة بنفاذ صبر ورمق رومان بنظرة يطلب منه فيها أن يمنحهما لحظات لوحدهما.

وفور خروجه إحتضن هو كفيها بكلتا يديه بلطف ورفق، انتفضت هي من حركته وحمحمت محاولة الابتعاد عنه بحركة مرتبكة لا إرادية منها .

(آيدن) :" جميع أفراد عائلتي وكذلك عائلتك يعلمون بأننا نحب بعضنا منذ الصغر بالفعل.. ما الذي يمنعنا من الزواج اذًا؟ ".

(إيزابيلا) : "لكني.. لستُ أميرة ".

(آيدن) : "لا أمانع ذلك".

(إيزابيلا) : "والداك سيمانعان؟".

(آيدن) مبتسمًا : "لا أعتقد بأنها يمانعان..وأن فعلا ، سأقنعهما".

(إيزابيلا) بتردد :"القانون والعامة؟".

(آيدن) :"سأكسر القانون بزواجي منكِ وانا على العرش واتحدى فردًا من العامة بأن ينطق حرفًا في هذا الشأن !".

ثم أردف مبتسمًا بملامح مرتخية :" توقفي عن التفكير بسلبية.. كل شيء سيكون على ما يرام تمامًا !".

(إيزابيلا) :" هل تظن ذلك ؟".

(آيدن) :" نعم.. أعدكِ ستكونين الأميرة الأسعد معي ".

ابتسمت هي بوسع واومأت له عدة مرات بحماس بالغ .

وبينما كانا يسيران باتجاه مركز مارڨل والذي كان القصر..

هو على حصان وهي على آخر.. وامامهما حصن الحارسان وخلفهما تمامًا رومان الممتطي حصانه..شعرت إيزابيلا بالفضول وهي تنظر لهم فسارعت في سؤاله.

(إيزابيلا) بفضول : "لمَ أحضرت ثلاثة حراس تحديدًا؟ ".

(آيدن) محدقًا فيها بابتسامة مضمرة :" ليس لسبب معين.. اخذتُ فقط افضلهم لأني كنت أعلم بأن سكان شرق مارڨل لن يتعرفوا علي وربما يتعرض أحدهم لي.. لكن ان كنتِ تنتظرين حديثًا شاعريًا مني فـ حارسين لأجلكِ وواحد لأجلي".

أنهى جملته مبتسمًا يراقب ملامحها استمتاع بينما احمرت وجنتيها و تحاشت النظر إليه تنظر للجانب بارتباك .

وفجأة داهمتها ذكريات لقائهما الأول قبل أعوام طويلة حين كانت في السابعة من عمرها..

الرسالة الأخيرة Where stories live. Discover now