20 - كابوس

9 2 0
                                    

قراءة ممتعة
_______

"حصانك بطيء جدًا !".

قالها دانييل ذو العشرة أعوام بسخرية وحصانه يهرول سريعًا في أرجاء الغابة.. ثوانٍ حتى لحق به شقيقه الأكبر منه بعام فقط بل وسبقه مبتسمًا بهدوء فعبس الاخر وبدأ يضرب حصانه وكلاهما يتجاهلان الحراس وهم يصرخون مطالبين بأن يعودا للقصر.
بينما مستمتعان بالرياح التي تحرك شعرهما الأسود الكثيف.

(دانييل) بتعب : "توقف.. احتاج للماء !!".

ولأن دانييل كان طفلًا وشقيقه في بداية سن المراهقة لم يستطع النزول من الحصان بسبب الأشرطة التي تقيده لذا انتظر نزول الأكبر كي يساعده في ذلك.

انزله آيدن بعد أن نزل هو ومد له بعض المياه فأخذها دانييل وشرب منها بسرعة لشدة عطشه مما جعل الآخر يبتسم ويبعثر شعره الشبيه بخاصته بخفة.

(آيدن) متنهدًا : "لقد ابتعدنا بما فيه الكفاية.. زوجة عمي مريضة جدًا ولا يجدر بنا إشغالهم بهروبنا من القصر".

(دانييل) : "أنت محق.. دعنا نبتعد عشرون مترًا فقط اذًا".

ابتسم آيدن مجددًا بعثر شعر شقيقه تحت تذمر الآخر من إفساده شعره في كل مرة.
(آيدن) متذكرًا : "ما الذي أراده منك الجنرال الجديد في حفل الموسم في الأمس ؟ ".

(دانييل) متفاجئًا من ملاحظته لأختفاءه وقتها وقال بعبوس منزعج : "لا شيء.. كان يقول بعض الهراء وأزعجني حديثه فبصقت في وجهه كما علمني عمي كارلوس تمامًا !".

وسع آيدن عينيه بدهشة ثم قهقه بخفوت يهز رأسه بقلة حيلة.

(دانييل) بتردد :" آيدن.. ".

(آيدن) ناظرًا للأفق :" همم؟ ".

(دانييل) بارتباك : "هل.. أنا المفضل لديك حقًا؟ أعني لو كان عليك إنقاذ شخص واحد فقط فهل….. سيكون أنا؟ ".

وقتها نظر إليه آيدن بصمت ولأنه لا يجيد التعبير عن مشاعره كثيرًا ابتسم بخفة وبعثر شعره للمرة الثالثة.

(آيدن) متمتمًا بخفوت :" أحمق ".

..
شعور الندم لدرجة الرغبة في الرجوع بالزمن.

هذا ما كان يفكر فيه آيدن حين تذكر لحظاته مع شقيقه الأصغر والوحيد.

لم يكن كابوسًا..

ما حدث الآن حدث في الواقع.

شقيقه الأصغر وهو يجلسان على الأرض أمام بعض بعيون مليئة بالدموع وكلاهما ينزفان الدماء بغزارة .

رفع آيدن رأسه حيث رأى ابن عمه آيدم يتقدم منهما بوجه بارد ويديه تحملان القوس والسهم.

(آدم) ببرود : "أخيراً اعترفتَ بأفعالك.. كان التظاهر بالشك في آيدن كي لا تأخذ حذرك مني كان مزعجًا جدًا.. تأكدتُ اليوم بأنك غبي ومتهور حينما دسست المخدر في الطعام و اجبرتُ الخادمة على تناوله كي اتأكد، تخلصتُ من ذلك الطعام قبل توزيعه لأني لستُ المغفل الذي سيأكل طعامًا أوصى الشيطان الخدم عليه بنفسه".

الرسالة الأخيرة Where stories live. Discover now