السادس والعُشرون.

108 14 3
                                    

بقت جينار مايُقارب لـشهر ونصف حبيسة تلك الغرفة العفنة، يُفتح لها ألباب فقط كي يُدخل لها ألطعام والماء..
وكان بالغرفة مرحاض مُلحق بها

تبكي كل يوم، بقهر وحزن، هذا ألشهر كان أسوء شهر في حياتها

كل ثانية مرّت أخـذت من صحتها، وشكلها
ونفسيتها

كان مايُهون عليها صعوبة هذه الأيام، هو طفلها التي تظل تتحدث له ساعات وهي تشعر أنه يسمعها ويشعر بها
وكانت أيضًا تتحدث مع جبريل وهي تقول:
خواطرنا ستجتمع وحتمًا أن تشعر بي!

لم يكن الحال أقل بنسبة لجبريل، الذي أهمل عمله وحاله كله، ونفسيته أصبحت تحت الصفر

وهو يرى أشيائها تحاوطه، وكل شبر يذكره بها، ثم يشعر بخصة مؤلمة ويبدأ بـ أمساك رأسه وهو يردد:
كيف فعلتها؟

عادت أمل و أوهام في مساء يوم ماحدث، بناءًا على حديث أبنهم الذي أخبرهم بأن يمثلوا على جبريل الكره وعدم الرضا على مافعله أحمد ليستطعون أن يبقون في ألمنزل وينقلون الأخبار له!

وجبريل لم يكن في مزاج كي يهتم بـ أي شخص كان غارق كل يوم في أحزانه

رن هاتفه وكان شادي الذي يخبره بأخر ماحدث في الشركة ويحاول كل مرة إقناعه بالخروج لكنه يرفض قطعًا..

عند جينار طرقت على الباب أقترب منها أحد رجاله وقال بصوته المقرف:
ماذا تريدين؟

- أفتح لي أنا متعبة بطني تتقطع

: ليس لدينا أوامر بهذا

- أرجوك سأموت انا وطفلي

: فليحدث أنا لا أكترث لكِ أكترث لحياتي أصمتي  ولا تبدأي بالنواح والصياح!!

زفرت بضيق فكانت هذه خطتها للهرب قالت:
بالطبع لن يفتح!  غبية حقًا.

سمعت صوت أطفال في الخارج، أصوات الأطفال التي تسمعهم كل ليلة، لقد عادو من الشارع الان

- يا إلهي أتمنى لو أستطيع الخروج ومُساعدتكم

سمعت صوت سمير في الخارج يصرخ:
هذا فقط ما أبتعته أيها الوغد؟ يبدو أن قدرتك على إقناع الناس بدأت في النزول؟  كيف فقط هذاا أخبرني أو رُبما أنت تكذبب أخبرني

ضرب سمير الطفل فـ بدأ بالبُكاء والصراخ:
أقسم لك لم يحدث لكن الناس لا توافق ان تشتري مني شيء..سامحني!

- فلتغير المكان ياحقير اذهب لـ مكان اخرر

: حاضر حاضر..يكفي لا تضربني

غلى الدم في عروق جبريل، رأت نفسها في هذا الطفل الصغير وبدأت بقبضتها تطرق الباب وهي تسبه وتلعنه

فتح الباب و دفعها وهو يقول:
خرمتي طبلة أذني!! لماذا تصرخين؟؟

دفعته وهي تقول:
لماذا تعامل الطفل هكذا؟ لماذا ضربته؟  ألا يُوجد في قلبك رحمه؟

وحيدتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن