الفصل الخامس والعشرون
حسناء
"هل يمكنك ان تأخذني الى النهر دانييل؟"
إلتفت إلي لثواني معدودة قبل ان يعود لتركيزه على الطريق أمامه:" ألن نذهب لطبيب؟"
"بلى سنذهب." قلت ذلك قبل ان أردف قائلة:" ولكن الوقت مازال مبكرا على الموعد الذي حددته معه لن يستقبلنا قبل ساعة لذلك من الأفضل أن نذهب لنهر المدينة نستنشق بعض الهواء المنعش في هذا الصباح .. احتاج اليه."
خرجت كلماتي الأخيرة بنبرة متوسلة جعلته قلقا ولكنه لم يسألني أي شيء ثانية وكأنه تركني حتى اخبره بنفسي بدون اية ضغوطات عن ما يزعجني .. وصلنا الى نهر المدينة بسرعة لأننا كنا في الاصل قريبين منه .. عندها ركن دانييل السيارة بجانب الرصيف .. نزلنا من السيارة معا فاستوقفني دانييل قبل ان أخطو الى الأمام قائلا:" من الافضل ان نذهب إلى إحدى المقاهي التي هنا فالجو بارد ويمكن ان يضرك هذا."
حركت رأسي رفضا لعرضه وانا اقول:" لا بل سأشعر بتحسن افضل لو جلست لبضع دقائق في الهواء الطلق ."
"إذاً انتظري." إلتفت إليه ثانية عندها اضاف وهو ينزع قفازيه من يديه:" كالعادة لم تجلبي قفازيك."
هتفت معارضة على كلامه:" انا لا احتاجهما تكفيني جيوب معطف الدافئة."
لم يهتم لكلامي بل امسك بيدي وألبسني قفازيه الكبيرين .. أثار ذلك ضحكي مع انني كنت حزينة من الداخل .. لوحت بهما امام وجهه بطريقة مضحكة وانا اقول:" لا تلائم الأيدي الكبيرة الجسم الضئيل."
شاركني الضحك وهو يقول:" قفازي افضل من لا شيء."
"حتى لو كنت أرتدي قفازاي ما كانا ليكونا بدفيء قفازيك انت." قلت ذلك وانا احس بدفئه هو الذي نقله لي قفازيه .. شعور لذيذ وحميمي جعلني اتذكر حزني من جديد وخوفي الذي جعل ليلتي لا تخلو من الارق .. أتمنى لو استطعت ان اسأل والدي عن ما يحيرني .. لأنني لا افهم أي شيء ولكن للأسف والدي بالكاد ينظر الي فكيف اساله عن شيء شخصي كذاك وكيف املك الشجاعة لكي اقول له بانك ترافق طليقة صديقك ووالدة زوجي وكل هذا ليس بأسوأ من حقيقة ان دانييل لا يعلم ان والدته على قيد الحياة وموجودة في بلجيكا وبالضبط مع ابي .. زفرت الهواء بحنق شديد وهو سمعني بكل تأكيد لذلك امسك بيدي واوقفني وقد نفذ صبره وبان القلق اكثر على وجهه يريد ان يطمئن علي عندها لم استطع مقاومة رغبة التعبير عن مخاوفي فقلت:" دانييل هل من الممكن ان يفرق بيننا أي احد؟"
"ما الذي تتفوهين به؟"
طالبته بإلحاح شديد:" ارجوك اجبني عن سؤالي."
ابعد يده عن يدي التي كان يمسكها لكي يحيط وجهي بكلتا يديه ونظر الى عيني بكل ثقة وقال:" لا أحد .. لا أحد يمكنه ان يتدخل بيننا لكي يحطم علاقتنا."
![](https://img.wattpad.com/cover/311863371-288-k689492.jpg)
أنت تقرأ
مذكرات مغتربات(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة maroska حقوق الملكية محفوظة للمتألقة maroska