الفصل السابع والعشرون

177 7 1
                                    

الفصل السابع والعشرون.

اسيل

باريس

فُتح باب المستودع الضخم إلكترونيا لكي ينطلق بعدها السائق الذي كان يقود السيارة التي نحن بها بسرعة كبيرة .. تنفست الصعداء عندما خرجنا من ذلك الظلام حتى لو كان في الخارج ايضا ظلام حالك .. لكنه ظلام طبيعي وقد تأخرت الساعة وغربت الشمس علي وانا في ذلك المكان المخيف .. شعرت بالحرية من جديد وانا انظر الى الشوارع التي كنا نجتازها بسرعة كبيرة .. التفت خلفي عندما شعرت بأن هناك من يتبعنا .. لكي اجد نفس السيارتان اللتان تشبهان سيارتنا تتبعاننا .. لذلك تأكدت من انهم ليسوا سوى الرجال الذين يرافقون رشيد فعدت للنظر الى الامام بهدوء واثناء حركتي تلك ثبتتني عيني رشيد في مكاني عندما وجدته يتأملني اثناء التفاتي .. نظرت اليه بعينين مترقبتين متوترتين .. ظننت بانه سيقول شيئا أي شيء لكنه خيب أملي عندما أشاح بوجهه عني ونظر امامه ببرود ولم يخرج عن صمته ذاك طيلة الطريق .. انا الاخرى حافظت على صمتي حتى عندما رأيت بأن السائق قد خفف السرعة في مكان بعيد عن وسط مدينة باريس به بيوت متفرقة عن بعضها بمسافات كبيرة .. توقفت السيارة والسيارتان اللتان كانتا خلفنا امام إحدى بوابة بيت كبير .. نظرت الى رشيد غير قادرة على فهم اي شيء ومع ذلك لم اجرأ على سؤاله عن البيت الذي توقفنا عنده .. فتح الباب ونزل من السيارة كما نزل سائقه على ما يبدوا .. فقد كان هو من فتح لرشيد باب السيارة عندما كان يحملني بين ذراعيه .. تذكرت نفسي عندما كنت استهزأ من رشيد وارغمه على فتح الباب واعامله وكأنه خادمي .. لقد كان دوما يرد على محاولاتي الطفولية تلك بطرق عجيبة كانت دوما تزيد من غيظي وتشعرني بانني أهين نفسي وليس العكس ما يحصل.. الان رشيد من لديه سائق بل ورجال يتبعونه وينفذون اوامره كيف هذا؟؟ لست ادري ولكنني دوما ما كنت اشعر بأنه ليس بسائق وبأنه يخفي الكثير وراء هدوئه الغريب.

"هل تشعرين بأنك استعدت شيئا من قوتك وتستطعين المشي على قدميك ام احملك؟؟"

فغرت عن فاهي كالبلهاء انظر اليه وقد كان قد فتح الباب من جهتي .. كان ينتظر جوابي بوجوم .. قبل ان استدرك نفسي بعد لحظات واقول:" استطيع المشي على قدمي."

سُحقا .. قلت ذلك مع نفسي وقد خانني صوتي الذي خرج باهتا مبحوحا .. عندما خرجت من السيارة اصطدمت ذراعي المصابة بغير قصد مني بباب السيارة وعندها خرجت آهة عميقة من بين شفتي آهة الم جعلت رشيد ينظر الى ذراعي الذي كنت اضمه الى صدري.. امسك بذراعي بلطف قبل ان يحاول تحريكها من مكانها وفردها عندها صرخت بألم وانا اضع يدي الاخرى السليمة على ذراعي المصابة اضمها الي .. عندها قال رشيد وهو يسحب يده بسرعة:" هم من فعلوا هذا بك؟"

اومأت برأسي وانا امرر يدي بلطف شديد على ذراعي التي كانت تؤلمني بشدة وقلت بعدها وانا انظر اليه:" لواها لي احد رجاله حتى يرغمني على الصراخ اثناء محادثتهم لك وهكذا تتأكد من انني بين ايديهم."

مذكرات مغتربات(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن