الفصل الحادي والثلاثون

193 8 4
                                    

الفصل الواحد والثلاثون

حسناء

رفع رأسه الي وقال:" انه نفسه."

ابتلعت ريقي بصعوبة وقد استطعت اخيرا ان افك عقدة لساني واقول له بصوت خرج مرتجفا وانا ادعي بانني لا افهم عن ما يتحدث:" نفسه ماذا؟"

كنت بالكاد احاول استيعاب الصدمة وانا اراه يقترب مني بخطوات ثقيلة وذلك الخلخال بيده .. وقف امامي ومد لي الخلخال حيث كنت ما ازال اجلس على الاريكة لا اشعر بانني قادرة على الوقوف على قدمي:" انه نفسه الخلخال الذي قدمته لك هدية في عيد ميلادك اثناء الصيف الماضي."

"لا اعتقد." تمتمت بذلك لكي اتفاجأ به يصيح قائلا:" امسكيه هيا وستعلمين بانه هو نفسه .. لا يمكنني ان اخطا في معرفة خلخال اخترت انا تصميمه بنفسي وجلست مع الصائغ لساعات حتى اكمل صنعه."

لم استطع ان امسك بذلك الخلخال بل قلت بصوت مرتجف من الدموع التي بدأت تخونني وتترقرق في عيني:" ما الذي تريدني ان اقوله لك؟؟ انا ايضا متفاجئة مثلك."

كان صوته يعلو ويعلو وهو يصيح:" الم تقولي لي بانك اضعت هذا الخلخال في المغرب؟"

"بلى."

"اذا كيف وصل هذا الخلخال الى بلجيكا .. هل لديه جناحان وطار الاف الاميال حتى وصل الى بيتنا هنا."

نزلت دموعي وانا لا اعرف كيف اتصرف فانا الاخرى حقا لم اكن اعرف كيف وصل ذلك الخلخال الى بيتي .. الخلخال لم اراه منذ اليوم الذي اهداه لي دانييل بعد تلك الحادثة التي قلبت حياتي كليا .. لا اعرف حتى اين سقط مني .. قلت له بصوت متوسل باكٍ:" الا تلاحظ دانييل بانك غاضب مني لشيء لا اعرف انا الاخرى عنه الكثير."

صاح بعصبية قائلا:" انا لست غاضبا منك .. انا غاضب من هذا الامر الغريب جدا والذي ياكد لي بان هناك يد خفية تحاول اللعب على اعصابي .. اريد فقط معرفة الحقيقة وكيف اضعت الخلخال."

"انا لا اعرف شيئا."

"كيف لا تعرفين؟"

اجفلت لصراخه ذاك وقد كان لأول مرة يعلو فيها صوته علي بتلك الطريقة العنيفة .. سمعت سيلفيا تتحدث اخيرا وهي تقول باستغراب كبير غير قادرة على فهم ما يدور بيننا من شجار:" ما الذي يحصل؟ ما هي قصة هذا الخلخال؟"

كتمت انفاسي عندما استدار اليها بقوة وصرخ فيها هي الاخرى بوحشية:" لا تتدخلي بيننا .. انه امر خاص بيني وبين زوجتي."

بقيا الاثنين يتبادلان النظرات القوية .. نظرات دانييل الغاضبة والشرسة ونظرات والدته الحادة والتي لم تتقبل لهجته الوقحة التي كلمها بها .. لكنه لم يأبه بنظراتها بل فاجأني عندما استدار الي بقوة وامسك بذراعي .. لكي يحثني على التقدم امامه وهو يقول:" الى غرفتنا."

حتى وهو في قمة غضبه لم يحاول ابدا القسو علي جسديا .. وقد ترك لي الحرية لكي اصعد على السلم لوحدي عندما ابعد يده عن ذراعي وكانه يذكر نفسه بصحتي الحساسة لانني احمل بطفلته في احشائي .. صعدت على السلم بسرعة وانا انظر امامي بغشاوة بسبب دموعي التي كانت تشوش علي الرؤية .. كنت خائفة وارتجف رعبا وانا احلل في داخلي بانه لا يمكن ان يكون وراء هذا الامر سوى شخص واحد وهو رشيد .. رشيد يعرف اين اسكن .. رشيد وصل الي .. لكنني لم اكن خائفة من رشيد بقدر ما كنت خائفة من دانييل .. اول مرة اخاف من ردة فعله .. كانت خطواته خلفي قوية وغاضبة لذلك كنت احاول ان اسرع في خطواتي اكثر .. فتحت باب غرفتنا ودخلت اليها لكي اسمعه يقفله ورائنا بحدة .. ادراني اليه .. عندها نظرت اليه من بين دموعي الكثيفة وانا اقول بألم شديد:" دانييل انت تخيفني هكذا."

مذكرات مغتربات(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن