الفصل الخامس والثلاثون

134 7 3
                                    

الفصل الخامس والثلاثون

سارة

فتحت عيني بانزعاج لصوت الرنين الذي لم يكن غريبا عني ومما ساهم في استيقاظي هو الهواء الذي احسست به يلفحني عندما تحرك بيتر من جانبي وابعد الشرشف الدافئ عنه .. نظرت اليه وهو يستقيم جالسا على السرير وبصوت ناعس قلت:" من يتصل بك في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟"

نظر الي وبصوت ابح لم تذهب عنه اثار النعاس بعد اجابني:" انه رنين هاتفك وليس هاتفي."

"حقا؟؟" هتفت بذلك وانا استقيم جالسة .. لكي يطالبني بيتر بالهدوء وهو يقول:" ابقي مكانك سأجلب لك هاتفك."

نظرت اليه بعدها وهو يتقدم من الطاولة التي كانت امام الاريكة الكبيرة في غرفة نومنا وحمل هاتفي بعدها من على الطاولة التي نترك عليها عادة هواتفنا الشخصية .. كنت انتظره ان يعطيني الهاتف بسرعة فأن يتصل بي احد في ساعة متأخرة من الليل ليس إلا لسبب قوي وخطير .. واحسست بأن قلبي وقع من مكانه عندما اخذت هاتفي من يد بيتر لكي ارى بان المتصلة هي اسيل .. اجبت بسرعة عليها وانا اقول بدون تريث:" اسيل هل انت بخير؟"

جاءني صوتها سريعا ومرتجفا وهي تقول:" لا تسأليني عن نفسي لأن الامر يتعلق بحسناء."

استقمت اكثر في جلستي وانا أسألها بفزع:" ماذا حدث لحسناء؟؟ هل هي بخير؟؟"

"لا .. اجل .. بصرحة لا اعرف بما جيبك اهي بخير ام لا."

شعرت بارتباكها الكبير وبعدم قدرتها على الحديث بشكل طبيعي وذلك ما كان يجعلني اتوتر اكثر لذلك حاولت تهدئة نفسي وتهدئتها معي وانا اتنفس بعمق قبل أن أقول لها:" اخبريني اولا اين هي حسناء الان؟"

كان من الواضح بانني سهلت عليها المهمة عندما طرحت لها سؤالا واحدا محددا بدل ان أنهال عليها بوابل من الاسئلة كما فعلت في البداية .. فقد اجابتني بسرعة قائلة:" حسناء في المستشفى."

هتفت بقوة قائلة:" يا إلهي ما الذي حصل لها؟؟ هل هذا بسبب الحمل؟؟"

"كادت ان تجهض سارة .. لقد كانت على وشك ان تفقد طفلها والاطباء استطاعوا انقاذه في اخر لحظة."

وضعت يدي على فمي غير قادرة على التحدث عندها احسست بيد بيتر على كتفي وهو يسألني بقلق عندما لم يفهم مكالمتي التي كانت تدور بيني وبين اسيل بالعربية:" ماذا هناك؟"

وضعت يدي على سماعة الهاتف وقلت له بسرعة وبصوت مرتجف:" انها اختي الصغرى كادت ان تجهض طفلها."

عدت لكي احدث اسيل وانا اشعر بالألم لما تمر به تلك الصغيرة حسناء قائلة:" وهل هي الان بخير والجنين ايضا؟"

"حسناً انا لم اراها بعد ولكن الاطباء اخبرونا بأنها هي والجنين بخير على الاقل جسديا."

"ماذا تعنين اسيل؟" سألتها ذلك وانا ارى بيتر يجلس بجانبي وهو يمرر يده برقة على طول ظهري يحاول ان يبث في بعضا من الهدوء والاطمئنان.

مذكرات مغتربات(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن