الفصل الثالث والثلاثون
أسيل
تأكدت من ان أوراقي الشخصية كلها موجودة في حقيبتي الانيقة البيضاء قبل ان اخرج بخطوات ثقيلة من غرفة نومي .. اغلقت بابها لكي اضع يدي على الدربزين استند اليه فقد كنت اشعر بوهن شديد في جسدي .. كنت انزل السلم اللولبي الواسع وانا انظر الى الجدار المقابل للسلم والذي كان عبارة عن مرأة تعكس صورتي عليها .. كنت أبدوا جميلة جدا ولكن لم اكن جميلة كعروس ولا سعيدة كما تكون أي عروس سعيدة .. كنت ارتدي فستانا ناصع البياض قصيرا يصل الى ما فوق ركبتي بقصة جميلة مبتكرة عند الصدر وقد ارتديت فوقه سترة بيضاء قصيرة في غاية الاناقة حتى تخفي ذراعي الذين كشفهما فستاني الذي كان بدون اكمام .. "الابيض." همست بذلك لنفسي بسخرية مريرة .. وقع اختياري على اللون الابيض من بين كل فساتيني تلك احاول ان اتشبه بالعروس السعيدة كما امرني هو غير دارك بانني حتى التشبه لن انجح فيه .. فالتعاسة كل التعاسة تملأ روحي في هذه اللحظة .. كنت انظر الى نفسي في تلك المرايا وانا انزل السلم درجة درجة افكر في كلامه الاخير لي في احدى مقابلاتنا التي كثرت بعد ان اضطررت للموافقة على طلبه من اجل بدء معاملات الزواج.
"وارتدي غدا شيئا يليق بعروس .. لا اتحدث عن فستان زفاف بكل تأكيد ولكن فقط شيئا لا يثير انتباه القاضي اثناء زواجنا .. كوني عروساً سعيدة كأي عروس تتزوج."
توقفت عند اخر درجة من السلم لكي أقترب من المرآة اتأمل حزن عيني .. حاولت التدرب على الابتسام حتى عندما أقابل القاضي اكون قادرة على تمثيل سعادة العروس الشابة .. ولكنني فشلت فشلا ذريعاً .. رفعت احدى خصل شعري الذي ازداد طولها بالتسريحة الجديدة عندما فردت شعري الذي كانت مموجا لكي تصبح خصله ملساء بشكل رسمي انيق .. اغمضت عيني أتأكد انني جاهزة لقتل مستقبلي بيدي .. في الاخير فتحتهما وتوجهت الى باب البيت وقد شعرت بانني أبطء عمدا في خطواتي وكأنني بذلك سأنقذ نفسي من قدري المحتم.
اجل انه قدري.
دقات قلبي تسارعت أكثر وانا اقترب من سيارته التي كان يركنها بجانب الرصيف قريبا من البيت .. "يا لغروره" قلت ذلك عندما وقفت عند سيارته وقد ألمني بأنه حتى لم يخرج منها لكي يستقبل المرأة التي بعد قليل ستصبح زوجته .. فتحت الباب الامامي بنفسي ودلفت الى السيارة .. تجنبت النظر إليه وجلست بسكون مميت .. سمعته يُدير محرك السيارة بعدها وعندما انطلق بها وخرج من منطقة سكني لكي يقود على الطريق العام حينها أحسست بنظراته علي ولم املك الجرأة لكي انظر اليه و اتأكد من تحديقه بي ..وتلقائيا وبحركة لم افكر فيها أمسكت بطرف فستاني وحاولت جذبه حتى يغطي الجزء الكبير من فخدي الذي كشف عنهما عندما جلست على المقعد بينما كنت اشعر في نفس الوقت بالخوف الشديد.
"هل انت ذاهبة الى جنازة؟"
كنت أعاقبه بعدم النظر اليه لإرغامه لي على الموافقة على طلبه وظللت انظر بعيدا عنه حتى وأنا أجيبه بصوت جاف مخنوق:" إنها اكثر من جنازة بالنسبة لي .. فماذا تسمي ما يحصل وانا أرغم على الزواج برجل خطير لا اعرف أصله من فصله وبدون علم والدي ولا حتى اخوتي والاكثر سوءا هو أنني سأقاسمك مع امرأة اخرى .. يا إلهي ان هذا لم اتخيله حتى في اسوء كوابيسي."
أنت تقرأ
مذكرات مغتربات(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة maroska حقوق الملكية محفوظة للمتألقة maroska