** خامِس قطرة ** p5

4.1K 416 99
                                    

فكر فى نفسه أنه عليه الذهاب الى المكتبة, فمن الممكن أن يجد ضالته هُناك فى صورة كتاب مثلا او شيئاً من هذا القبيل, ولكن عليه أن يذهب خِلسة لان إن رأوه أصدقائُه سيُشبعُونهُ سخرية لإنه لم يكن يوماّ من محبي القراءة والمكتبات او الكتب .

كانت آن دائماً من تصِر على ذهابهُ معها الى المكتبة ولكنه كان يتحجج بأشياء كثيرة حتى لا يذهب الى ذاك المكان الذى لا يحب,  ولكن عليه ان يذهب وإلا سيظل هكذا حتى نهاية عُمره يخرج من حيرة الى تساؤل ومن تساؤل الى تشتُتُ ومن تشتُتُ الى ضياع .

لقد حسم أمرهُ,  نعم سيذهب غداً من الصباح الباكِر حتى يعرف ماهو هذا الحُب الذى يراه فى الأفلام السينمائية أو يسمع عنهُ.

في الصباح الباكِر 

أستيقظ چيك وجد الجميع نائِمون ابعد الغِطاء عنه بحذر شديد ثم أخذ يسير على أطراف أصابِعهُ حتى لا يوقِظ أحد فعملهُ اليوم سرىِ بينهُ وبين نفسه فقط .

فتح الباب بكُل هِدوء ثم خرج من الغُرفة وأقفل الباب بنفس الهدوء ثم ذهب الى دورات المياة حتى يغتَسِل, وبعد عِدة دقائِق خرج چيك من دورة المياة ثم ذهب فى طريقُه وهو يفكِر - جيد جميع الاولاد نائِمون والدار هادِئة جداً اليوم - .

كانت الساعة السابِعة صباحاً مع بِدأ تسلل الشمس إلى كبِد السماء وتبدأ أشِعتها بفرد جِناحِيها, كأن الشمس هى ملِكة السماء نهاراً ولكن ,  الليل , فلهُ سيدهٌ الخاص الذى ليس لهُ مثيل, والذى يُشفى جروحاً كثيرة ويؤنِس وحدة أشخاص أكثر .

بعد عشر دقائِق تقريباً قطعها چيك سيراً,  أخيراً وصل الى باب المكتبة,  فابتسم عِندما تذكر أن هذه المكتبة تأتى إليها آن وتُحبها كثيراً ثم لم تمضي لحظة على إبتسامتِه وعاد إليه القلق مجدداً ,  وكان متردداً فى الدخول او الإبتعاد, أغمض عينيه لثوان ثم قام بفتحِهِما وكان قد زال ذلك القلق والتوتر منهُما , فتح باب المكتبة وخطىَ الى الداخِل  فأعلن جرس الباب عن قدوم زائِر جديد .

خطىَ الى الداخل فى إرتباك وأخذ يمُر بين رفوف الكُتب وبدأ يبحث ويبحث حتى وجدهُ,  وجد الكِتاب الذي يبحث عنه إسمه - عن الحب وأحوالُه - أخذهُ من فوق الرف وقبل أن يذهب الى الطاوِلة حتى يبدأ بالقراءة سمِع أخر صوت يريد أن يسمعهُ الأن ليس لإنه لايُحبهُ لا ولكن ليس الأن ليس في هذا الوقت,  ليس هُنا, ليس وهو معهُ هذا الكِتاب .

" چيك.. أهذا حقاً أنت ؟ وهُنا فى المكتبة ؟ أنا لا أًُصدق عيناى ولكنى سعيدة, سعيدة جداً بِك " نعم إنها آن ومن غيرها صفع نفسهُ بداخِله مئِة مرة لإنه نسي أنها هنا ليل نهار- وبالطبع ستراك أيها الأحمق - قال هذا فى نفسه,  فكر أيضاً فى أن يتجاهلها ويركض من حيثُ جاء ولكن هذا تصرف يتصرفهُ الحمقىَ فقط إنها ايضا ستغضب مِنهُ وهو أكثر شئِ يكرهه هو أن تكون غاضِبة مِنه ولا تبتسم فى وجهُهُ .

قالت وهى تقترب منهُ "  چيك لماذا لا تُجيبني ؟ أنا أٌناديك منذ وقت طويل " قال لها وهو يحاول كبت إرتباكُه " أنا أسف حقاً كُنت شاردً قليلاُ " قالت لهُ " لِما لا تستدير چيك ماذا هناك ؟ هل أنت بخير ؟ " قال لها وهو يستدير بِبطئ وهو يحاول أن يبتسم " نعم أنا بخير ماذا عنك ؟ ماذا تفعلين هُنا ؟ ".

- حقاً !!! ماذا تفعلين هُنا ؟! أحمق ( يُحادِث نفسه ) - قالت " لا.. السؤال الصحيح ماذا تفعل أنت هُنا ؟ " قالتها وهى تبتسم بشدة سعيدة لإنهُ إستمع إليها أخيراً وجاء يقرأ, قال لها فى إرتباك " أنا, لا,  لاشِئ لا أفعل شِئ كنت أبحث عنكِ " قالها وهو يحاول تخبِئة الكتاب وراء ظهرِه .

قالت له " ما هذا الذى تُخبئهُ وراء ظهرِك چيك ؟ أريني ماذا ستقرأ " أجابها بسرعة شديدة " إنه لفرض الكمياء - آن يجب علي أن اذهب الأن أراكِ لاحقاً " أخذت تنظر إليه فى حيرة ثم قالت بهدوء " حسناً " ذهب سريعاً وأخذ الكِتاب وقرر أن يشتريه وحمداً لله أن الكتاب بثمن قليل.

خرج من المكتبة على عجل ثم ذهب الى الميتم ودخل الى غُرفتِه ثم وضع يدهُ على صدرِه وأخذ يتنفس بصعوبة ثم جلس على سريرُه وبعد أن هدء قليلاً فتح الكتاب .

____________________________________________________

شكر كبير لكل اللى بيعمل فوت وتعليق وكل اللى متابع الرواية كمان .


أمل

مطر لكن بدفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن