أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة
( نزار قباني )
-------------------------------------------------------------------------------------
وفي هذه اللحظة فُتِحت أبواب الميتم، ودخلت منها سيارة غريبة عن آن فهيَ لم تراها هُنا من قبل، نزل مِنها رجُل يبدوا في الأربعينات من عُمره، ثم نزلت خلفهُ فتاة في مثل سن آن تقريبا،ً ولكنها ترتدي ملابس لاتغطي أي شِئ من جسدها، أي تُظهِر أكثر مما تُخفي، وتمضُغ العلكة، ثم توجه نظرها لـ آن وأرسلت لها نظرة إستحقار من دون أي سبب يُذكر، ثم دخلت هيَ وهذا الرجُل لمبنىَ الفتيات .
عادت آن لتأمُلها ولم تُلقي لها بالاً، بعد قليل جلس بجانبها شخصَ ما، إلتفتت إليه لتجدهُ چايد " مرحباً آن، أُريد أن أتحدث معكِ في شيئاً ما قبل أن يأتي أحد " قال هذا سريعاً وهو يأخذ أنفاسهُ بصعوبة كأنهُ كان يركُض طوال طريق العودة، فقالت لهُ " ماذا هُناك چايد ؟ طمئِني " .
قال لها " لا تقلقي، أنا فقط أُريد أن أتحدث معكِ بشأن إيمي " نظرت إليه ليُكمِل، فأردف " حسناً، من الشاب الذي كانت تقِف معهُ صباح أمس في وسط المدينة ؟ " قالت بإستغراب " شاب ؟ إيمي لم تقُل لي على شِئ مثل هذا، لا اليوم ولا البارحة " .
قال لها " كيف هذا هيَ صديقتكِ المُقربة من المُفترض أن تعرفي عنها كل شِئ " قالت لهُ " نعم، ولكنها حقاً لم تقُل لي أي شِئ عن هذا الأمر، ولكن مهلاً مهلاً، لماذا تهتم للأمر ؟ " قال لها " ليس من شأنكِ " قالت لهُ " حسناً كما تُحِب، ولكني كُنت سأسألها عن هذا الشاب وأقول لك من هوَ، ولكن يبدو أنك لا تُريد أن تعرِف " .
قال لها سريعاً " حسناً حسناً، سأقول لكِ " نظرت لهُ بمعنىَ - تكلم - قال لها في تردد " أنا، أنا، أحمل مشاعِر لـ إيمي " قالت لهُ " أنا أعرِف هذا " قال لها " ماذا ؟، من أين تعرفين ؟، أهو چيك من قال لكِ ؟ " قالت " لا چيك لم يقُل لي أي شِئ، أنا عرفتُ وحدي، هل چيك يعرِف هذا ؟ " .
قال لها " نعم وجميع الفتية أيضاً يعلمون، ولكن كيف عرفتي أنتِ ؟ " قالت لهُ " أنت تنظر لها كما ينظر لي چيك " قال لها بقليل من القلق " وهل هيَ أيضاً لاحظت نظراتي هذه ؟ " قالت لهُ " لا هيَ لم تلاحظ شِئ، ولكن لماذا لا تقُل لها ؟ " قال لها " لأني خائف أن لا تكُن تبادلني نفس المشاعِر " .
قالت لهُ " إذاً كيف ستعرف إن كانت تُبادلك المشاعِر أم لا إن كُنت لم تُخبرها بعد ؟ "قال لها " لا أعلم، ولكني ليس لدي الجُرأة ولا الشجاعة الكافية لإخبارها، ولكن أرجوكِ آن لا تقولي لها أي شِئ، إعتبري هذا الموضوع سِر بيننا " قالت لهُ " حسناً، ولكن عليك أن تعترف لها سريعاً قبل أن يعترف لها شخص أخر ويأخُذها منك للأبد " .
قال لها بِخفوت " لا لن يحدُث هذا، لن يحدُث " قال أخر كلامهُ وهو يحاول إقناع نفسهً لا آن، قاطعت آن تفكيرهُ " ولكن لماذا لم يأتي چيك الى الأن ؟ " قال لها " لا أعلم ولكنهُ على وشك القدوم " وعاد لتفكيرهُ مُجدداً قالت لهُ آن لتُطمأنهُ " لا تقلق چايد سأحاول أن أعرف مشاعرها من تِجاهك " .
أنت تقرأ
مطر لكن بدفئ
Romanceقالت " نعم.. أنا لستُ غاضبة منهُ.. أنا غاضبة من نفسي " قال لها بإبتسامة جميلة " لا يحقُ لكِ أن تغضبي من نفسكِ.. لأنها ليست ملككِ " نظرت لهُ في إستغراب ثم أردف " لأنها ملكي أنا وهىَ مُعتادة مني على الدلال ومُعاملة الأميرات فقط.. وليس البُكاء والشعور...