أكثر ما يعذبني في اللغة.. أنها لا تكفيك
وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك
أنت امرأةٌ صعبه
كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيه
معكِ لا توجد مشكلة
إن مشكلتي هي مع الأبجديه
مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة
واحدةٍ من مساحات أنوثتك
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك
الجميل..
ِإن ما يُحزنني في علاقتي معك
أنك امرأةٌ متعددة
واللغة واحدة
فماذا تقترحين أن أفعل؟
كي أتصالح مع لغتي
وأزيل هذه الغربة
بين الخزف، وبين الأصابع
بين سطوحك المصقولة
وعرباتي المدفونة في الثلج
بين محيط خصرك
وطموح مراكبي
لاكتشاف كروية الأرض
(نزار قباني)
*************************************************************************************
دخل چيك وأخذت هيَ تنظُر لهُ من خلال الزجاج مُتمنية أن يحصل چيك علىَ العمل وأن يكون مُناسباً لهُ، خطىَ چيك للداخل بتردد، ثم تقدم تجاه الرجل الجالس خلف مكتب في اخر المتجر، و قال بإبتسامة صغيرة " مرحباً " .
رفع الرجل نظرهُ لينظر لچيك، وقال " مرحباً بُني "
فرك چيك أصابعهُ معاً في توتر، ثم قال " لقد سمعت أن هُناك فرصة عمل هُنا، انا أتيتُ من أجل ذلك، فهل مازالت الفرصة متوفرة ؟ " .
إبتسم الرجل علىَ عدم تناسق كلام چيك وعلم أنهُ متوتر، ولكنه قال بنبرة مُطمئنة " نعم بُني، مازلت أحتاج شخصاً للعمل هُنا ".
مازالت ملامح التردد علىَ وجه چيك، وقال " انا متوفر لثلاثة أيام بالأسبوع فقط، اي دوام جزئي " .
أومأ الرجل برأسهُ مُتفهماً، ثم قال " حسناً، يمكنك العمل هُنا بدءاً من الغد، وراتبك الشهري سيكون خمسُمائة جُنيهاً، وأيضاً سيتضاعف الراتب حسب مجهوداتك معي في العمل ".
أومأ چيك سريعاً موافقاً لأن هذا الراتب أعلىَ من راتبهُ في المطبعة، وكان في قمة سعادته بهذا، وكان يشكر الله بداخله اولاً ثم آن ثانياً لإتاحت هذه الفرصة لهُ " نعم سيدي شكراً لك، وبالمناسبة اسمي هو چيك " .
أنت تقرأ
مطر لكن بدفئ
عاطفيةقالت " نعم.. أنا لستُ غاضبة منهُ.. أنا غاضبة من نفسي " قال لها بإبتسامة جميلة " لا يحقُ لكِ أن تغضبي من نفسكِ.. لأنها ليست ملككِ " نظرت لهُ في إستغراب ثم أردف " لأنها ملكي أنا وهىَ مُعتادة مني على الدلال ومُعاملة الأميرات فقط.. وليس البُكاء والشعور...