أيها الساهر تغفو .. تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرح .. جدّ بالتذكار جرحُ
فتعلّم كيف تنسى .. وتعلّم كيف تمحو
( الأطلال ) ( إبراهيم ناجي )
-----------------------------------------------------------------------------------------
تذكرت آن فى هذه اللحظة موقف لها مع چيك فى يوم ماطِر من أيام الدِراسة .
الماضي
" كيف لم نعلم أنها ستُمطِر اليوم، كان علينا جلب معاطِفنا معنا " قالت هذا آن، فقال لها چيك " ألستِ مِن مَن يعشقون المطر؟، إعتقدتُ أن هذ يوم سعيد بالنسبة لكِ ! " قالت لهُ" إنه كذلك، ولكني أشعر بالبرد الشديد حقاً "
قال لها وهما خارجان من باب المدرسة " هل تشُعرين بالبرد حقاً ؟ " قالت لهُ " نعم، ياليتني أحضرتُ مِعطفي " قال لها " ولكن إن أردتي الدِفئ سأُحضرهُ لكِ هُنا، والأن " قالت لهُ " كيف ذلك ؟ " إبتعد عنها قليلاً ثم فتح ذراعيه وقال " هُنا "
إبتسمت آن، ثم ركضت إليه، وقامت بِعناقِه بشدة، وهو ضم على عِناقِها أكثر، وقال لها " أليس هذا الدِفئ أفضل من دِفئ المِعطف بكثير ؟ " قالت لهُ " دِفئ قلبك أفضل من أي دِفئ فى العالم " إتسعت إبتسامتهُ، ثم ضمها إليه أكثر .
الحاضر
إبتسمت بِشدة عندما تذكرت هذا الموقف في شِتاء السنة الماضية، ووجدت نفسها تلقائياً تمسك يد چيك، نظر إليها بإستغراب، فنظرت لهُ، وإبتسمت بإتساع، وقالت " چيك، هيا معي " وقفت ومازالت ممكِسة بيدهُ وسط نظرات جميع من بالطاولة .
قال لها بصوت خافت " الىَ أين ؟ " قالت لهُ " هيا قُم وستعرِف، هيا هيا هيا " قالتها بنبرة طفولية، فوقف چيك، وسحبتهُ آن من يده خلفها، وأخذت تمشي سريعاً، وهو مُستسلِم لها، ولم يقُل أي شِئ، خرجا لحديقة الميتم، ولكن وقف چيك سريعاً بعيداً عن المطر وقال " الىَ أين ؟ "
قالت لهً " لنستمتع " لم يفهم چيك ماذا تقصِد، ولكنها أفلتت يدهُ وذهبت تحت المطر، وفتحت ذراعيها، وأغمضت عينيها، ورفعت رأسها للسماء، ثم أخذت تدور وتدور وتركض حول نفسها فى نفس المكان، عندما رأها چيك بهذا المرح، لا يعلم أين ذهب الحزن الذي كان بِداخلهُ، فإبتسم بإتساع على إبتسامتها ومرحها الطفولي .
أما هي،َ فقد فتحت عينيها وإلتفتت لهُ، وقالت " هيا تعال الىَ هُنا چيك " إبتسم چيك أكثر، ثم هز رأسهُ بمعنى – لا فائِدة من جنون آن – ثم ذهب إليها، وقال " ماذا تُريديني أن أفعل ؟ "
قالت " إفتح ذراعيك، وأغمض عينيك، وإرفع رأسك للسماء، وصفي ذِهنك، وإستمع فقط الىَ صوت المطر " نفذ ما قالت له،ُ ولكِنها قالت سريعاً " إنتظر " فتح عينيه ونظر إليها، وقال " ماذا هُناك ؟ " قالت " لا تذهب الىَ حبيبتك الخيالية " .
أنت تقرأ
مطر لكن بدفئ
Romanceقالت " نعم.. أنا لستُ غاضبة منهُ.. أنا غاضبة من نفسي " قال لها بإبتسامة جميلة " لا يحقُ لكِ أن تغضبي من نفسكِ.. لأنها ليست ملككِ " نظرت لهُ في إستغراب ثم أردف " لأنها ملكي أنا وهىَ مُعتادة مني على الدلال ومُعاملة الأميرات فقط.. وليس البُكاء والشعور...