فَما أحلى أيّامَ الحُبِّ! ومَا أعذَبَ أحلامَها! ومَا أمرَّ ليَاليَ الحُزنِ ومَا أكثرَ مَخاوِفَها!
- جبران خليل جبران
__________________________________________________________________
قال لها " إذاً أنتظريني لحظة, سأذهب لغسل يداي وتغيير ملابسي, وآتي لكِ " قالت " حسناً " دخل لغسل يديه وتغيير ملابسه, ثم خرج بعد دقائِق وقد وجد آن تقف مع چون وهو يتكلم بشِئ وهىَ تضحك نظر لهم چيك بغضب, ثم قال " هيا بِنا آن" ونظر لچون بحدة, فقال له چون " إهدأ يافتىَ, لم يحدث شِئ فقط كنت أقولــ... " وقبل أن يُكمل كلامه قال له چيك بنبرة تحذيرية " لا تجعلني أغضب چون " قال له چون " حسناً حسناً أنا أسف ".
كان چون يعرِف أنهُ إذا أغضب چيك, فسيواجِه الإعصار بحد ذاتُه, وخاصتاً إن إقترب أحدهم من حبيبتُه " هيا بِنا " قالها وأخذ يد آن وذهبا, قالت آن بتردد " چيك " ولكنه لم يُجبها, كررت " چيك " قال لها بنفاذ صبر " ماذا آن ؟ " قالت لهُ " هو لم يفعل شِئ, فقط كان يتكلم معي حتى تنتهي وتخرج ".
تنهد بِحدة ثم قال " ويبدوا أنكِ كنتِ مستمتعة بالحديث معهُ اليس كذلك ؟ " قالت لهُ وهىَ على وشك البكاء " چيك ماذا تقول ؟ " قال لها وهو يُفلت يدها " لا أُريد التحدُث بالأمر, هيا لأوصلكِ للميتم, وأنا سأذهب للعمل " قالت له بصوت منخفِض شبيه بالهمس " ولكن أنا كنت ذاهبة معك الىَ العمل, لماذا غيرت رأيك ؟ " لم يرُد عليها صمتت آن ولم تتكلم وبدأت بالذهاب ورائه .
وصلا الى باب الميتم, كانت آن ستتكلم ولكن چيك إستدار سريعاً متوجِهاً للعمل بدون حتىَ أن يلتفت لها, دمعت عينا آن ثم سقطت دموعها على وجنتيها بغزارة, ثم توجهت للداخل في صمت.
أما هو, ما إن إبتعد قليلاً حتىَ أخذ نفس وأغمض عينيه ليحاول السيطرة على شعور الندم على ما فعله, كان من الممكن أن يُئنبها فقط وهىَ ستستمع لكلامهُ مهما يكن, هىَ دائماً تفعل, ولكنهُ كان غبياً كفاية حتىَ يتجاهلها طوال الطريق, وهو يعلم أن أكثر شِئ يؤلمها هو التجاهل, خاصتاُ وإن كان من شخص قريب منها للغاية, أو بمعنىَ أًصح خاصتاً لو كان هو.
فتح عينيه وأكمل سيره للعمل, فهو بالفعل قد تأخر, وعندما يعود سيذهب لها, أخذ يتمنىَ طوال الطريق أن لا تكون تبكي الأن, ولكنه يعلم أنها تبكي, وتبكي بشدة أيضاً, وحزينة مِما فعل, شعر بضيق فى صدره, فعلم أنها حزينة ومجروحة منه, لإنهُ كما قال من قبل أنهُ مِرآتِها ويعكس شعورها, وصل الى المتجر أخيراً ثم بدأ في العمل .
في مكان أخر ( الميتم - غُرفة آن والفتيات )
دخلت آن غُرفتها وهى تبكي بشدة, ثم جلست علىَ نافِذتها وأخذت تبكي وقد دافنت رأسها بين رُكبتيها, دخلت إيمي الغُرفة وجدتها تبكى بِحُرقة, ذهبت إليها سريعاُ ثم قالت وهى تضع يدها على كتفها " آن ماذا بكِ ؟ ماذا حدث ؟ ".
أنت تقرأ
مطر لكن بدفئ
Romanceقالت " نعم.. أنا لستُ غاضبة منهُ.. أنا غاضبة من نفسي " قال لها بإبتسامة جميلة " لا يحقُ لكِ أن تغضبي من نفسكِ.. لأنها ليست ملككِ " نظرت لهُ في إستغراب ثم أردف " لأنها ملكي أنا وهىَ مُعتادة مني على الدلال ومُعاملة الأميرات فقط.. وليس البُكاء والشعور...