مرت الأيام والسنين والشهور – خمس سنوات –
أبطالنا الأن فى السابعة عشر – مرت هذه الخمس سنوات بمشاكلها وبحلوها ومُرها, وجميلها وسيئها, وبحبها وبكرهها, آن وچيك مازالا معاً, وكل يوم حبهما لبعضهما يزداد أكثر وأكثر, بقي هو على كلمتهُ بأنه سيُحِبها للأبد .
فى الماضي كان يُحِبها, ولكن الأن هو يعشقها, هىَ بالنسبة إليه أنفاسهُ التى تخرج وتدخُل صدرهُ , هى نبض قلبهُ, هى نور عينيه هى سبب أنهُ يعيش للأن, هى روحهُ التي يتمنىَ أن لا يأتي اليوم وتضطر لمغادرة جسده وتركه ميت بدون روح, بدون نبض, بدون نورعينيه, بدون أنفاسهُ التى يعيش بِها.
يعشق كل شِئ بها, شعرها البني الجميل الذى يتنفس رائحته عندما يحتضنها, عينيها العسليتين الذى يضيع دائماً وهو ينظر بداخلهما, ملامح وجهها التي تجعلها جميلة فوق وصف أفضل شاعِر فى الوجود .
وجنتيها اللاتي يقبلهُما بخفة بين الحين والأخر – خجلها منهُ – كل شِئ بها تجعلهُ يعشقها أكثر وأكثر, كل يوم, وكل ساعة, وكل دقيقة, وكل ثانية .
أما چيك بالنسبة لآن, هو كل شِئ تملكهُ فى هذه الحياة, لا تريد غيرهُ فى حياتها, لا تريد المال, ولا الجاه, ولا تريد المجوهرات التي تتمناها كل فتاة, لا, هى تريدهُ هو فقط , هو مجوهراتها وجاهها ومالها وكل ما تملُك, و الى الأن لا تصدق ما فعله چيك من أجلها طوال هذه الأعوام .
الأن الأدوار أنقلبت رأساً على عقِب, أصبح هو من يهتم بها ويُلبي لها كل ما تريد, حتى وإن كان هذا على حِساب راحتهُ ونفسهُ, المهم أن تكون هىَ سعيدة, ويرىَ إبتسامتها التى يُحبها على وجهها دائماً .
منذ أن صارح چيك آن بمشاعِرهُ من تجاهها أحس أنها أصبحت مسؤليته, فهو أصبح مسؤل عنها بكل شِئ , فى سن الثالثة عشر بدأ يعمل فى ورشة تصليح سيارات بعد الدوام المدرسي, لإنهُ كان يريد تلبية إحتياجاتها, ولا يريدها أن تحتاج لشِئ ولا لأحداً غيرهُ, وكان فى أجازة نصف العام وأجازة أخر العام , يعمل بثلاثة وظائِف .
كان يذهب صباحاً الى الورشة, ويوم السبت والأحد والأثنين بعد إنتهاء عملهُ فى الورشة يذهب الى عمله الثاني, والذى عبارة عن متجر أدوات كهربية ويوم الثلاثاء والأربعاء والخميس يذهب بعد الورشة الى عمله الثالث, والذى هو عبارة عن مطبعة كبيرة , كل هذا من أجل أميرته ومن أجل أن لا تحتاج لشِئ ولكن طبعاً آن فى أول الأمر كانت معترضة بشدة .
عودة للماضي ( سن الثالثة عشر )
" أريد أن أعمل " قال هذا الكلام چيك لـ ستيڤ و آن وهم جالسون مع بعضهم فى حديقة الدار الصغيرة, قالت لهُ آن " كيف هذا ؟!, أنت مازلت في الثالثة عشر چيك أنت مازلت صغير على العمل "
قال لها " آن أنا لستُ صغيراً حسناً ؟ أنا كبير كفاية لأأخذ قراراتي بنفسي, وأنا فقط أُعلمكُم لست أخذ رأيكم لأني بالفعل وجدتُ العمل وسأعمل شِأتم أم أبيتم " قالت لهُ آن " حقاً ؟ حسناً إذا ولكن لا أريد أن تتحدث معى مجدداً ".
وأخذت تتمتم بـ " أحمق " ثم قامت بحدة وذهبت بأتجاه المبنىَ, قال ستيڤ لـ چيك " لماذا تريد أن تعمل چيك؟, هىَ عندها حق وهى خائِفة عليك أيضاُ " قال له چيك " أرجوك ستيـڨ لا تُزيد الأمر سوءاً " قال له ستيڤ " حسناً حسناً ولكن قُل لي لماذا تريد العمل ؟ " تنهد چيك فى ضيق وقال " من أجلها " .
ثم أخفض رأسه وأردف " من أجل آن فأنا مسؤل عنها منذ إرتباطي بها, وأريدها أن تحصل على كل ما تتمناه, فأنت تعرف أن أموال الدار التى يعطونها لنا من وقت لأخر لا تكفى أحد, أحياناُ كنت أراها ونحن نسير فى الطريق تنظر لشِئ عجبها ولكن عندما تتذكر أنها لن تستطيع أن تحصُل عليه تحزن, ولكن تُخفي ذلك سريعاً حتى لا أُلاحظ أنها حزينة, ولكنها تنسىَ أنى أشعر بها بكل شِئ , سأعمل منذ الأن وأشقىَ حتى نستريح قليلاً عندما نتزوج, أنا أعلم أن هذا الشِئ بعيد جداً من الأن ولكن على أن ادخر المال منذ الأن, على الأقل لنحصل على بيت صغير يجمعنا لإني حقاً سئمت عيشة الميتم هذه , أنا ببساطة شخص يريد أن يحقق لحبيبته كل ما تتمناه "
قال هذا وهو فى قمة الإنكسار ثم أردف " أشعر بالإنكسار عندما تريد هى شِئ وأنا لا أستطيع توفيرهُ لها " وضع ستيڤ يدهُ على كتِف چيك وقال وهو يربت عليه " أنت رجل بحق چيك, ومِثال لكل شخص نبيل وصادق فى حبهُ أنا الأن اتمنىَ أن أكون أنت " قال أخر جملة بمرح حتى يخفف توتر الجو قليلاً , ولكن ملامح چيك لم تلين بعد, وقال چيك " أنا ؟ ستيڤ, أنا لا شِئ " .
" بل أنت كل شِئ " إلتفت چيك و ستيڤ الى مصدر الصوت وجداها آن واقفة تبكى بشدة .
____________________________________________________________________________
شكراً ياجماعة قوى للناس اللى بتتفاعل معايا
وشكراً جزيلاً للجميع
أمل
أنت تقرأ
مطر لكن بدفئ
Romanceقالت " نعم.. أنا لستُ غاضبة منهُ.. أنا غاضبة من نفسي " قال لها بإبتسامة جميلة " لا يحقُ لكِ أن تغضبي من نفسكِ.. لأنها ليست ملككِ " نظرت لهُ في إستغراب ثم أردف " لأنها ملكي أنا وهىَ مُعتادة مني على الدلال ومُعاملة الأميرات فقط.. وليس البُكاء والشعور...