11_خِطبة ومُعجب!

296 32 34
                                    

  "لا تُراقب شيئًا لم يعد لك .. فقط أرحم قلبك قليلًا!"

متنسوش الڤوت.
                     _____________
في أحد الأماكن المفتوحة بها مساحة خضراء  ، تم تجهيز المكان لخطبة سليم وآلاء .. زُين المكان بالورود بالون الأبيض و الأزرق ، كان تصميمًا بسيطًا يتناسب مع الأجواء الهادئة و مثلما رغب العروسين ، دلفت آلاء برفقة سليم والبسمة ترتسم على ثغرهم بفرحة وتنتشر التهليلات والزغاريد من حولهم ، كانت هيأتهم خاطفة للعينين فكانت ترتدي العروس فستان بالون الأزرق الهادئ ضيق قليلًا من الأعلى ثم من الأسف بشكل إنسيابي راقي وتضع القليل من مساحيق التجميل .. كانت جميلة وراقية، أما سليم فكان يرتدي حلة من اللون الكُحلي الذي هو درجة من درجات اللون الأزرق يتماشى مع فُستان آلاء ، كان وسيمًا أكثر مما اعتاد الجميع عليه ، جلس العروسين في مكانهم المُحدد ، فنطق سليم:
_ينفع شكلك ده يا آلاء؟

جعدت جبينها بدهشة واستفسرت:
_إيه ماله شكلي؟!

قال بهيام:
_شكلك مدوبني يا ست حلويات براحة شوية عليَّ ، مش هقدر أستحمل كده!

أنهى جملته بغمزة عبثية ، فانطلقت ضحكة خافتة خجولة وهي تضع كفها على فمها تمنع ضحكتها الصاخبة من الإفلات ، لكنها لم تقدر فضحت بصوتٍ مرتفع فقال:
_ آه يـا قـلبي.

أردفت بتحذير تزامنًا مع وجهها الذي أشتعل خجلًا:
_بس بقى يا سليم عيب كده والله هنادي لعمو سامح.

_لا ما أنا كنت رايحله أصلًا عشان أقوله نكتب الكتاب مع الخطوبة ويبقى إتنين في واحد ، أصل أنا بصراحة بحالتك دي هموت وأحضنك.

وقح!!! .. شهقت وفرغ فاهها بصدمةٍ من وقاحته ، أما هو فضحك بصخبٍ على وجهها الذي يظهر عليه علامات الصدمة والخجل ، نطقت بتوتر:
_ أنتَ قليل الأدب يا سليم شكلي هغير رأيي.

أشار على نفسه وهو يدعي البرائة وينظر لها بأعين تشبه القطط ، فأومأت برأسها تؤكد له أنه وقح بالفعل ، فقال بغرور:
_تغيري رأيك!! .. أنتِ تطولي وبعدين عمرك ما هتلاقي واحد زيي.

نظرت له بتشنجٍ ، وكادت أن تنطق لكن قاطعها بعض المدعوين الذين يقدمون لهم التهنئة فرفعت حاجبها الأيسر وتشير له بحركة بيدها تدل أنها تتوعد له ، فغمز لها ثم ضحك وأخذ يستقبل المُباركات من هذا وذاك ويوزع ابتسامات مثلها.
                    ______________
كانت تسير حاملة طرف فُستانها البسيط الذي يُشبهها تمامًا ذاهبة نحو والدتها الذي أخبرتها:
_رقية .. خدي أنتِ الصينية اللي عليها الشبكة واقفي بيها لحد ما آلاء وسليم يلبسوها عشان تولين مش فاضية بتستقبل الناس.

ظهر التوتر فوق صفحات وجهها ، وضمت شفتيها بضيقٍ وقالت:
_ماما صدقيني أما مش قادرة أنا جاية من خروجة إمبارح مش طايقة نفسي أصلًا هروح أنادي لتولين تاخدها وخلاص.

لِقاءٌ فيهِ النَجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن