18_سُلبت فرحتهِ

256 21 44
                                    

                "الحذر لا يمنع من القدر"
متنسوش الڤوت.
____________________________________

نظر الجميع نحوها بهلعٍ من ذلك المشهد المُروِّع ، أخذت حـور تلتفت يمينًا ويسارًا تبحث عن حقيبتها مُسرعة حتى وجدتها فهرولت سريعًا
نحوها ، وظلَّت تبحث عن شئٍ داخلها حتى أخرجت حقيبة بلاستيكية ، ثم أخذت تبحث في مُحتوياتها حتى أخرجت حُقنة مُهدئة واقتربت من خالتها بهدوء ، ثم حقنتها بها سريعًا حتى بدأ جسدها بالتراخي رويدًا رويدًا ، استكان جسدها المُنتفض بين ذراعي رامي ، ثم حملها ووضعها على فراشها وهو يبكي حُزنًا على ذلك الحال ، بينما شقيقتها سـماح ظلَّت تبكي بإنهيار على مظهر شقيقتها ،  وهي تُحوْقِل بحزنٍ شديد ، وخلف غُرفة من الغُرف تجلس وراء بابها وهي تشهق شهقاتٍ متقطعة بسبب بكائها ، فهي كانت تبكي بصمتٍ حتى اسمتعت لصوتِ ضوضاء ثم والدتها تصرخ بشدة! ، تنهدت حـور وهي تدعوا لزوج خالتها بالرحمة ، وأن يربط على قلبِ عائِلته.
____________________________________
بعد مرور أسبوع ..
كانت تـولين تُهاتف حـور لتدعوها لحضور عقد قرآن شقيقها فهي لم تكن تعرف أن زوج خالتها تُوفي ، أخبرتها حـور بأنها مريضة وبنسبة كبيرة لن تأتي ، تمنت تـولين لها الشفاء العاجل وأخبرتها أن تُحاول أن تأتي ، اغلقت حـور معها فوجدت شقيقها يدلف وهو ينظر لها مُتسائلًا:
_مالِك في إيه كنتِ بتكلمي مين وحيرانة كده؟

تنهدت حـور وقالت:
_دي تـولين بتعزمني على كتب كتاب أخوها ، بس قولتلها ممكن معرفش آجي واتحججت إني تعبانة لإنها متعرفش إن جوز خالتوا متوفي من فترة قصيرة ، عشان محرجهاش وكده.

ابتسم شقيقها واقترب منها ليجلس جوارها ثم ضمها ووضع رأسها فوق صدره تزامنًا مع قوله:
_ها هتروحي ولا إيه؟

ابتسمت أثر فعلتهِ تلك ثم أجابته:
_لو في ظروف غير دي هروح طبعًا لكن للأسف مينفعش دلوقتي.

_وإيه اللي منفعوش عمو هاشم والله يرحمه عارف إنك كنتِ بتحبيه أوي بس أنتِ بقالك إسبوع شبه مش بتطلعي من البيت ، يا دوب بتروحي لدكتورة ريتال بس وشغلك يومين بس والباقي إجازة ، أنا من رأيي تروحي أنا مش مستعد إنك تنتكسي تاني يا حـور ، الدكتورة قالت لازم تحاولي تحتكِّي بالناس.

قال حديثه بهدوء شديد ، أما هي نظرت له بحيرةٍ ، وصمتت لدقائق ثم قالت:
_مش عارفة والله يا كريم هفكر كده.

رفع حاجبه ثم سألها:
_كتب الكتاب أمتى؟

أجابته قائلة:
_بكرة

ابتسم وداعب وجنتيها وأردف:
_خلاص أنا بكرة هخلص شغل بدري آجي معاكِ ولا مليش مكان!

تذمرت قائلة:
_أخص عليك يا كريم لو ملكش مكان فـعيوني موجودة!

تأوه بحُبٍ على كلماتها تلك ثم عانقها ، وقال:
_فُل عرَّفي صاحبتك بقى إنك هتروحي.
_____________________________________
هبطت تـولين من سُلم منزلها وهي تحمل أطراف فُستانها الوردي المُطرز بحبات اللؤلؤ الفريدة ، تهبط رويدًا رويدًا بحذائها ذو الكعب العالي الذي يصدر صوته في الأنحاء كسمفونية تُطرب الأذن ، وخلفها يهبط سـليم أو بمعنى أدق "العريس" مُتألقًا بحِلته الرسمية السوداء اللامعة وخصلاته السوداء المُصففة بعناية ولحيته الخفيفة التي أعطته وسامةً فوق وسامته ، بينما تـولين تهبط وهي تُغني ببهجة وهي تصفق وخلفها سما وندى المتشابهين في فُستانيهما بإختلاف اللون ، وأيضًا والدتها وشقيقتها وعمته تُغنيان معهن:
_صلاة النبي .. سيدنا النبي
حصوة في عينك ياللي
ما تصلي على النبي
صلاة النبي .. سيدنا النبي
حصوة في عينك
ياللي ما تصلي على النبي
أتدلع يا عريس يا أبو ناسة نايلون
أتدلع يا عريس وعروستك نايلون
إوعيلوا يا بت إوعيلوا
دي عروسنا أمه بتدعيلوا
إوعالها يا واد إوعالها
دي عروسته أمها داعيالها.

لِقاءٌ فيهِ النَجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن