14_عريسٌ مُفاجئ!

242 24 70
                                    

" لم أعُد ذلك الطفل الذي لا يحمل للدنيا همًا!"

متنسوش الڤوت.
_________
يدور في عقلها حديث شقيقها .. هل هي مريضة نفسية ، ثبتت مُقلتيها على نقطة عشوائية تنظر نظرات خاوية! .. أما عن شقيقها الجالس أمامها مُمسك بطبقٍ ملئ بالمقرمشات يأكلها بنهمٍ وهو ينظر لشقيقته نظرات متفحصة ، وكأنه لم يُخبرها للتو أنها مريضة نفسية! ، اقتربت منه وبادرت بالعناق .. ارتمت على صدره مُمسكة بسترته الصيفية بقوة ، بكت .. بكت وتعالت شهقاتها وكريم يُربت على ظهرها بحنوٍ بالغ ، وقلبٍ ينفطر ألمًا على شقيقته العزيزة ، خرجت من أحضانه ونظرت له وهي تمسح عبارتها ، ونادته بصوتٍ مبحوح:
_كـريـم!!

أرجع خصلاتها المنسابة على عينيها للخلف وقال:
_عيونه!

_ممكن تسيبني أفكر شوية في الموضوع دا عشان خاطري؟

قالتها برجاء ، فتفهم حالتها وأردف:
_طبغًا يا حـور فكري براحتك خالص وقوليلي وصلتِ لـ إيه .. بس عايزك تعرفي أهم حاجة إني عايز مصلحتك وعايز أشوفك مبسوطة ومرتاحة يا حـور.

_ على فكرة أنا مش هاخد إجازة من الشغل وهروح بكرة عادي أنا بعرفك بس.

أصدر صوتًا من حنجرته يدل على ضجره ، فأكملت:
_أنتَ عارف يا كريم إني مبحبش كده وأنا متضايقة أصلًا إن دكتور حسن عرف إنك أخويا أنا مابحبش الواسطة!

_يا حبيبة أخوكِ فين الواسطة؟ .. الراجل شافك تعبانة وطبيعي إداكِ إجازة لحد ما تخفي.

قالها في مُحاولة لإقناعها ، لكنها قالت بعِندٍ:
_لا يا كريم أنا هروح فُكك بقى!

أردفت بها حور بضيق ، فزفر بملل وقال:
_أنتِ حُرة هببي اللي تهببيه.

ساد الصمت لدقائق وهو ينظر في هاتفه وهي تنظر في الفراغ حتى قطعته بقولها:
_سنوية نور كمان إسبوع يا كريم.

رفع رأسه ونظر لها بألمٍ فشل في إخفائه ، هو بالطبع لا يستطيع أن ينسى ذلك اليوم لكنه تظاهر بالنسيان كي لا يُخزنها أكثر وهو يعلم بأنها أيضًا تتذكر ، ربت على كفها بحنوٍ وقد لاحظ العبارات المتحجرة في عينيها وقال:
_ربنا يرحمها يارب ، هي دلوقتي في مكان أحسن يا حبيبتي أنتِ عارفة نور عملت إيه قبل وفاتها بفترة!

أومأت بحزنٍ وتذكرت تلك الرسالة التي وصلتها ، ترددت بأمر إخبار شقيقها لكنها قررت أن تنتظر حتى تُخبرها تولين بصاحب ذلك الرقم بمُساعدة شقيقها وصديقه.
_________________
مرّ يومان وقد ذهبت حور بالطبع للعمل ولم ترى حسن لمدة في اليومين ، كانت تشعر بالضيق من تلك الفكرة فهي تشعر أنها تشتاق إليه ولكن لماذا؟! ، أنهت دوامها في العمل وذهبت للمقهى لتتناول فُطورها مُتأخرًا على غير عادتها ، وهي على كامل يقينها بأنها لن تراه لأنه لا يتواجد هُناك في ذلك الوقت ، لكن بداخلها كانت تتمنى بشدة أن تراه لتطمأن عليه ، دلفت ومشطت بعينيها المقهى بالكامل فلم تجده ، ظهرت علامات اليأس والإحباط على صفحات وجهها ، فذهبت نحو العامل لتطلب مشروبها البارد وفُطورها كالعادة ، وجدت رسالة من تولين فأخرجت هاتفها ووجدت مُحتواها:
_حـور ، عايزة أقابلك بكرة ضروري في أي كافية.

لِقاءٌ فيهِ النَجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن