"ما لا ترضاه لنفسك ، لا تؤذي بهِ غيرم"
متنسوش الڤوت.
__________
_تفتكري الحادثة اللي كُنتِ فيها وأختك ماتت فيها ، قضاء وقدر ولا مدبرة؟.مرّرت عيناها مراتٍ متتالية تقرأ تلك الرسالة ، أخذت دقائق حتى استوعبت مغزى الرسالة ، تراخى جسدها وأصبح كالهلام ، الذكريات البشعة تتدفق لعقلها...وقد صدقت تلك العبارة فيما قالت:
" لَكِن أحيَانًا فِي اللحْظَةٍ التي نَتَمَنـى فِيها النِـسيان ، تَغْمِس الأقْدَار أرْوَاحِنا فِي الذِكْرى أكْثَر ".يوم الحادث الذي فقدت به أعز ما تملك في حياتها...شقيقتها..توأمها نور ، في حادثٍ مروع ، أخذت تتذكر ما حدث ذلك اليوم لكن لم يكن هناك دليل على أنه مُدبّر ، حتى من له المصلحة في فعل ذلك..هم ليس لهم أعداء...أجهشت في البكاء ، وهيّ تتمتم بأشياء غير مفهومة لكن بالطبع تدل على شوقها لتوأمها ، قامت بأخذ لقطة شاشة للرسالة وذلك الرقم ، ثم حذفته من هاتفها ، وتجاهلت الأمر..أو حاولت تجاهله ، ظلّت الأفكار والتخيلات ترافقها طوال الليل ، فكرّت بأن تُخبر شقيقها ، لكنها تراجعت كي لا تشغله بتلك الأمور ، فـبالطبع من أرسل تلك الرسالة ، يُريد بثّ الشكوك في عقلها وقد نجح بالفعل في ذلك ، أغلقت هاتفها وذهبت تحاول الفرار من الذكريات والأفكار في عقلها بالنوم ، و أيضًا لتحصل على قدرٍ كافي منه لأجل يومها الأول في العمل.
__________
كانت تجلس في غرفتها كعادتها ، منذ ماحدث ، انعزلت عن العالم وأصابها الإكتئاب ، أمسكت هاتفها تفتحه بعد إغلاقه لمدة يومان وجدت الكثير والكثير من الرسائل والمكالمات الفائتة من تولين وأصدقائها بالطبع..لم تهتم أغلقت هاتفها مجددًا ، وأمسكت زجاجة المياه خاصتها وخرجت من غرفتها ذاهبة نحو المطبخ ، كانت والدتها تجلس في غرفة المعيشة مع شقيقتها ندى ، نظروا لها نظرة حزينة ، فهُم لا يعرفون سبب ما حدث لها منذ يوم مولدها ، حاولت والدتها الإستفسار من تولين عمّا حدث ولكن الأخرى تهرّبت بجوابٍ غير منطقي ، دلفت مرة أخرى لـغرفتها تكتُب أحد الأشعار التي تحفظها ، كعادتها تكتب ما يجذبها ، أحضرت دفترها وخطت بها بأيدٍ مرتجفة ، ودموعها تهبط كالشلال وهيّ تَحجب رؤيتها قليلًا ، تُدون شعرٍ لـمحمود درويش:
_ وَلَيْس لَنَا فِي الحَـنِينِ يَـد..وفِي البُعدُ كَانَ لَنَا
أَلـفَ يَـد...سَـلَام عَلـيك...إفْتَقَدتك جدًا..وعَلـيَّ
السَـلَام فـيمَا أفْـتَقِد!._عَلـموكَ أنْ تَحْذَر الفَـرَح ؛ لَأنّ خِيـانَتَهُ قَاسِية.
_لا يَـبْكِي المَرْءُ مِنّا مِن فَـرْطِ أحْزَان قَـلْبه ، بَـل مِنْ فَـرْط يَقِـينه أَنّه لا يَسْتَحِق ذَلِكّ.
أغلقت دفترها وعادت لفراشها ، عادت للإضراب عن الطعام والعيش...والحياة بأكملها!.
_____________
في صباح اليوم التالي ، وبعد بزوغ الشمس بوقت أستيقظت تولين مُبكرًا كعادتها بحماس ، فهي دائمًا عندما يكون هناك حدث أو مكان ستذهب إليه لأول مرة أو شئ تُحبه تستيقظ مُبكرًا...أو أنها لا تستطيع النوم من الأساس ، اتجهت للمرحاض ثم قامت بغسل وجهها بغسولها المُفضل بعد أن وضعت منه برفق بعد أن أنهى شقيقها نصفه ظنًا منه أنه خاص بالشعر ، وتوضأت وأدت صلاتها، ثم اتجهت نحو المطبخ وأعدت مشروبها الساخن الذي تُفضله بجانب شطيرة خفيفة ، دخل عليها شقيقها وهي تأكل بعد أن أدى تدريباته الصباحية في المركز الرياضي كما اعتاد:
_صباح الخير يا لي لي صاحية بدري كده ليه؟ ، مش المفروض شغلك ثمانية الساعة لسه ستة ونصف.
أنت تقرأ
لِقاءٌ فيهِ النَجاة
Ficción General"الحياة تُشبه الصّندوق الأسود ، لا نَعرِف ما تكِنهُ لنا ، كل يومٍ نكتشف ما هو جديد إما نعيش حياتنا في سلامٍ ، أو تنقلب حياتنا رأسًا على عقبٍ "