16_البقاء لله

268 20 78
                                    

" من لا يُريدك ابتعد عنه ، لا تَفرض ذاتك "

متنسوش الڤوت.
_______________________

في اليوم التالي موعد مجئ عُـدي رِفقة عائلته ، أتت الفتيات ليساعدن تـولين ولا يتركونها بمفردها ، تجمع الجميع في غرفة تـولين التي كانت تسير ذهابًا وإيابًا في جميع أنحاء الغرفة ، وهو تشعر بأنفاسها تكاد تُسلب من فرط توترها ، أرتدت فُـستان رقيق من الستان بالون الأرجواني الهادئ ، وحجاب به نقوشات بسيطة أعطى رونقًا لهيئتها ، بينما تولت حور أمر تزينها بإعتبارها ماهرة في ذلك الشئ ، وضعت لها بعض مساحيق التجميل البسيطة التي ابرزت ملامحها الهادئة ، ثم استمعوا صوت شقيقها يصدح عاليًا بقولهِ:
_بسرعة يا تـولين عشان هما على وصول ، حسن ابن عم عُـدي كلمني.

أومأت بتوترٍ ، بينما حور لفت إنتباهها ذكره لإسم حـسن لكنها قالت بداخلها أنه بالطبع سيأتي ليكون بجوار ابن عمه ، ذهبت الفتيات جميعًا نحو المطبخ فقالت تولين:
_حد يعمل القهوة عشان أعصابي بايظة من التوتر ، ومتنسوش الملح ها حطوا معلقة صغيرة عشان الراجل ميموتش مننا.

_وحياة هـدى!!!

نطقها سليم بإستنكار ، ثم أكمل:
_عايزة تحطي للراجل ملح في القهوة يا مُفترية عايزة تطفشيه ولا تسمميه قبل ما يشرب عليكِ مياه حتى!!! ، الله يخربيت المسلسلات التركية اللي لحست مخك ، ده ربنا يكون في عونه والله!!

سددت له نظره حانقة والفتيات ينظرن لهم بضحكاتٍ يُجاهدن في إخفائها ، فأردفت تولين بحنقٍ:
_يوه هو يطول؟! ، ده يا بخته اللي أنا من بخته!

_ياشيخة أتنيلي ، ربنا يكون في عونك يا عُـدي والله.

قالها مُلوحًا بذراعه بمللٍ وهو يُغادر المطبخ ، بينما نطقت آلاء:
_ما هو عنده حق يا تـولين افرضي هو ميعرفش العادة دي يقوم مكسر الفنجان فوق دماغك ويبوظ الجوازة.

قهقهت الفتيات جميعًا فقالت تولين:
_لا لا متقلقيش صدقيني الدنيا هتمشي زي السِكينة في الحلاوة.

صاحت رُقـية من الخارج قائلة:
_يلا يا تولين جُم جهزوا نفسكم.

توترت الأجواء وهرولت الفتيات في كل ناحية ، بينما في الأسفل أتى عُـدي رِفقة عائلته جميعًا بساراتهم العديدة نظرًا لكثرة عددهم ، رأوا نظرات الإستنكار نحوهم من أهل ذلك الحي الذي تقطن فيهِ تولين بالرغم منه أنه حي راقي ألا أنه مُقارنًا بالمنطقة الذي يسكنها عُـدي فهو بسيط لكن عائلة عُدي لم تُفكر في الأمر بهذه السطحية ، هبطوا جميعًا من سياراتهم وهم يحملون أفخم أنواع الحلوى وعُدي يحمل باقة كبيرة من الورود بالون الأبيض ، صعدوا للأعلى فاستقبلهم سليم ووالده ووالدته ورحبوا بالعائلة ترحيبًا حارًا ، جلسوا معًا في غرفة الإستقبال التي كانت كبيرة المساحة ، بعد الترحيب بين الجميع نطق سامح والد تولين:
_والله أنتم كلكم مشرفينا إنهاردة يا جماعة.

لِقاءٌ فيهِ النَجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن