19_ رحيلًا دون عودة

307 25 26
                                    

    " الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء "

متنسوش الڤوت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حملت أطراف فُستانها واتجهت نحو عُـدي الجالس جوار تـولين ونطقت بقلق:
_عُـدي معلش ممكن تشوف سليم اتأخر كده ليه بقاله ربع ساعة في الحمام!

تعجب كلاهما ونطق عُـدي:
_حاضر ثواني أروح أشوفه بس متقلقوش يعني أكيد واقف مع حد ولا بيعمل حاجة.

أنهى حديثه واستقام واقفًا واتجه نحو المرحاض ، دلف للداخل وهو يهتف بمرح:
_ يا عريس .. وَلا يا سليم غيرت رأيك بعد ما اتدبست وبتحاول تهرب ولا إيه.

مُجرد أن وجه نظره نحو الأرضية صُدم مما رآه
سليم مُمدد على الأرض المليئة بالدماء ،  مغشيًا عليه وصدره يعلو ويهبط ببطئ شديد وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ، إجحظت عيناه وهرول سريعًا نحوه وأخذ يبحث عن موضح الجرح ثم يضرب على وجنتيه بخفة مُحاولًا إقاظه لكن لا جدوى  ، تحسس نبضه وجده ضعيف بشدة و وتيرة أنفاسه تقل مع مرور الوقت ، فاق بصعوبة من حالة الصدمة التي تلبسته ، وقف وهو يجذب خصلاته بعنف لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لا يوجد وقت ، سليم مغشي عليه سابحًا في دمائه ، فقد الكثير منهم .. قرر بعد دقائق من الأفكار المُشتتة أن يخرج ويُخبرهم بما حدث ليستطيعوا إنقاذ سليم ، هرول سريعًا للخارج وجد حسن ووالد سليم يقفان معًا فإقترب منهم وهو يقول بقلق:
_عمي ممكن تهدى وتسمع اللي هقوله دلوقتي؟

جعد سامح جبينه ثم أومأ فقال عُـدي:
_سليم دلوقتي في الحمام سايح في دمه ونبضه ضعيف عايزك تهدى كده عشان نعرف نتصـ ..

لم يُكمل حديثه عندما أبصر كلا من سامح وحسن يهرولان نحو المرحاض بهلعٍ ، فذهب هو أيضًا بسرعة غير مُبالي بأنظار الجميع المُندهشة والقلقة من خلفه بسبب ما يرونه ، دلف الثلاثة نحو المرحاض فصاح حسن:
_أطـلـب الإسـعاف يا عُـدي بـســرعـة نـزف دم كـتيـر جـدًا والنـبض بيـقل جـامد ، بـسـرعـة بـيـروح مـننـا.

لم ينتظر كلمة أخرى وأخرج هاتفه يطلب رقم الإسعاف.
_____________________________________
وفي الخارج ..
حالة من القلق سيطرت على الجميع عندما وجدوا الثلاثة يهرولون بهذا الشكل ، فنطقت آلاء بقلق:
_في حاجة حصلت لسليم يا تـولين أنا مش مرتاحة من ساعتها أنا هروح أشوف في إيه.

لم تنتظر رد الأخرى بل تحركت بخطوات سريعة  ، اتجهت نحو المرحاض فوجدتهم حول سليم والقلق يرتسم على وجوههم ، شهقت بعنف تزامنًا مع إطلاقها لصرخة مدوية رنَّ صداها في آذان الجميع ، لم تشعر بنفسها إلا وهي جالسة على الأرضية واضعة رأسه سليم فوق قدمها وهي تصرخ عاليًا ببكاء:
_ألحق سليم بالله عليك يا خـالو هيروح مننا ألـحـقـوا بسرعة.

حاول خالها الإقتراب منها وإبعادها عنه قائلًا بنبرة مرتجفة من خوفهِ على ولده:
_تعالي يا بنتي قومي متقلقيش عُدي طلب الإسعاف أهو .. إن شاء الله هيقوم وهيكون كويس متقلقيش يا حبيبتي.

لِقاءٌ فيهِ النَجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن