الفصل السابع

11 1 0
                                    




عندما دلفت بي ناريا إلى القاعة في اليوم التالي عند استدعاء الرئيس لها، لاحظت أن النفوس كانت أهدأ حالاً من اليوم السابق.. البعض تجاهلها، والبعض أشاح بوجهه بعيداً، والبعض نظر إليها بما يشبه الاعتذار.. وبينهم رأت هارولان ينظر إليها، ولما التقت عيناها بعينيه ارتسمت ابتسامة مشجعة على شفتيه.. فنظرت بعيداً دون أن تبدي اهتماماً به وإن لم يفتها أن قلبها خفق بقوة للحظة، ولا تعلم سبباً لهذا.. ما الذي تغير منذ البارحة لتنفعل بهذا الشكل لرؤيته؟..

تجاهلت هذا وهي تتجه إلى الرئيس بعرج خفيف وتتخذ مجلسها المعتاد قربه بصمت وهي تدرك أنه لم يعلم بشيء مما حدث بينها وبين البقية في اليوم السابق.. واستمعت لحديثه بنصف وعي وهي تجول ببصرها فيمن حولها.. لا تدري لماذا، لكن بدا لها اليوم أن لهارولان هيبة خاصة بين الجميع.. بدا الجميع يحترمونه ويقدرونه بشكل خاص ومختلف عن الآخرين مادام قد أفلح بتغيير تصرفهم تجاهها في ليلة واحدة.. ترى ما الذي يميزه عن الآخرين بهذا الشكل؟ ما الذي يجعله ذا مكانة بينهم رغم أنه من الناحية العملية مجرد ثائر عادي؟..

قاطع الرئيس أفكارها وهو يقول "بقيت لدينا تفاصيل قليلة ننهيها معك قبل أن نبدأ طريقنا لمهمتنا الكبرى.. لكن سؤالي هو ما الذي ستفعلينه بعد أن ينتهي تعاونك معنا؟ هل ستبقين في المخبأ مع النساء أم تريدين أن ننقلك إلى مدينة أخرى أكثر أمناً؟"

أجابت بحزم "بل سأذهب معكم طبعاً.."

تطلعت الأعين إليها بدهشة والرئيس يكرر "تذهبين معنا؟ أين؟"

قالت "إلى يناسّا.. لا حاجة لي للبقاء هنا، فيناسّا موطني وأريد العودة إليها"

قال الرئيس "ليس من مصلحتك الذهاب للعاصمة في هذه الأجواء المتوترة، عندما تستقر الأمور يمكنك العودة إلى العاصمة وإلى القصر دون خطر يتهددك"

قالت بتصميم "لا.. أريد الذهاب معكم وأنتم وعدتم بحمايتي.. أنا أعلم منكم بأمور العاصمة والقصر وأعرف العديدين ممن سيمدون يد المساعدة لكم للاطاحة بمانيم، لذلك وجودي معكم سيكون نافعاً بلا شك"

ظلت الأعين تنظر لها باستنكار.. عندما ارتفع صوت هارولان يقول "ولم لا؟ أظنها فكرة جيدة"

التقت الأعين عنده باستنكار ودهشة وهو يضيف "بهذا نضمن على الأقل أنها لن تسقط في يد مانيم وتفشي خطتنا قبل وصولنا إلى العاصمة"

ظلت بي ناريا تنظر له بتعجب وهو يضيف مانحاً إياها ابتسامة ذات مغزى "وأنا متأكد أنها لم تمنحنا ربع ما تملكه من معلومات حتى الآن"

أدارت بي ناريا وجهها بعيداً.. هل سينثر الشك حولها الآن؟..

منحتها النظرة الغارقة في التفكير التي تبدت على الرئيس بعض الأمل، قبل أن يقول لها "هذا أمر ليس بالهين، هل تسمحين لي بالتشاور مع بقية الرجال؟ سأعلمك بقراري الليلة"

بي نارياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن