سارت بي ناريا بشيء من العسر عبر ممرات الوكر بحثاً عن رئيس الثوار.. بعد أسبوع من التخطيط، مازالت تحركات الثوار مبهمة بالنسبة لها.. لا تجدهم يتأهبون للسفر إلى العاصمة كما خططوا ولا يقومون إلا بعمليات محدودة في هيمانيا.. وهذا ما تستغربه.. فما الداعي لاستمرار العمليات في المدينة مع أنهم سيغادرونها قريباً؟ ألا يعني القضاء على مانيم انتهاء مشاكل هيمانيا كلها؟..عندما اقتربت من إحدى الغرف رأت الرئيس وهارولان مع رجل آخر يتحدثون بصوت خفيض، مما جعلها تلقائياً تقف قرب الباب متنصتة ملاحظة أنهم لم ينتبهوا لصوت عكازها.. كان الرجل يقول "رغم كل ما بذلناه، مازال الجندي يصرّ أنها مجرد فتاة ولا يعرف هويتها الحقيقية.. لا يبدو أن أحداً يعلم من تكون سوى الوالي.. وهذا مما يدعو للدهشة.. لم هي محاطة بكل هذه السرية؟"
قال هارولان "لا أعتقد أن لهذا علاقة بكونها وصيفة.. هناك أمر آخر يخفى علينا.. وهذا ما حذرتكم منه.."
قطبت بي ناريا بقلق وهي تسمع الرئيس يقول "هذا ما لا أعرف كيف أتبينه.. وجودها معنا فيه خطورة لو تبين لنا أنها مدسوسة علينا.. لكني لا أستطيع أن أتعامل معها بشدة فهي مجرد فتاة.. وليس من أخلاقنا إيذاء فتاة.."
علق هارولان "لكني أؤكد لكم أنها تخفي الكثير.. نظراتها الحذرة والمتنبهة لما يجري في الوكر لا تطمئن أبداً.. هناك سر تخفيه عنا وأنا لن أهدأ......."
سمعت بي ناريا في تلك اللحظة صوتاً خلفها يقول بحده "ما الذي تفعلينه؟"
التفتت خلفها مجفلة لتجد رجلاً من الثوار ينظر لها بتشكك، ثم جذبها لتدخل إلى الغرفة وسط نظرات البقية المندهشة.. فقالت بي ناريا بحدة وهي تجذب يدها "أبعد يدك عني.."
سمعت هارولان يقول "هذه نقطة أخرى ليست في صالحك يا فتاة.."
قالت بجفاء "من الطبيعي أن أتنصت عندما أسمع اسمي يتردد بهمس في المكان.. هذا فعل طبيعي خاصة أنني لا أعرفكم حقاً.."
قال الرئيس "ألن تفصحي عن هويتك الحقيقية لنا؟.. لا أريد المزيد من الشكوك أن تثار حولك، فعملنا الحساس لا يجعلنا نتعامل بأريحية مع من نشك فيه.."
أجابت "أنا كما قلت لكم.. وصيفة في القصر حاولت مساعدة بي ناريا على الهرب.. وهذا ما أثار حفيظة مانيم ضدي.. ما الذي لا تصدقونه في كل هذا؟"
تبادل الثلاثة النظرات الصامتة، ثم قال الرئيس "حسناً.. لن نرغمك على قول المزيد.. لكني أتمنى أن تتوقفي عن التصنت على ما يدور في الوكر.. فلا أريدك أن تثيري حنق الرجال عليك.."
استدارت بي ناريا شامخة برأسها وخرجت من الغرفة قاصدة العودة إلى غرفتها، رغم أنها لم تكن تستطيع السير بسرعة بسبب جبيرتها.. لم تكن تريد إثارة المزيد من الشبهات حولها، لكنها لم تستطع منع نفسها من محاولة معرفة ما يدور خلف ظهرها، خاصة مع هؤلاء الثوار الذين لا تأمن جانبهم..
أنت تقرأ
بي ناريا
Fantasy((رواية خيالية)) التمع الرضى في عيني بي ناريا وهي تتأمل نفسها بإمعان.. كانت جميلة.. خلقت بهذا الجمال الفتّان الذي لا يناسبه إلا العرض البلوري.. وهذا ما كان يؤكده لها والدها الملك دائماً.. من غيرها يستحق أن يكون وريثاً لعرش المملكة الشاسعة التي تضم أ...