مع الشمس الغاربة، بعد انقضاء أول نهار يشهد انتصار الثورة وتحرر العالم من حكم مانيم، تم دفن الملكة الأم دفناً يليق بها جوار قبر الملك الراحل.. لم يتم الإعلان عن الدفن لأحد وسط عدم استتباب الأمن في المدينة، ولم يحضر الدفن إلا قلة من سكان القصر ومن الجند.. تتقدمهم بي ناريا بصمت.. ويتبعها المستشار وجوين ورئيس الثوار الذي أصرّ على الحضور رغم غياب بقية الثوار..مضت مراسم الدفن سريعة حتى واروا الجثمان التراب، ثم عاد الركب إلى القصر بحراسة ثلة من الجند.. لم تستغرب بي ناريا عدم قدوم هارولان، فهو يكرهها، كما يكره كل ما يتعلق بالقصر والعائلة المالكة.. لذلك هي لم تتوقع إظهار تعاطف منه حتى من باب المجاملة..
وفور عودتهم، طلبت بي ناريا التحدث مع رئيس الثوار، فوقف الاثنان في شرفة منعزلة في القصر يتطلعون إلى أنوار المدينة التي بدأت تستعد لليلتها الأولى دون ملك.. ثم قالت بي ناريا "هنيئاً لكم.. لقد حققتم هدفكم وانتصرتم على مانيم.. الآن الطريق مفتوح أمامكم لنيل ما تريدون"
علق الرئيس بهدوء "لا نريد إلا ما هو حق لنا.. نريد سلام هيمانيا وأمنها ورخاءها.."
ابتسمت بي ناريا معلقة "تواضع قد تندم عليه في المستقبل"
صمت الرئيس دون إجابة.. فقالت مستردة جديتها "لقد أحبطتم خطتي تماماً واستوليتم على يناسّا وطوّعتم جنودها.. فماذا الآن؟ هل تنوي تنفيذ ما خططت له مسبقاً بتشكيل مجلس حكم أم أن الخطة تغيرت؟"
أجابها "بل سأمضي في ما خططت له.. وهو الأفضل لكل الأقاليم دون استثناء"
تساءلت "والملك؟ من ستضع فوق العرش هذه المرة؟"
قال مبتسماً "الشعب سيقرر هذا أيضاً.."
فقالت مقطبة "وماذا لو كان اختيار الشعب خاطئاً؟ الشعب لن يرى إلا المظاهر، وقد ينخدع ببضع كلمات منمقة فيختار من هو أسوأ من مانيم"
علق الرئيس "أحب أن أضع ثقتي في الشعب.."
تنهدت قائلة "ولماذا لا أستعيد العرش مادام مجلس الحكم سيضمن لكم العدل الذي ترجونه؟"
لم يعلق بكلمة وابتسامة ترتسم على شفتيه، فقالت بشيء من الصرامة "العرش عرشي.. وأنا أحق من أي شخص آخر به.. ومعاونتي لكم نبعت من إيقاني بحقكم في تقرير مصير هيمانيا، فلن أسعى لظلمكم أبداً.."
قال الرئيس بهدوء "هو ليس عرشك يا بي ناريا.. هذا العرش ملك للشعب كله، وهو المسؤول عن تقرير مصيره"
قالت بحدة "ماذا تعني؟"
قال "سيُجرى استفتاء يضم المملكة كلها بخصوص العرش وهوية الملك القادم.. وحتى تلك اللحظة، عليك بالصبر.. فمن يدري ما يكون مصير المملكة في الأيام القادمة"
أنت تقرأ
بي ناريا
Fantasy((رواية خيالية)) التمع الرضى في عيني بي ناريا وهي تتأمل نفسها بإمعان.. كانت جميلة.. خلقت بهذا الجمال الفتّان الذي لا يناسبه إلا العرض البلوري.. وهذا ما كان يؤكده لها والدها الملك دائماً.. من غيرها يستحق أن يكون وريثاً لعرش المملكة الشاسعة التي تضم أ...