لم يكن الليل قد انتصف عندما اشتعلت الأمور في القسم الشرقي من القصر، الذي يحوي أجنحة مخصصة للضيوف وهي فارغة حالياً، بالإضافة لقاعات اجتماع ومكاتب لبعض الوزراء.. كان الجنود يقفون في مواقعهم كالعادة يراقبون ممرات القصر شبه المظلمة رغم علمهم أن مخلوقاً لن يصل إلى هذه الممرات دون أن يكشفه الجنود عند مداخل القصر.. لذلك، كانت دهشتهم مروعة عندما رأوا بضع مكعبات سوداء تلقى قريباً منهم من إحدى الجهات التي تعلوها ظلمة خفيفة.. وفور أن أدركوا ماهية تلك المكعبات حتى صاح أقربهم لها "ابتعدوا.."تبع حديثه انفجار محدود هزّ القصر وكسر الهدوء المخيم عليه تبعه عدة انفجارات من الموقع نفسه.. غمرت سحابة من الدخان المكان عندما وقف أبعد الجنود هاتفاً "هل أنتم بخير؟"
جاوبه أنين بعض الجنود والآخرين يسرعون لنجدتهم فيما وقف البعض مشهراً أسلحته بتحفز وتوتر لا مثيل له.. لكن الصمت عمّ المكان بعد ذلك الاحتفال القصير والجنود يسارعون إلى الجهة التي ظهرت منها المكعبات بحذر شديد.. انقشع الدخان بعد فترة قصيرة والجنود يبحثون عن الفاعلين في القسم كله وأحدهم يتحدث في جهاز الاتصال إلى نائب القائد العام للجند والذي يبقى طوال الليل ساهراً تحسباً لأي طارئ..
بعد فترة قصيرة اجتمع الجنود مجدداً وأحدهم يقول "لا شيء.. القسم كله خالٍ من أي أثر.."
قال الجندي الذي بقي على اتصال مع النائب "عاودوا البحث.. نائب القائد آت الآن وسيشرف بنفسه على الأمر.."
لم يعترض الجنود على قوله وهم يعاودون الانتشار في المكان، فيما التفت الجندي إلى من بقي قربه قائلاً "انقلوا الجرحى بعيداً، وليحضر أحد الأطباء لعلاجهم بسرعة.."
جاوبه صوت رصاص صادر من البقعة ذاتها التي أتت منها القنابل، فالتفت بدهشة ليرى بضع جنود يتساقطون جرحى والرصاص ينهمر بغزارة من موقع مظلم لا ينيره أي مصباح من المصابيح القريبة الخافتة الإضاءة.. صرخ الجندي برفاقه ملقياً عليهم بعض الأوامر فيما انشغل بعضهم بتبادل إطلاق النار مع أولئك المجهولين..
في جانب من القصر بعيد عن موضع الاشتباك، كان نائب القائد العام يسير بسرعة مع بعض الجنود باتجاه القسم الشرقي وهو يحاول الاتصال بالقائد العام.. حاول عدة مرات لكن تعذر عليه ذلك مما جعله يهتف بسخط "أهذا وقت مناسب للتأخير؟ لقد حدث ما كنا نخشاه بالفعل.. ستطير رقاب كثيرة الليلة.."
لم يعلق الجنود خلفه بكلمة، فيما سارع النائب للاتصال بقائد إحدى فرق الجند المرابضة قرب باب القصر الشرقي "أطلق الإنذار العام.. بعض الثوار نجحوا في التسلل للقصر تحت أبصاركم أيها الأغبياء.."
أنت تقرأ
بي ناريا
Fantasi((رواية خيالية)) التمع الرضى في عيني بي ناريا وهي تتأمل نفسها بإمعان.. كانت جميلة.. خلقت بهذا الجمال الفتّان الذي لا يناسبه إلا العرض البلوري.. وهذا ما كان يؤكده لها والدها الملك دائماً.. من غيرها يستحق أن يكون وريثاً لعرش المملكة الشاسعة التي تضم أ...