"اصبحت كل الطُرقات مظلمه عندما غادرت نور طريقَك"
آحًـثًــــــــوُآء آلَفــــــصـــلَ آلَتاسع عــــــــشـــــــر
«هوى قلبي ارضا عندما غادرتِ فرفقا بي وبقلبي»
كان على وشك اخبار يوسف بما قالته تلك المرأه ولكن قطع ذلك اتصال هاتفه برقم والدته فأجاب على الفور خشيةً من ان يكون حدث شيء سيء
هنا: الحقنا يا عمر مريم مش موجوده في البيت
فاجاب عليها بسرعة: ازاي مش في البيت راحت فين وانتو كنتوا فين؟!
هنا: صحابها مشيوا عشان اهليهم رنوا عليهم عشان الوقت اتأخر وشهد نامت عشان تعبانه وانا كنت جنبها وكنت هعملها حاجه تشربها ولما رجعت ملقتهاش
كانت تبكي وهي تتحدث وكأن ابنتها الثانيه غادرت بعد رجوع الاولىاما هو فامسك بيوسف من تلاليبه: عليا النعمه الاقيها بس واطمن عليها وما هرحمك لا انت ولا امك
فاجابه يوسف وهو لايزال لا يفهم شيء: هي لما كانت بتبقى زعلانه مني كانت بتروح لبابا المقابر فممكن تكون هناك بس انا عاوز افهم ايه اللى حصل لكل ده
عمر: خليكوا هنا وانا ماشيغادر البنايه ولقد كانت الساعة الحادية عشر مساءً والامطار بدأت تهطل بغزاره ركب سيارته بسرعه ولقد ارسل له مراد موقع المقابر
اما هي فكانت تسير وهي لاتشعر بأي شيء حولها فقد كانت تفكر في ماضيها مع تلك عديمة الرحمه عندما كانت صغيره
Flash back
كانت مريم في عمر التسع سنوات
كانت تلعب مع بنات حارتها وقد حذرتها من ان تلطخ ملابسها او تتسخ فعندما كانت تلعب قامت احدى الفتيات بدفعها فسقطت على ركبتيها واتسخ بنطالها الابيض فرأتها فاطمه امرتها بالصعود صعدت مريم وهي ترتعد خوفا وعندما وجلت الى داخل الشقه امسكت بخفها قامت بضربها به حاولت مريم ان تحتمي بيوسف صاحب الحادية عشر عاما ولكن دفعها بعيدا عنه كانت مريم تبكي وتصرخ وترجو والدتها لكي تتوقف ولكن كان ومازال قلبها كالحجر بل اشد صلبا من ذلك اخذتها وقامت بحبسها في غرفة مظلمه لا يوجد بها اي مصدر ضوئي وظلت بها لاسبوع تعيش بها على الماء فقط"ان نظرت للسبب تجده تافهه لا يستحق ولكن ان كانت لديك ام ليس من حقها ان تلقب بهذا اللقب الذي يحمل كل المشاعر الرقيقه لتمنحها لمن حولها لا تتعجب ابدا من ردة فعلها على ابسط الاشياء التي تفعلها تلك المرأه لم ترحم ولم تكن اماً قط"
End of flash back
زاد نحيبها وبكاءها ولم تقوى قدميها لحملها فجلست على ركبتيها للتو اكتشفت ان تلك المرأه لم ترحمها ابداً لم يكن لديها ذكرى واحده سعيده معها
كان الطريق خالي من البشر ولم يكن هناك صوتاً مصاحب لصوت المطر الا صوتها وهي تبكي
اردفت بصوت باكي ودموعها لا تتوقف تناجي ربها: يارب يارب ألطف ييا وبقلبي يارب انا مليش غيرك يارب ردني لاهلي يارب
ظلت تبكي وتبكي تحاملت على نفسها ونهضت اصبح ردائها الاسود مبتل كليا بالماء
دخلت الى المقابر وذهبت الى قبر ابيها قرأت الفاتحه ثم جلست امامه ولم تتوقف عن البكاء اردفت: انت اكيد لو عايش كنت هتقولي مين اهلي انا عمري ما شوفتك بس انا كنت بحبك ودايما بدعيلك بالرحمه بس هي بتقول انك مش بابا وهي مش ماما طب مين اهلي مين
وضعت راسها على القبر وهي تبكي بحرقه
وضع يده على كتفها فالتفتت بذعر
مريم ببكاء: عمر
ارتمت في حضنه وهو لف ذراعيه حولها بقوه
عمر: اهدي يا مريم وقومي معايا<اصبحت اخاف الحياه اصبحت اشعر ببرودها>
جلست على كرسي الاستراحه على الرصيف ولقد توقفت الامطار اخيرا اتى لها بزجاجة ماء ارتشفت القليل بعد عناء معها
جلس امامها على ركبتيه
تنهدت وضعت يديها على وجهها واردفت بصوت خافت: لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اردف بضحك وهو يطالع ثيابها المبتله: بقيتي عامله زي الكتكوت المبلول
نظرت له بصمت وامتلئت عينيها بالدموع من جديد
فاردف وهو يجفف دموعها بيده: هتتحل والله
فاردفت بصوت مبحوح من كثرة البكاء: طب هما طلعوني من مكان كنت فاكره اني جزء منه وفي الاخر مطلعتش منهم طب ليه كمان عاوزين يمشوني من المكان اللى حسيت اني جزء منه وقريبه منو ليه عاوزين يبعدوني عنك بعد ما حسيت بالامان معاك
عمر: ومين قال بس اني اسيبك يلا قومي معايا نروح
اومأت له بالنفي وازداد بكاءها تحدثت بكلمات متناقضه: انا لو اتحركت من هنا مش همشي معاك انت عملت كل حاجه عشان تحميني وتحتويني مش هينفع انك تتأذي بسببي بالله عليك امشي.... هي اتخلت عني وهو عمره ما حبني فمش هيحصل حاجه لو سبتني انت كمان اهم حاجه انك تكون كويس... بس بس انا خايفه ابقى لوحديكانت تتحدث بشكل متناقض وهو يحاول ان يحتويها بذراعيه لكي تهدأ لكن هي كانت تبكي بنحيب لقد كانت في انهيار تام كان عمر يحاول ان يفهم ماذا تقصد بحديثها لمَ تتحدث عنه وتجبره على الرحيل بهذا الشكل
اخيرا هدأت في احضانه واردفت بانكسار: انا عايزه اموت والله حتى لو مش مستعده لده بس ربنا ارحم بعباده من البشر
ابعدها عنه ومسح دموعها واردف:
اصبري يا حبيبي اصبري وكل حاجه هتبقى كويسه والله ده ابتلاء من ربنا عشان يختبر قوة ايمانك فاصبري
مريم بانكسار وتعب: والله انا مش معترضه على اللي بيحصلي بس صعبب صعبه اوي اني ابقى من غير اهل وكمان عاوزيني اسيبك بعد ما لقيت كل حاجه محتاجاه
عمر: ربنا سبحانه وتعالى قال: فصبر جميل.... والايه التانبه: والذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون... والايه الثالثه: فنادى في الظلمات الا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.... والايه الرابعه: لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرا لكم
وبعدين انتي نسيتي: عجبا لأمر المؤمن ان امره كله خير
فاردفت ببكاء وهو يعانقها: متسبنيش لوحدي كلهم خذلوني الا انت احميني منهم متسبنيش لوحدي في الدنيا دي
عمر وهو يقبل راسها اجاب بحزن: وانا معدتش ينفع اسيبك والله مين بس قالك اني هسيبك
تحدثت وكأنها طفله تشتكي لوالدها: بص موبايلي اهو كان في جيب الدريس والرقم ده بيهددني وبيقولي ابعد عنك.... يس انا والله ما هينفع اسييك انا مليش غيرك واللهيتبع
الفصل القادم يوم الاثنين ان شاء الله
YOU ARE READING
اِحتِواء
Romance-التعافي من ماضي مؤلم ثم مساعده كانت بداية لحياة جديده -العوده والاستيقاظ من غفوه دامت لسنوات -ونتيجة الكره والحقد بين الاختين تاهت ابنتها منها -وبين حقد دفين وحب ظاهر كانت ابنته ضحيه والكثير والكثير ستكتشفه مع القراءه