الفصل«14»

71 9 2
                                    

"عيناك العشبية تلك نظرة منها فقط تجعلني هاديء بعد ان كنت في اقصي مراحل غضبي انا امام الجميع مُنتصر وامام عينيك مُهزم "

في منتصف الليل
ركن سيارته وولج الى الڤيلا
اتجه الى الحديقه لكي يرتاح قليلا من بعد كل تلك الاحداث
وجدها جالسه تضع حجابها بشكل عشوائي على شعرها وتقرا كتاب ولكن دعونا من الكتاب الان ونلتفت الى ذلك الذي استند على الحائط بجانبه وظل ينظر الي ملامحها البريئه التي يحرم ان يشك بها الانسان غرة شعرها السوداء التي تغطى جبهتها والتي لم تزدها الا جمالاً رفعت عينيها من الكتاب ويالعينيها وانتبهت الى وجوده وهو لم يفق بعد ظل ينظر الى عينيها الخضراء تلك التي تجبرك على الخضوع لها دون ان تردف كلمة واحدة لاحظت هي جرح حاجبه وشفاهه السفلى
اتت اليه ووقفت امامه نادته: عمر
لم يجب
نادته ثانيةً
لم يجب ايضا
لامست ذراعه
انتبه لها
عمر: بتقولي حاجة؟
مريم: انت كويس سرحان في ايه
عمر: لأ خالص انا معاك اهو
مريم: ايه الجروح اللى في وشك دي
عمر: متشغليش بالك مفيش حاجه
مريم وهي تلمس الجروح بتلقائيه: طب تعالي اضمدلك الجروح دي طيب
عمر: لا مش مهم يلا تصبحي على خير
التفت لكي يذهب ولكن اوقفته ابتسم داخليا لقلقها عليه والتفت لها من جديد
مريم بغضب مصطنع: بص انا مبحبش اعيد كلامي وانا مش قطه كيوت ومغمضه فلما اقولك تعالى اضمدلك الجروح توافق علطول وتيجي
ابتسم بجانبيه وجذبها من خصرها إليه توترت ملامحها من فعلته فاردفت بقلق: انت بتعمل ايه؟
عمر بمكر: ايه القطه الشرسه راحت فين
مريم بعفويه: نامت انا مغمضه خالص ومش هزعق تاني والله
ضحك عالياً
ابتسمت هي لصوت ضخكاته وبعد ان توقف اردفت بابتسامه بشوشه: يارب دايماً
عمر بتعجب: على ايه!
مريم: يارب تضحك وتبقى مبسوط دايماً
عمر بابتسامه: انت وانتِ يا روما
مريم بتعجب: يا ايه!
عمر: روما ايه مش عجبك
مريم بتحدي: مَرْيَم احلى استناني هجيب الاسعافات واجي
ذهبت من امامه ظل ينظر الى فستانها الوردي ذلك وكم لطيفه به

"هل هي حقا ابنتي بعد غياب دام لسنوات "

في لندن
وصل محمد الى المشفى الذي يعمل به نوح
دخل الى مكتبه
نوح وهو يستقبله بالاحضان: وحشني والله اخبارك ايه ومبروك لعمر
عمر: انا كويس الحمدلله الله يبارك فيك اسف اتاخرت عليك الكام ساعه دول
نوح: عادي ولا يهمك
محمد: خير طلبتني بسرعة ليه
نوح: اقعد ي محمد
جلس محمد وجلس هو امامه
محمد: بص انت وتوترتني قول في ايه
نوح: انت شهد بنتك مخطوفه
صُدم محمد ودق قلبه بسرعة هل اصابها مكروه هل ماتت
محمد بهمس وهو يبتلع ريقه: شهد بنتي بقالي حوالي تلات سنين معرفش عنها حاجة
اخرج نوح صوره حديثه لشهد واراها لمحمد: هي دي بنتك
امتلئت عينيه بالدموع مباشره ولامس ملامحها بانامله: شهدي حبيبتي وحشتيني اوي الاقيك بس و والله ما هسيبك دقيقه واحده وتفضلي قدام عيني تاني والله
نوح وهو يربت كتفه بعدما نهض اردف: قوم معايا ي محمد قوم
ساعده على النهوض معه
خرج من مكتبه الى احدى غرف العنايه المركزة
نوح: ادخل
فتح الباب وولج الى الداخل طالع ذلك الجسد الهزبل وملامحها المتعبه شعرها البني الذي كان يصل الى خصرها اصبح مقصوص بعشوائيه لما ليدمروا وردة تتفتح بهذا الشكل من اجل ماذا من اجل ماذا حقا تدمر شهدي هذا كان لسان حال محمد وهو ينظر الى ابنته والحسره والكسره تملأ عيناه
اقترب منها وقبل وجنتيها وجبهتها ويلمس شعرها اشتاق لها حقا ابنتيه صغيرته غابت عنه لسنوات
اردف وهو يبكي لا يدري ان كانت دموع الفرح لايجادها ام دموع الحزن على حالتها: بنتي حبيبتي وحشتيني وعد مني يا حبيبتي اني مش هسيبك ابدا نرجع مصر بس واحطك في عنيا معدتش ينفع يجرالك حاجة تاني لازم تعيشي حياتك وتكملي تعليمك ويبقالك صحاب وانا لو هطول اني اضحي بعمري عشان اعمل كدا هعمل والله ي حبيبتي
قبل يدها وضع جبهته عليها واردف بهمس طاغ عليه تعب سنوات: الحمدلله يارب الحمدلله استجبت لدعواتنا

"ترى ما كل هذا الهدوء الذي يحيط بكِ يبدو ان الخير يتحقق بالفعل "

هدوء الفجر في ليالي الشتاء مع نسمات الهواء البارده وفنجان قهوه مع من تحب!
هذا كان ما يحدث بالفعل يجلسوا بجانب بعضهم على الاريكه في الحديقه وينظروا الى الامام بصمت
نظر لها واردف: بردانه
نظرت اليه وقالت: لأ كويسه
وهو يعتدل في جلسته واصبح امامها: كانت ايه احلامك في الحياه وشيفاها اتحققت
اعتدلت في جلستها ايضا واصبحوا امام بعضهم البعض وادرفت: لما جبت 90%في الثانويه العامه كان نفسي في كلية طب بس دخلت علوم مكنتش ظروفنا تسمح اني افضل ادرس سبع سنين وادفع المصاريف دي كلها في الاخر قررت ادخل علوم ولما دخلت اتخصصت جيولوجيا لاني كنت بحبها في الثانويه الحمدلله كل سنه بنجح بتقدير امتياز بس اشك انها تحصل السنادي وبصراحه انا بحب الروايات اوي فكان نفسي بقى اعيش قصه حب محصلتش بس بالحلال
عمر بابتسامه: ازاي
مريم: كان نفسي يبقى زميلي في الجامعه ويعجب بيا ويجي يتقدم نتخطب بس مش لمدة طويله عشان كان هيتجلط من تحكماتي وكتب الكتاب بقى نكتبه قبل الفرح بكام شهر نعيش فيهم بقى جو الرتبطين بالحلال وبالنسبه للفرح مكنتش عارفه اعمله في جامع ولا في قاعه وكده
ضحك على حديثها واردف: طب كانت ايه مواصفات الشخص اللى بتتمنيه
مريم وهي تنظر داخل عيناه: هقولك جمله واحده بس "كنت ادعو الله بزوج صالح وعربية چيب • فرزقني الله بزوج صالح لديه عربية چيب "

يتبع
الفصل القادم يوم الاربعاء ان شاء الله وغدا الفصل الثاني من الهروب منكَ إليكَ 💙🦋

اِحتِواءWhere stories live. Discover now