اختراق
ومنك اكتفيت وكنت أريدها وبكَ لكنك قسوت على قلبي حتى بكى..
فبنيت قلاعي وحصوني لتحميني بعيدًا عن بطشكَ ..
وساتر وراء ساتر وضعت وتلحفت الألم غطاءً يقيني من غدركَ..
كلما نظرت في مرآتي رأيت صنيع يديك وعلمت أن أفضل اختياراتي كانت هجركَ ..الصدمة القاتلة تجعلها تعجز عن التصديق .. هذا بالتأكيد لايحدث الكيان الجالس على مقعد طاولة اجتماعاتها لا يمكن أن يكون هو .. وكأنه الشيطان اللعين بذاته ويطاردها حتى بعدما ظنت أنها انتصرت.. صدق حينما اخبرها في مرة من المرات التي أخافها فيها لدرجة الموت " أريد روحك " ..
هل ستأخذها الآن معتصم ؟؟
لكنها لحظة فارقة أكون أو لا أكون حتى وإن كان هو ولم تجعلها السنوات تنسى ملامح القسوة في وجهه فستظل هي شيرويت الجديدة التي خلقت من جديد وتشبعت بالقساوة حتى اصبحت صلبة بصلابة صحراء قلبها القاحلة وتشبعت روحها بالشقوق ..
الاستسلام الآن يعني نهايتها .. في الواقع هي لا تهتم لمصيرها لكن حياة ريان على المحك ..
لن تنكر أنها ندمت مع الوقت لتهورها .. كان من الممكن أن تكتف بهجره والاصرار على الطلاق ... لكنها أرادته أن يتوجع لغيابها ..
كانت ما تزال تعتقد أنه يحبها وسيؤلمه غيابها لدرجة الموت لكن مع الوقت ادركت أنه بلا مشاعر على الإطلاق .. كم كانت بلهاء حينها لتظن ذلك ..
جلمود الصخر ذاك خلق بدون ذلك الجزء النابض في صدور الجميع والذي يجعلهم يشعرون بالأخرين,, بالألم,, بالحزن,, بالسعادة وبالندم ..
والآن وجدها وماستفعله الآن هو ما سيحدد مصيرها ومصير ريان بل ومصير اكرم ..
الثأر تلك العادة اللعينة المتأصلة في الصعيد تحركه بل تمتلكه كليًا .. زوجته لها زوج وولد وليرفع رأسه بين الرجال عليه غسل عاره بيده ..
تماسكت ظاهريًا فهو لن يستطيع اذيتها في عقر دارها وبمجرد مغادرتها ستغلق حصنها وتبنىي المتاريس وليذهب العمل للجحيم ..
ومع تماسكها الظاهري كان داخلها مهتريء ومتشبع بالفجوات كالغربال ..
لم تشعر يومًا بمثل هذا الرعب حتى في اليوم الذي وجدت نفسها فيه في ماليزيا هاربة من زوج ومن أسرة صعيدية متشددة بلا أي دعم ... حتى يومها لم تشعر بكل هذا الرعب وبما أنه سيطر علي نفسه هو الاخر ولم يبادر بالهجوم عليها أمام الناس إذًا فلديها فرصة ...
وعى معتصم جيدًا لوضعها الجديد والتزم حدوده وستستغل تلك النقطة أقصى درجة .. إن كان يملك من الغرور ما يجعله يسحقها سابقًا لكنه الآن مدركًا لما أصبحت عليه من قوة وباشارة واحدة من يدها سيلقي به الحرس خارجًا وهو يملك من الذكاء ما يجعله يحفظ ماء وجهه .. لأول مرة تتفوق عليه .. أصبحت أكثر ثراءً وأكثر قوة منه .. لكن ما علاقته بدي ماري ؟؟
أنت تقرأ
ومنك اكتفيت
Romansإهداءً إلى أرواح تعرف نفسها.. فسلامًا على أرواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت أشد لهفة للقاء .. ومنك اكتفيت